زوجة أبوالغيط أعادت تأثيث مقر «الخارجـــيـة» قصر يوسف كمال

«قصور مصر» يــردّ اعتبار شخصيات ظلمتها صراعــات السياسة

صورة

نفض كتاب «قصور مصر»، للصحافية سهير عبدالحميد، الصادر أخيراً عن هيئة الكتاب المصرية، الذي تناول خلفيات أكثر من 50 قصراً بنيت في الحقبة العلوية، الغبار عن أمكنة تاريخية مهمة في مصر، تضرر بعضها بفعل الإهمال والنسيان، كما فتح الكتاب الباب أمام رواية تاريخية مختلفة لشخصيات ظلمتها تطورات السياسة بعد عام 1952.

شمل الكتاب معالم معروفة، مثل قصر البارون في مصر الجديدة، وقصر السكاكيني في حي الضاهر، وأخرى موروثة من العصر الإسلامي مثل قصر الأمير طاز، ومبانٍ ملكية مثل قصر الأمير محمد علي بالمنيل، ومبانٍ تخص أجانب مثل قصر ديجلتون، وكازليدومي.

أفرد الكتاب صفحاته لقصر مؤسس مصر الحديثة، محمد علي، الذي بناه في شبرا التي كانت وقتها منطقة زراعية هادئة، بعيداً عن مؤامرات المماليك وسكان قاهرة المعز، وبولاق أبوالعلا حيث يسكن العامة، واستمر بناء القصر 13 عاماً، وأضاءه بغاز الاستصباح في وقت ظهوره بأوروبا، حيث تكلف 2000 جنيه وخمسمائة قرش.

وكشف الكتاب عن أن القصر اعتبر «منحوساً» من المؤرخين، لأنه خرجت منه جنازة الأمير طوسون، وفيه ضاع المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي حيث جاء بحماره فضلّ الطريق، وتوزعت اتهامات التاريخ بين القول باغتياله على يد رجال محمد علي، واعتداء اللصوص عليه.

وقالت المؤلفة سهير عبدالحميد لـ«الإمارات اليوم» إن «الهدف من الكتاب توثيق تاريخ البشر والحجر، عبر الكتابة عن هذه القصور، نظراً إلى ما تعرّض له تاريخ تلك الفترة من تشويه، حيث ظلت الصورة العالقة في الأذهان حولها عند الجيل الحالي، لا تتعدى ما ورد في فيلمي (الأيدي الناعمة) و(رد قلبي)».

ونوّهت عبدالحميد إلى أن «كثيرين لا يعرفون أن الأمير عمر طوسون، صاحب قصر طوسون في شبرا، هو أول من نظم معرضاً للزهور في مصر، وأبرز من اهتم بالفلاحين في هذا التوقيت المبكر من التاريخ الحديث، لذا سمي (أبوالفلاح)، علاوة على أنه رمز وطني ناضل من أجل الاستقلال، وتحرك في ثورة 1919 لهذا الهدف، وبينما كانت الجماهير تهتف في القاهرة لسعد باشا، كانت جماهير الإسكندرية تهتف (عمر باشا يا غندور - انت ملات الدنيا نور)».

وأضافت عبدالحميد أن «هذه النماذج تضم أيضاً الأميرة فاطمة إسماعيل، التي دعمت جامعة القاهرة بأرضها ومجوهراتها وتحركاتها، وهي صاحبة القصر الذي عرف باسمها ثم تحول ليصبح المتحف الزراعي، كما أن من هذه النماذج أيضاً الأمير يوسف كمال الذي اكتشف واحات عدة، ورسم خرائط لأنحاء مصر عرفت باسم (المجموعة الكمالية)، وهو صاحب قصر باسمه أيضاً في المطرية».

يذكر أن مؤلفة الكتاب التقت عدداً من أفراد سلالة الأسرة العلوية، مثل حفيد الأمير عمر طوسون، وحفيد الخديوي عباس حلمي، وحفيد الأميرة شويكار.

يجدر الاشارة إلى أن ليلى أبوالغيط، حرم أمين جامعة الدول العربية الحالي، أحمد أبوالغيط، قامت بتأثيث قصر الأمير كمال الدين حسين، الذي أصبح مقراً لوزارة الخارجية المصرية أثناء تولي زوجها الوزارة، وقد راعت في تأثيثه ملاءمته للطراز الأميري المناسب له، كما فعلت الأمر نفسه مع النادي الدبلوماسي، والنادي الدبلوماسي النهري، والمقار الدبلوماسية للخارجية المصرية، التي كان عدد منها في الأصل قصوراً ملكية.


- شمل الكتاب معالم معروفة مثل قصر البارون في مصر الجديدة، وقصر السكاكيني في حي الضاهر، وأخرى موروثة من العصر الإسلامي مثل قصر الأمير طاز، ومبانٍ ملكية مثل قصر الأمير محمد علي بالمنيل، ومبانٍ تخصّ أجانب مثل قصر ديجلتون، وكازليدومي.

تويتر