في أغرب أحداث شهدتها الانتخابات الأميركية تاريخياً

مرشح يُدير حملته الانتخابية مــن السجن.. وآخر يموت خلال عدّ الأصوات

تمثال جورج واشنطن الذي فاز بالتزكية كأول رئيس لأميركا. عن المصدر

يحتدم الصراع على أشدّه بين المرشحين الرئاسيين، الرئيس دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن، في الانتخابات الأميركية لعام 2020، وصوّت ملايين الأميركيين بالفعل، إما شخصياً أو عبر بطاقات الاقتراع البريدية، حيث يجد الناخبون طرقاً آمنة لاتخاذ خياراتهم السياسية على خلفية جائحة «كورونا». وبينما تعتبر هذه الانتخابات واحدة من أغرب مثيلاتها في التاريخ الأميركي، وذلك بسبب سريانها في فترة انتشار «كوفيد-19»، إلا أنها ليست الأولى الأكثر غرابة، وفي ما يلي بعض من أغرب الانتخابات الأميركية في العالم:

رئيس يفوز بالإجماع

بالعودة إلى بداية تاريخ الانتخابات الأميركية، تطل علينا قصة الرئيس الأميركي الوحيد المنتخب بالإجماع. فقد كانت أميركا دولة مستقلة حديثاً، بعد أن قطعت علاقاتها مع بريطانيا العظمى في 4 يوليو 1776، ويعتبر هذا اليوم عيد استقلال الولايات المتحدة الأميركية المعترف بها دولياً.

ومع اقتراب أول انتخابات في عام 1788، كانت الولايات المتحدة تتكون من 13 ولاية فقط. ولا يوجد سوى 10 ولايات تسمح بالتصويت في الانتخابات، حيث لم تصدق كارولاينا الشمالية، ورود آيلاند، بعدُ على دستور الولايات المتحدة الجديد، ولم تعيّن نيويورك ناخبين في الوقت المناسب.

ومن بين هذه الولايات العشر، تم السماح فقط لمواطني ست ولايات بالتصويت، وهم الذكور البيض، بينما احتفظت الولايات الأربع الأخرى بالقرار لمشرعي الولاية. ولم تكن هناك حملة حقيقية، حيث كان الجميع متفقين حول الفائز النهائي، وهو جورج واشنطن.

استخدمت الانتخابات نظام الهيئة الانتخابية، حيث تم تخصيص عدد مختلف للأصوات لكل ولاية بناءً على حجمها وعدد سكانها، ولاتزال نسخة معدلة من هذا النظام مستخدمة حتى اليوم. كان هناك 72 ناخباً، على الرغم من أن 69 فقط أدلوا بأصواتهم بالفعل.

كان يحق لكل ناخب الحصول على صوتين من أعضاء الهيئة الانتخابية (من أجل انتخاب رئيس ونائب للرئيس)، وأعطى جميع الناخبين الـ69 أصواتهم لواشنطن، وهو الحد الأقصى الممكن للمرشح.

امرأة ورجل أسود يرشحان نفسيهما

شهدت انتخابات عام 1872 سلسلة من الأحداث الأولى الرائعة في التاريخ السياسي للولايات المتحدة، حيث أصبحت فيكتوريا وودهول أول امرأة تترشح لمنصب الرئيس، ممثلة لحزب المساواة في الحقوق، وكان مرشحها لمنصب نائب الرئيس هو فريدريك دوغلاس، أول أميركي من أصل إفريقي يتم اختياره لهذا الدور. لكن بينما صنع وودهول ودوغلاس التاريخ، إلا أنهما لم يحصلا على الكثير من الأصوات. وفي حالة وودهول، لم يُسمح لها حتى بالتصويت لنفسها، لأنه لم يكن قد تم التصديق على التعديل التاسع عشر لدستور الولايات المتحدة، الذي يمنح المرأة حق التصويت في جميع الولايات الأميركية.

وكان المرشحان الرئيسان في الانتخابات، هما أوليسيس س. غرانت من الحزب الجمهوري، وخصمه هوراس غريلي. وكان غريلي ناشراً لصحيفة نيويورك، وكان مدعوماً من حزبين رئيسين، الجمهوريين الليبراليين والديمقراطيين.

وفاة مرشح

وشهدت الانتخابات فوز غرانت بأغلبية ساحقة، حيث فاز بالتصويت الشعبي (العدد الإجمالي للأصوات المُدلى بها) و286 صوتاً في الهيئة الانتخابية، مقارنة بـ66 صوتاً لغريلي. وبعد أقل من شهر من الانتخابات، وقبل أن تؤكد الهيئة الانتخابية تصويتها، توفي غريلي، ليصبح المرشح الرئاسي الوحيد الذي يموت خلال الانتخابات. وعند وفاته، لم يعد غريلي مؤهلاً للحصول على أصوات الهيئة الانتخابية البالغ عددها 66، والتي أُعيد تخصيصها بعد ذلك لمرشحين آخرين.

مرشح يُدير حملته الانتخابية من السجن

شهدت الانتخابات الأميركية عام 1920 انتصاراً كاسحاً للمرشح الجمهوري وارن جي هاردينغ، حيث تغلب هاردينغ على الديمقراطي جيمس إم كوكس بـ404 أصوات انتخابية مقابل 127، وفاز بأكثر من 60٪ من الأصوات الشعبية في الانتخابات. وحصل هاردينغ على هامش فوز بنسبة 26.2٪، وهو أكبر هامش في أي انتخابات أميركية متنازع عليها.

وحيث كانت هذه أول انتخابات في أميركا يصبح للمرأة فيها حق التصويت في جميع الولايات الـ48 في البلاد، ارتفع التصويت الشعبي من 18.5 مليوناً قبل أربع سنوات إلى 26.8 مليوناً. وشهدت الانتخابات أيضاً فوز الاشتراكي يوجين دبس بأقل من مليون صوت في جميع أنحاء البلاد، وهي أعلى نسبة على الإطلاق لمرشح اشتراكي. واحتل دبس المركز الثالث في الترتيب العام، لكنه فشل في الفوز في الهيئة الانتخابية، لكن ما يجعل دوره مميزاً في تاريخ الانتخابات هو أنه أدار حملته بالكامل من السجن.

وقبل عامين من الانتخابات، ألقى دبس خطاباً مناهضاً للحرب احتجاجاً على المسودات العسكرية للحرب العالمية الأولى. وتم القبض عليه ووجهت إليه تهمة التحريض على الفتنة لخرقه قانون التجسس الذي يمنع انتقاد الحكومة وسُجن، لكنه وعد بالعفو عن نفسه إذا نجح في الانتخابات.

ديوي يهزم ترومان

في انتخابات عام 1948، سعى الرئيس هاري س. ترومان لإعادة انتخابه، بعد أن صعد إلى الرئاسة بعد وفاة فرانكلين دي روزفلت قبل ثلاث سنوات. لكن كان من المتوقع على نطاق واسع أن يخسر الديمقراطي الانتخابات، حيث تقدم خصمه، الحاكم الجمهوري لنيويورك، توماس إي ديوي، عليه بشكل مريح في استطلاعات الرأي.


- شهدت انتخابات عام 1872 سلسلة من الأحداث الأولى الرائعة في التاريخ السياسي للولايات المتحدة، حيث أصبحت فيكتوريا وودهول أول امرأة تترشح لمنصب الرئيس، ممثلة لحزب المساواة في الحقوق، وكان مرشحها لمنصب نائب الرئيس هو فريدريك دوغلاس، أول أميركي من أصل إفريقي يتم اختياره لهذا الدور.

- استخدمت الانتخابات الأميركية منذ بدايتها نظام الهيئة الانتخابية، حيث تم تخصيص عدد مختلف للأصوات لكل ولاية بناءً على حجمها وعدد سكانها، ولاتزال نسخة معدلة من هذا النظام مستخدمة حتى اليوم.

تويتر