وزيرة خارجية نيوزيلندا الجديدة تتجمّل بالوشم

وزيرة الخارجية النيوزيلندية تتبع تقاليد قبائل الماوري. أرشيفية

دخلت السياسية النيوزيلندية، نانايا ماهوتا، التاريخ هذا الأسبوع عندما تم تعيينها أول وزيرة خارجية من السكان الأصليين في نيوزيلندا. لكن ما يلفت إليها الانتباه أكثر أنها تتبع تقاليد قبائل الماوري الأصلية التي تحمل الوشم التقليدي والمعروف باسم «موكو».

في عام 2016 أصبحت ماهوتا أول عضوة في البرلمان تضع الوشم على شفتيها وذقنها، أو ما يطلق عليه «موكو كاواي». وتمثل هذه الوشوم التقليدية بالنسبة لهذه السيدة «وسيلة للتعبير عن ثقافتها واعتزازها بكونها من قبيلة الماوري»، كما غرّدت العام الماضي.

وبينما لايزال الوشم مشهداً نادراً في السياسة الوطنية، إلا أن وشم «موكو» ظل شائعاً بشكل متزايد في المجتمع النيوزيلندي المعاصر. وغالباً ما تحمل الوشوم أهمية ثقافية كبيرة لمن يحملها، حيث تحكي قصة مرئية تربط السكان الأصليين بأسلافهم.

ويعبر وشم «موكو» عن الوضع الاجتماعي أو الوظيفة أو التاريخ الشخصي والعائلي لحامله. وتشير التصاميم المعقدة أيضاً إلى أنساب حامليها (التي تربطهم في حالة ماهوتا بالملكة الماورية الراحلة تي أريكينوي تي أتايرانجيكاهو، وملك الماوري الحالي كينجي توهيتيا، وفقاً لإذاعة نيوزيلندا).

وتشير العلامات الموجودة على الجانبين الأيمن والأيسر من الوجه إلى نسب الأب والأم على التوالي.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة وايكاتو، تي كاهاتو ماكسويل، وهو حفيد فنان وشم «موكو»، كان الوشم على الوجه منذ نحو 10 سنوات يرمز الى «استعادة» التراث. وواصل حديثه في مقابلة عبر الهاتف: «يتعلق الأمر بإرثي ومكانتي في المجتمع كمؤرخ وأكاديمي وخطيب أو ناطق رسمي باسم شعبي. إنه يجلب لي شعوراً بالفخر ويجلب لشعبي شعوراً بالانتماء»، وأضاف: «إنه يحكي أيضاً تاريخ حياتي، إنه شيء مقدس وثمين بالنسبة لي».

وهناك اعتقاد بأن ممارسة الوشم - المعروفة باسم تا موكو - أخذت اسمها من «رواموكو»، وهو إله الزلازل والبراكين في الديانات الماورية. وتحكي قصة شخصية أسطورية، ماتورو، الذي وقع في الحب وتزوج نيويركا، ابنة حاكم العالم السفلي. وبعد أن ضربها في نوبة غضب، تبع ماتورو زوجته إلى العالم السفلي ليطلب منها المغفرة. وأثناء وجوده هناك، علمه والد نيوريكا فن تا موكو، وسمح بعودته إلى العالم «الأعلى»، ووضع له وشوماً كتذكير لتجنب أعمال الشر في المستقبل.


- لايزال الوشم مشهداً نادراً في السياسة الوطنية، إلا أن وشم «موكو» ظل شائعاً بشكل متزايد في المجتمع النيوزيلندي المعاصر.

تويتر