بعضهن يتحكمن في أكبر ميزانيات عسكرية بأوروبا

تولين «وزارات دفاع».. نساء يقتحمن المجال الأصعب للرجال

(من اليسار إلى اليمين) وزيرات دفاع كل من فرنسا وهولندا وإسبانيا والدنمارك وألمانيا. من المصدر

يوجد في الوقت الراهن 21 وزيرة دفاع في 159 دولة في العالم، ويشمل ذلك إيطاليا، وجزر المالديف الجميلة والصغيرة، وأخيراً لبنان، ولكنه يشمل أيضاً سبعاً من بين 30 دولة عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

لقد استطاعت المرأة في جميع أنحاء العالم أن تقتحم معقل الذكور القوي، لتثبت جدارتها في هذا المجال، فالمسائل العسكرية التي كانت تعتبر من صلاحيات الرجل، يتم تسليمها الآن للنساء القادرات والمطلعات اللواتي لديهن القوة والعقول لإدارة القوات، وفهم احتياجاتها، وضمان أمن الدولة كأولوية قصوى. تقليدياً، يتولى رجل هذا المنصب، ولكن في الآونة الأخيرة تغير الاتجاه، وتم إفساح المجال للنساء للعب هذا الدور بأكثر الطرق كفاءة.

من هؤلاء النسوة: وزيرة دفاع جنوب إفريقيا، نوسيفيوي مابيسا ناكاكولا، يونيو 2012. فرنسا، فلورانس بارلي، يونيو 2017. ألمانيا، أنجريت كرامب كارنباور يوليو 2019. هولندا، أنك بيليفيلد، أكتوبر 2017. النمسا، كلوديا تانر، يناير 2020. إسبانيا، مارغريتا روبلسن 2018، ويسرا فيولا أمهير، 2019. أستراليا، ليندا رينولدز، مايو 2019. الدنمارك، ترين برامسن، يونيو 2019. بنغلاديش، شيخة حسينة، يناير 2009. نيكاراغوا، مارتا إلينا رويث سيفييا، مارس 2013. كينيا، ريتشيلا أومامو، مايو 2013. البوسنة والهرسك، ارينا بينديس، فبراير 2015. مقدونيا الشمالية، رادميلا سيكيرينسكا، يونيو 2017. ألبانيا أولتا تشاسكا، سبتمبر 2017. إفريقيا الوسطى، ماري نويل كويارا، سبتمبر 2017. المالديف، ماريا أحمد ديدي سبتمبر 2017. الغابون، روز كريستيان رابوندا، فبراير 2019. جزر سليمان، لانيل تانانجادا أبريل 2019. لبنان، زينة عكر، يناير 2020.

فعالية الجيوش

ويتحكم بعض هؤلاء النسوة في أكبر ميزانيات الدفاع في أوروبا، فهل ستتحسن طبيعة وفعالية الجيوش للدفاع عن بلدانها إذا حدث توازن بين الجنسين؟ كانت هذه هي النظرية الأساسية التي ظلت تضغط لتغيير النمطين الداخلي والخارجي للجيوش في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات الـ40 الماضية. هذه الخطوة الثورية تشير إلى التحدي بين الجنسين في واحد من أكثر القطاعات التي يهيمن عليها الذكور على هذا الكوكب.

بالنسبة لبعض الجيوش، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، يُسمح للنساء بالالتحاق بالجيش وفقاً للنموذج الذكوري، ويوصف هذا النهج بأنه مساواة حقيقية. الحقيقة هي أن هذه المنظمات تقبل النساء، طالما أنهن على استعداد لأن يصبحن مثل الرجال قدر الإمكان.

مثال بارز

تقدم النرويج مثالاً بارزاً جداً لهذا النهج العسكري النسائي، من خلال تدريبها لنخبة من المغاوير النسائية المسماة «جيغرتروبين» (قوة الصياد). كانت النرويج من أوائل دول «الناتو» التي سمحت للنساء بالانضمام إلى القوات القتالية، في منتصف الثمانينات. ومنذ عام 2014، تدربت نخبتها الكوماندوز في مجموعات منفصلة، حسب الجنس. وهنا يُطلب من النساء تحقيق المعايير البدنية نفسها مثل الرجال، ولكنهن أثبتن نجاحاً أكبر في القيام بذلك عندما يتدربن بشكل منفصل عن الرجال.

فرنسا، على سبيل المثال، تسعى لتحقيق التوازن بين الجنسين في هذا المجال (بشكل غير عادي). أحد أهم الإنجازات في هذا المجال للرئيس إيمانويل ماكرون هو تعيينه فلورانس بارلي، وزيرة للدفاع، والتي أعادت مسيرة الرئيس في تحقيق التوازن بين الجنسين. وتفخر فرنسا بامتلاكها رابع أكثر جيش أنثوي في العالم.

قامت القوات المسلحة الكندية بما يعرف بتحدي المعايير المادية القائمة في الوقت الحالي، وهو موضوع مقدس إلى حد كبير في الدوائر العسكرية. وأوضح القائد المسؤول عن مركز التدريب أن «التغييرات تحدث لأن طبيعة الحرب تغيرت»، ولأن العالم تخلى عن قطع الجنود مسافات يبلغ طولها 13 كم مشياً على الأقدام، ما أدى إلى إعادة تعريف التدريب. على عكس النرويجيين، الذين يدربون النساء على معايير الذكور، واستخدم الكنديون الطبيعة المتغيرة للحرب للبحث وإعادة تعريف أنظمة اللياقة المثلى والأكثر شمولية للجميع في سياق القرن الـ21، بما في ذلك الصحة البدنية والعقلية.


كانت النرويج من أوائل دول «الناتو» التي سمحت للنساء بالانضمام إلى القوات القتالية، في منتصف الثمانينات.

بالنسبة لبعض الجيوش، مثل بريطانيا وأميركا، يُسمح للنساء بالالتحاق بالجيش وفقاً للنموذج الذكوري، ويُوصف هذا النهج بأنه مساواة حقيقية.

تويتر