مزاعم إسرائيلية جديدة في قصة فصــولها لا تنتهي

«هآرتس»: مروان تعامل مع أجهزة مخابرات غربية.. وعمل مــع «الموساد» دون مقابل

مروان أصبح في منتصف السبعينات رجلاً شديد الثراء. أرشيفية

أطلقت إسرائيل رواية جديدة منسوبة لمصدر «مجهول»، قالت إنه في جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد)، رواية عن اشرف مروان، زوج ابنة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي نسبت اليه تل أبيب سابقاً، أي الى مروان، عمله لمصلحة الموساد، وهي تهمة تصر إسرائيل على تكرارها، فيما تنفيها باطراد مصادر مصرية موثوقة.

ونشرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، الاسبوع الماضي، حواراً نسبته لما قالت إنه قيادي سابق في الموساد أخفى اسمه الحقيقي كان مسؤولاً عن تشغيل مروان، قال فيه إن «مروان لم يعمل فقط لمصلحة الموساد، وانما كان على صلة بأجهزة مخابرات غربية عديدة»، وان دوافعه للعمل مع الموساد هي «المال والاعجاب والرغبة في الانتقام، وانه - أي عميل الموساد - تعرف اليه بعد أن هاتف مروان الملحق العسكري الاسرائيلي في لندن مرات عدة، وعرض من نفسه التعاون، وفي بداية تعامله مع الموساد اشترط ان يأخذ 20 ألف دولار، كما طلب تأمين حياته، ووصل مجموع ما تقاضاه قرابة المليون دولار اذا احتسب ما أخذه باسعار اليوم، لكنه بعد ان استقرت حياته المالية وأصبح ثرياً بحكم صفقات السلاح التي يتوسط فيها، توقف عن أخذ أموال، وعمل مع الموساد متطوعاً من دون أجر، وقال لمشغله: «أنا الآن قد أمنت حياتي، ولا أريد منكم أي أموال، ولا اريد ان اتحول الى موظف بأجر لديكم، وسأعمل معكم من اجل الصداقة». وعلق دوبي «إنه منذ تلك اللحظة، توقف مروان عن أن يكون عميلاً، وانه كان يكتب تقاريره دون أي مقابل».

وقالت الصحيفة الاسرائيلية إن «مروان الذي وجدت جثته ملقاة من الدور الرابع في حديقة بلندن في 27 يونيو 2007، قد رجحت السلطات البريطانية دفعه من قبل شخص من الخلف ليبدو الأمر كما لو كان انتحاراً، وان رئيس الموساد السابق، زئيفي زامير، اتهم رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلي السابق إيلي زيرا بالمسؤولية المباشرة عن قتله، بعد ان كشف سره معتقداً انه السبب في تضليل إسرائيل عن توقيت حرب أكتوبر 1973 بوصفه عميلاً مزدوجاً».

وقال مصدر الموساد المجهول، الذي سمى نفسه لـ«هآرتس» بـ(دوبي)، إن «مروان أصبح في منتصف السبعينات رجلاً شديد الثراء، حيث استطاع تحصيل أموال طائلة عبر صفقات سلاح وشبكات علاقات واسعة، وانه لم يكن على علاقة بالموساد فقط، بل بالعديد من أجهزة المخابرات الغربية، خصوصاً في بريطانيا وايطاليا»، وإنه «كان يحمل طول الوقت مسدساً، وعندما نصح من الموساد بعدم حمله رد بأنه لا يفتش»، كما أنه «ألقى بجهاز اتصال منحه له الموساد لنقل المعلومات في نهر النيل». وقال دوبي إن «مروان نصحه في اول لقاء بينهما، في جملة اجتماعاتهما التي زادت على الـ100، ان يتحدثا بالانجليزية رغم اتقان دوبي للعربية، وانه اطلعه في لقائهما الأول على أرقام لوحدات الجيش المصري قبل 1973، وبدا الأمر لرجل الموساد وقتها كما لو كان حلماً». ونوه دوبي الى أن «المخابرات العسكرية الاسرائيلية كانت مهمومة بشكل اساسي قبل حرب أكتوبر بامكانية حيازة مصر لأسلحة كيماوية، وعندما سألوا مروان عن ذلك، وعدهم باعطاء إجابات، فمنحه الموساد استبياناً تفصيلياً ليملأه ويعود به في لقاء لاحق».

وقال دوبي إن «مروان كان يعتبر الرئيس الليبي معمر القذافي بمثابة شقيقه، لكن هذا لم يمنع أن يصفه في بعض الاوقات بالمجنون». وقال دوبي إن «الاتصال بينه وبين مروان كان يتم من تلفون شخصية بريطانية يهودية وعبر كلمات كودية».

وقال دوبي إن «مروان كشف اقتراب حرب أكتوبر استنتاجاً من اتفاق السادات والقذافي على تحويل طائرات وقطع بحرية الى ليبيا لتأمينها»، وإن «مروان هاتفه في 4 اكتوبر، لكن لم يستطع متابعته لوجود ضوضاء حوله، والتقيا في 5 اكتوبر»، لكن «هآرتس» قالت إن «دوبي رفض تسليمها صورة لمحضر اللقاء، الموجودة نسخة منه في أرشيف الموساد، واكتفى بالحديث عنه».


- مروان كان يعتبر القذافي بمثابة شقيقه، لكن هذا لم يمنع أن يصفه في بعض الأوقات بالمجنون.

تويتر