رفض طلبه بعد أن جعله ينتظر 3 ساعات

بوتين يسدد صفعة لصديقه القديم نتنياهو في سوتشي

صورة

لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتوقع أن يخذله صديقه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سبيل تقوية مركزه، وتحقيق غايته المتمثلة في مزيد من فترة بقائه في السلطة، التي امتدت إلى 13 عاماً. وتعود القصة إلى أن بوتين رفض مراراً وتكراراً إطلاق سراح السجينة الإسرائيلية في روسيا، نعمة يساكر، البالغة من العمر 26 عاماً، والتي أصدرت محكمة روسية بحقها حكماً بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف السنة، لحيازتها كمية صغيرة من مخدر الحشيش، أثناء مغادرتها مطار موسكو إلى إسرائيل في أبريل الماضي.

أثارت محنة يساكر جدلاً مستفيضاً في إسرائيل، في الوقت الذي ظل فيه نتنياهو يكافح من أجل تعزيز سجل فترته الرئاسية، ليتفادى على الأقل محاكمة بتهم تتعلق بالفساد، لكنه جراء هذا الخذلان من قبل صديقه بوتين، فشل في بناء تحالف أغلبية بعد انتهاء الانتخابات في سبتمبر، حيث انتهى إلى طريق مسدود، والآن أمام منافسه، بيني غانتس، حتى نهاية هذا الشهر لتشكيل حكومة خاصة به.

كان بوتين يستطيع أن يدعم صديقه في استطلاعات الرأي قبل أيام قليلة من التصويت، عندما بدأ الدعم الذي يتلقاه حزب الليكود يتراجع، ولم يفعل بوتين ذلك، على الرغم من توجه نتنياهو إلى مقر إقامة بوتين في سوتشي من أجل الإفراج عن يساكر. في ذلك الوقت، كان مقر الليكود في تل أبيب يتباهى بلافتة عملاقة لكلا الرجلين وهما يتصافحان. وبدلاً من ذلك، عاد نتنياهو إلى بلاده خالي الوفاض، بعد أن جعله بوتين ينتظر ثلاث ساعات. بعد شهر من ذلك، فرضت محكمة في موسكو هذه العقوبة غير المسبوقة على يساكر.

إهانة مقصودة

يقول السفير الإسرائيلي السابق لدى روسيا، الذي أصبح الآن باحثاً كبيراً في جامعة تل أبيب، تسفي ماجن: «كانت هذه إهانة مقصودة حدثت لأسباب سياسية». ويقول شخصان على دراية بمداولات الكرملين الداخلية إن بوتين نفسه سيقرر مصير يساكر، وأكدا أن بوتين لا يريد أن يعطي نتنياهو «هدية» وهو في مأزق سياسي.

ووصف المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف، وهو مؤسسة بحثية مقرها الكرملين، رفض سوتشي بأنه «خطوة متعمدة»، تشير إلى «برود» بوتين تجاه نتنياهو. ويقول رئيس مجلس إدارة مجموعة أوراسيا للاستشارات في مجال المخاطر، كليف كوبشان: «بوتين يتحوط»، ويضيف «نتنياهو يسير على جليد رقيق، ويريد بوتين إبقاء خياراته مفتوحة، وأن علاقته الشخصية مع بيبي لم تعد ميزة سياسية».

بالنسبة إلى يساكر، أصبح الواقع الروسي بالنسبة لها كابوساً أكثر إثارة للرعب من السنتين اللتين قضتهما كقناصة في الصحراء لحماية حدود إسرائيل من المتشددين. بعد فترة ليست طويلة من الاعتقال، قالت والدة يساكر، يافا يساكر، إن ابنتها وجدت نفسها في وسط عالم غامض من المؤامرات العالمية التي تشبه الحرب الباردة. فبعد وقت قصير من اعتقال يساكر، أعاد ممثلو الادعاء الروس القضية إلى الشرطة لإجراء مزيد من التحقيقات بشأنها. وبحلول أواخر يونيو، أضافوا التهمة الأكثر خطورة، وهي تهريب المخدرات.

مواجهة التهم

ثم في أغسطس، مع اقتراب موعد محاكمة يساكر، قالت يافا إنها بدأت في تلقي رسائل «واتس أب» من شخص زعم أنه صديق للمواطن الروسي، أليكسي بيركوف (29 عاماً)، الذي يجاهد كي لا تسلمه إسرائيل إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم، من بينها القرصنة، وتزوير بطاقات الائتمان، منذ عام 2015. ويبدو أن هذا الرجل، وهو أوكراني الجنسية، إسرائيلي المولد، يدعى كونستانتين بيكينشتاين، يعرف الكثير عن مأزق يساكر، ويريد من يافا العمل معه في محاولة لترتيب تبادل المسجونين حتى تتمكن كل من نعمة وأليكسي العودة إلى بلديهما. وقالت يافا إنها لم تقبل بذلك، لأنها لا تريد أن تنجر إلى لعبة لا تفهمها.

في رسالة بريد إلكتروني تلقتها وكالة بلومبيرغ، أخبر بيكينشتاين يافا في 10 أكتوبر، أي قبل يوم واحد من صدور الحكم على ابنتها، أنها من المرجح أن تتلقى ما بين خمس إلى سبع سنوات. وعرض مرة أخرى التعاون معها في هذا الخصوص.

وبعد الإعلان عن عقوبة يساكر، ظهر في وسائل الإعلام أن روسيا كانت تدفع في اتجاه مقايضة يساكر ببيركوف طوال الوقت، ويقول المنشق السوفييتي السابق والسياسي الإسرائيلي، ناتان شارانسكي (71 عاماً)، وهو منشق سابق من أصول روسية، أمضى تسع سنوات في السجون الشيوعية، إن يساكر هي ببساطة «رهينة». ويقول شارانسكي «شرح الروس على أعلى مستوى للجانب الإسرائيلي أنهم يريدون الإفراج عن ابنهم نظير الإفراج عن ابنتهم».


نتنياهو يسير على جليد رقيق ويريد بوتين إبقاء

خياراته مفتوحة، وأن علاقته الشخصية مع بيبي

لم تعد ميزة سياسية.

تويتر