يعتقدون أنها تساعد على تحسين حياتهم وضبط سلوكهم

كوريون جنوبيون يعيشون تجربة «الموت» داخل توابيت

«الجنازات الوهمية» تستبعد من حاول الانتحار. أرشيفية

تمدد آلاف الكوريين الجنوبيين داخل توابيت، وأغمضوا أعينهم متظاهرين بالموت، في خطوة يعتقدون أنها تساعد على تحسين حياتهم، وضبط سلوكهم. وفي الخارج، انطلق صوت يشرح لهم مراسيم الموت «الآن جميعكم تحتضرون، جميع أعضائكم تموت تدريجياً، واحداً تلو الآخر، وعليكم أن تستنشقوا آخر أنفاسكم، ثم انغلق التابوت عليهم، وبعد فترة غير محددة من الوقت، انفتح التابوت مجدداً، ليخرج المشاركون تاركين مآسيهم القديمة داخل الأكفان في العالم الآخر، كما يعتقدون». وتهدف هذه الجنازات الوهمية لتحسين حياة المشاركين، بإيهام أنفسهم بأنهم تركوا مآسي الحياة الدنيا ليتمتعوا بنعيم الآخرة، وتساعد هذه الخطوة على تقليل حالات الانتحار بين السكان.

وتؤكد تقارير أن معدلات الانتحار في كوريا الجنوبية من بين الأعلى في العالم، حيث تم تسجيل 29.6 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص في عام 2016، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ويقول مسؤولون في مركز «هايون» للشفاء إن الاحتفال بمحاكاة الموت يهدف لإلهام المشاركين رؤية جديدة للحياة، واللجوء للمصالحة والتسامح بين العائلة والأصدقاء. ويقال أيضاً إن كبار السن والمرضى الذين يئسوا من الشفاء التام يمكنهم المشاركة في هذه المراسيم، ليستعدوا للموت كنوع من أنواع «البروفة».

وفي أحد الفيديوهات الخاصة بهذه الممارسة، تظهر مجموعة كبيرة من المشاركين، تلبس على ما يبدو أكفاناً بيضاء، يجلسون بالقرب من توابيت خشبية، ويرشدهم أحد الأشخاص لكيفية كتابة وصاياهم قبل أن يطلب منهم الدخول في التوابيت. يقول لهم هذا الرجل «من المحزن أن الوقت قد حان لتفارقوا الحياة، بجانبكم صندوق خشبي كبير يسمى التابوت»، بعدها يدخل المشاركون إلى التوابيت ويغلقون أعينهم لتبدأ مراسيم الجنازة. يقول منظم هذه الممارسات إنه لا يقبل بأي شخص يرغب في المشاركة في هذه الجنازات الوهمية، إذ يستبعد الذين حاولوا الانتحار من قبل.

وافتتح مركز «هايون» أبوابه للعمل في عام 2012، ومنذ ذلك الحين أبلغ عن مشاركة أكثر من 25 ألف شخص في الجنازات الوهمية. ويقوم هذا المركز أيضاً بترتيب جنازات حقيقية، ولكنه بدأ بتنظيم جنازات وهمية لمعالجة مشكلة الانتحار في كوريا الجنوبية.


- يقول مسؤولون في مركز «هايون» للشفاء إن

الاحتفال بمحاكاة الموت يهدف إلى إلهام

المشاركين رؤية جديدة للحياة، واللجوء

للمصالحة والتسامح.

تويتر