اكتشفت خلال عملية هدفت إلى افتعال معركة بين مصر وأميركا

وفاة «جاسوسة لافون» التي تخلت عنها إسرائيل حماية لزعمائها السياسيين

نينو في ضيافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أرشيفية

توفيت، الأربعاء الماضي، الجاسوسة الإسرائيلية مارسيل نينو، التي تورطت في فضيحة «لافون» الشهيرة عام 1954، والخاصة بعمل تفجيرات في مصر، عن عمر ناهز الـ89 عاماً في إسرائيل، بعد أزمة صحية عانتها أخيراً، حيث تم تشييعها بحضور رئيس «الموساد»، وعدد من الشخصيات الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

انفجار عرضي

تفجرت «فضيحة لافون»، التي عرفت كذلك نسبة إلى وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك بنحاس لافون، بعد أن كشفت السلطات المصرية «العملية سوزانا» التي خطط فيها الموساد الإسرائيلي للقيام بسلسلة تفجيرات في القاهرة والإسكندرية، تستهدف المصالح الأميركية والبريطانية، بهدف إحداث شقاق بين نظام الضباط الأحرار 1952 الصاعد للحكم حديثاً، والولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد انفجار قنبلة بشكل عرضي في أحد أفراد الشبكة الإسرائيلية، إذ أدى القبض عليه إلى الوصول إلى المتبقين، وتبين انتمائه لمجموعة تابعة للوحدة 131 بالموساد الإسرائيلي، والتي تم تأسيسها في الأصل لتنفيذ عمليات ضد الملك فاروق، بسبب ميوله المعادية لإسرائيل، ثم تواصل عمل الشبكة لتخريب العلاقات المصرية الأميركية ضد نظام يوليو 1952.

تمكنت السلطات المصرية من القبض حينها على كل أعضاء الشبكة البالغ عددهم 13 إسرائيلياً، وقام أحدهم، وهو ضابط الموساد ماكس بينيت، بالانتحار في السجن، بينما تم إعدام اثنين آخرين هما موسى ليتو مرزوق، وصموئيل بخور عازار، وحكم بالأشغال المؤبدة والسجن 15 عاماً على المتبقين.

إنكار

نفت إسرائيل في بداية الأمر ولسنوات طويلة علاقتها بالشبكة، واستطاع مؤسس الكيان العبري بن غوريون أن يفرض ستاراً حديدياً حول القصة، لكن الفضيحة عادت للتفجر بقوة وفي وسائل الإعلام عام 1975، حيث تحدى أعضاء الشبكة المفرج عنهم الرقابة المفروضة، وتبادلت الطبقة السياسية والعسكرية الاتهامات حول المسؤول عن العملية، وتكشف قيام فريق ضم رئيس الأركان وقتها موشيه ديان، ومدير وزارة الحرب شيمون بيريز، ورئيس الاستخبارات العسكرية بنيامين جبلي بالعملية، دون معرفة وزير الحرب بنحاس لافون، ولا رئيس الوزراء موسي شاريت، بحسب محللين ومتابعين.

العودة إلى التشدد

وكانت نينو، المرأة الوحيدة التابعة لخلية الموساد المكلفة العملية، تتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وعضوة في جماعة «هاشوميه هاتزعاريه»، التي جمعت الإيمان القومي بالصهيونية مع مسحة ماركسية، آخر من تم القبض عليهم، وقد نجحت في حرق أوراق تخص الموساد لحظة القبض عليها، وتم الإفراج عنها عام 1968، ومنحتها إسرائيل رتبة مقدم تكريماً لها، لتلتحق بعدها بجامعة تل أبيب، حيث درست الأدب العبري والإنجليزي، ثم تزوجت عام 1971 من إيلي باكيلور، وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية وقتئذ غولدا مائير احتفالات زفافها.

تويتر