«حارس المسجد الأقصى».. التجول بين معالـــم الحرم القدسي عبر الهواتف الذكية

الجولات المتعددة التي أجراها الباحث الفلسطيني في شؤون القدس، إيهاب الجلاد، طوال السنوات الماضية، داخل ساحات ومساجد وأروقة المسجد الأقصى المبارك، دفعته إلى تصميم لعبة إلكترونية عبر تطبيق ذكي إلكتروني، ليضع معالم الحرم القدسي بين يدي متصفحي الهواتف الذكية في جميع دول العالم.

«حارس المسجد الأقصى» لعبة فيديو افتراضية صممها الجلاد للأجهزة المحمولة، هدفها التعريف بالمسجد الأقصى ومعالمه العديدة، للمحافظة على هويته الفلسطينية والعربية، وإيصال تلك الحقيقة إلى أكبر عدد من متصفحي المواقع الإلكترونية بطريقة ترفيهية مشوقة، في محاولة لمواجهة مخططات التهويد الإسرائيلية التي يتعرض لها المسجد الأقصى.

ويقول صاحب فكرة تطبيق «حارس المسجد الأقصى»، إيهاب الجلاد، لـ«الإمارات اليوم»: «إن اللعبة تجمع بين المعرفة والمتعة إلى جانب التحدي، وذلك للتعرف إلى تاريخ وحضارة المسجد الأقصى المبارك، والتجول بين معالمه الأثرية بشكل سلس».

ويضيف أن «لعبة التطبيق الذكي تهدف إلى جلب الشباب من دائرة الألعاب البعيدة عن ثقافتنا والمليئة بالعنف، إلى الواقع المقدسي وحاضر المسجد الأقصى، فهي عبارة عن لعبة هادفة تعلّم شبابنا وبناتنا قيمة المسجد الأقصى والوجود فيه، وكأنهم حراس حقيقيون له».

ويوضح الجلاد أن لعبة حارس المسجد الأقصى تتكون من أربعة مستويات خاصة باللعب، وهي: حارس وزائر وسادن ومرشد، حيث يرتدي كل لاعب في المراحل المختلف قميصاً بلون مختلف، وهذه الألوان مرتبة تدريجياً: الأبيض والأحمر والأخضر والأسود، التي تشكّل مجتمعة ألوان العلم الفلسطيني، فيما يتشح جميع اللاعبين بالكوفية الفلسطينية.

ويتضمن المستوى الأول من لعبة «حارس المسجد الأقصى»، بحسب الجلاد، أسئلة متعددة، جميعها متعلق بأسماء أماكن ومعالم المسجد الأقصى، فأثناء تنقل اللاعب في أرجاء المسجد الأقصى، والتجول بين معالمه المتعددة، يعثر على صناديق مغلقة، وفي كل صندوق يظهر سؤال متعلق بالأقصى ومعه أربعة خيارات، وعلى اللاعب الإجابة عن السؤال للحصول على 15 مفتاحاً، من أجل الانتقال إلى المراحل المتقدمة، التي تنتهي في المرحلة الرابعة، وخلالها يحصل اللاعب على مفتاح باب المغاربة، الذي تغلقه إسرائيل منذ عام 1967، لتكون اللعبة قد انتهت بفتح الباب وتحرير المسجد الأقصى.

ويشير الجلاد إلى أن المرحلة الخاصة بالأسئلة تتميز بالأسلوب التفاعلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل نشرها ومشاركتها بين المتصفحين أسرع وأوسع.

ويبين صاحب فكرة التطبيق الذكي أن لعبة «حارس المسجد الأقصى» متاحة لجميع الأجهزة النقالة «آيفون» و«أندرويد»، وكذلك المواقع الإلكترونية، وهذا ما يتيح تحميلها بشكل سريع وبسيط.

وواجه صاحب فكرة اللعبة الإلكترونية مجموعة من التحديات خلال تصميمها، ومنها تجسيد المسجد الأقصى بمجسمات ثلاثية الأبعاد، لسهولة وصف جمال المسجد الأقصى وساحاته عبر الأجهزة المحمولة، إلى جانب ضيق الفترة الزمنية التي شهدت تصميم وتطوير اللعبة، التي لم تتجاوز أكثر من أربعة أشهر.

فكرة متطورة

بعد أن أصبح تصميم تطبيق «حارس المسجد الأقصى» جاهزاً لترويجه عبر المواقع الإلكترونية، احتضنته جمعية «مركز برج اللقلق المجتمعي»، وهي مؤسسة فلسطينية تتخذ من البلدة القديمة في القدس مقراً لها، وذلك لإيصال اللعبة الذكية إلى أكبر قدر ممكن من متصفحي الهواتف الذكية في جميع دول العالم.

ويقول مدير جمعية «مركز برج اللقلق المجتمعي»، منتصر إدكيك، المشرف العام على اللعبة الإلكترونية: «إن التطبيق يهدف إلى إيصال المعلومات والحقائق عن المسجد ومعالمه وأروقته، إلى جانب نشر ثقافته الدينية والتاريخية لدى كل المراحل العمرية، خصوصاً المهتمين بزيارته والتجول بين ساحاته».

ويضيف أن «كل من يستخدم تطبيق اللعبة الذكية، سيتمكن من التجول داخل المسجد الأقصى، وزيارة كل معالمه، وهو يجلس في منزله، أو خلف مكتبه، إلى جانب جمع كم كبير من المعلومات والحقائق عن المسجد المبارك، من خلال الأسئلة التي تطرحها مستويات اللعبة».

ويلفت إدكيك، خلال حديثه لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن اللعبة تم تسويقها داخل القدس من خلال جميع المدارس بمختلف مراحلها الدراسية، ليس فقط داخل المدينة المقدسة، بل في كل مدن الضفة الغربية، وذلك وفق خطة تسويقية شاملة، مبيناً أن ميزانية التطبيق بلغت 20 ألف دولار، شاملة التنسيق والتصميم والتطوير والهندسة الإلكترونية.

ويشير مدير جمعية مركز برج القلق المجتمعي إلى أن فكرة لعبة «حارس المسجد الأقصى» قابلة للتطور والتحديث، وإضافة مستويات ومعلومات جديدة مستقبلاً، لافتاً إلى أن عدد الذين أجروا تحميلاً للعبة على الأجهزة الذكية بمختلف أنواعها، بلغ أكثر من 70 ألف شخص، خلال الأسبوع الأول من إطلاق اللعبة، في الثامن من فبراير الماضي.

ومن بين الأفكار الجديدة التي ستضاف إلى لعبة «حارس المسجد الأقصى» خلال الفترات المقبلة، وجود لاعبة أنثى، لإفساح المجال أمام الفتيات لتحميل التطبيق واستخدامه، إلى جانب إضافة طابع الإثارة، وكذلك توسيع نطاق اللعبة لتشمل كل المناطق الواقعة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وذلك بحسب مدير جمعية «مركز برج اللقلق المجتمعي».

-اللعبة تهدف إلى تعلم شبابنا وبناتنا قيمة المسجد

الأقصى والوجود فيه، وكأنهم حراس حقيقيون له.

 

الأكثر مشاركة