مبتورو الأطراف ضحايا الحرب والفقر والمجتمع

طفلان من الجرحى يتلقيان العلاج. من المصدر

ليست هناك جهة تعرف بالتحديد عدد مبتوري الأطراف من ضحايا الحرب في أفغانستان. ويعتقد مسؤولو الصحة أن عقوداً من الصراع جعلت من المستحيل متابعة عدد مبتوري الأطراف (ضحايا الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والقنابل التي تزرع على جوانب الطرق). ومع احتدام المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة «طالبان»، يقول العاملون في المجال الإنساني إن الأجهزة المتفجرة التي يزرعها المقاتلون الأفغان تسهم في زيادة كبيرة بعدد مبتوري الأطراف بين المدنيين والمقاتلين أيضاً.

ومع تنامي عدد من يفقدون أطرافهم، يواجه هؤلاء الضحايا التمييز والوصمة القاسية المتمثلة في كونهم معاقين، حتى عائلاتهم لا تستطيع، في كثير من الأحيان، تحمّل عبء رعايتهم في بلد يسحقه الفقر وترتفع فيه معدلات الأمية. ويتحدث مدير برامج مؤسسة «اميرجنسي» غير الربحية الإيطالية، إيمانويل ناني، التي تدير مراكز الرعاية الصحية في جميع أنحاء أفغانستان، عن مبتوري الأطراف قائلاً إن «حياتهم مدمّرة من الناحية الاجتماعية والمالية».

خلال الفترة من يناير إلى يونيو، من هذا العام، أجرى مركز «اميرجنسي» 69 عملية بتر أطراف في لاشكار جاه، عاصمة إقليم هلمند في جنوب أفغانستان، حيث يندلع عادة قتال شرس بين الجانبين في أشهر الصيف الدافئة.

بعد ذلك يرسل مركز «اميرجنسي» مبتوري الأطراف إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإعادة تأهيلهم على المدى الطويل. ويتلقى المرضى التدريب المهني والدعم لإعادة إدماجهم في المجتمع. وأقرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوجود 351 مبتور أطراف في منشآتها، في جميع أنحاء أفغانستان، ما بين أبريل ويونيو من هذا العام.

ويقول ناني إن «معظم مبتوري الأطراف يعتمدون بشكل كامل على عائلاتهم، ويمثلون عبئاً هائلاً عليها»، وتبدأ المأساة الحقيقية عندما يعودون إلى منازلهم من المستشفى، فإن لم يكن لديهم عائلة قوية يصبحون متسولين». وبالفعل، فإن المشقة التي تصاحب فقدان أحد الأطراف - أو كل الأطراف - في بلد يعتمد بشدة على الزراعة واليد العاملة اليدوية، تمثل مشكلة كبيرة، إذ لا يستطيع المزارعون العمل في المزرعة أو قيادة الجرار دون أذرع. ولا يمكن لشرطي الخروج في دورية عندما تتمزق أطرافه.

تويتر