مزايا مغرية

صورة

يبدو من الواضح أن الحكومة الإيرانية لها مصلحة في إرسال العلماء إلى مؤتمرات حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. ويقول الصحافي الإسرائيلي البارز، رونين بيرغمان، وهو مؤلف كتاب «الحرب السرية مع إيران: الكفاح الخفي لمدة 30 عاماً ضد أكثر القوى الإرهابية خطورة في العالم»: «نعم، ترسل إيران علماءها إلى المؤتمرات التي تتعلق باستخدام التقنية المدنية لغرض مدني، وخلال هذه المؤتمرات قد ينتحل ضابط الـ(سي آي أيه) المكلف شخصية طالب أو مستشار تقني أو مروج تقنية، وظيفته الأولى ستكون مغافلة الحراس والانفراد بالعلماء النوويين. وفي إحدى المناسبات سمم طاقم المطبخ الذين جندتهم الـ(سي آي أيه) وجبة طعام قدموها للحراس، ما جعلهم يصابون بالاسهال والقيء. ومن السهل الادعاء أن ما أصابهم بهذه الحالة الصحية هو الطعام الذي تناولوه في الطائرة أو في مطعم آخر».

ولحسن الحظ تمكن هذا الضابط من الالتقاء بالعلماء منفردين لبضع دقائق، وهذا الضابط كانت لديه معلومات كافية عن هؤلاء الأشخاص، فإذا ظهر الشك على وجه العالم، فإن الضابط يرد عليه بأنه يعرف كل شيء عنه، حتى أكثر التفاصيل حميمية - ويثبت له ذلك - وفي إحدى هذه المناسبات تحدث أحد هؤلاء الضباط لأحد المنشقين المحتملين: «أعرف أنك مصاب بسرطان الخصية، وأنك فقدت خصيتك اليسرى».

حتى بعد أن يوافق العالم على الانشقاق، قد يعيد النظر ويتراجع. يقول أحد الخبراء بهذا الشأن: «عليك أن تعمل على إعادة تجنيده باستمرار». وبمجرد وصول العالم المنشق بأمان في سيارة إلى المطار، تعمل الـ«سي آي أيه» في الحال على استخراج التأشيرات ووثائق الطيران اللازمة بالتنسيق مع وكالات الاستخبارات المتحالفة معها. كما لا تدخر الـ«سي آي أيه» أي جهد في إحضار زوجته وأطفاله إلى الولايات المتحدة، لكن ليس صديقته، كما طلب أحد العلماء. وستقوم الوكالة بإعادة توطين العالم وعائلته، وتوفر له مزايا طويلة الأجل، بما في ذلك دفع تكاليف الدراسة للأطفال حتى الجامعة، وأيضاً الدراسات العليا.

ويقول ضابط سابق، مطلع على مثل هذه العمليات، إن ما يكفي من العلماء انشقوا وذهبوا إلى الولايات المتحدة، من خلال المؤتمرات الأكاديمية والطرق الأخرى، وكل ذلك يصب في جهود عرقلة برنامج الأسلحة النووية الإيراني. ووافق أحد المهندسين الذين قاموا بتجميع أجهزة الطرد المركزي لبرنامج إيران النووي على الانشقاق لكن بشرط واحد، هو الحصول على شهادة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لكن لسوء الحظ أخرجته الوكالة من إيران دون أوراق علمية مثل شهادة الدبلوما والدرجات العلمية الأخرى. وفي البداية رفض المعهد طلب الوكالة، لكن الوكالة استمرت في الضغط، ووافقت كلية الهندسة الشهيرة على استيعاب الطالب بالتنازل عن إجراءات الفحص المعتادة. وحشدت مجموعة من الأساتذة من الإدارات ذات الصلة لمساعدة المنشق بشكل كافٍ، حيث اجتاز الامتحان الشفوي، وتم اعتماده، وحصل على الدكتوراه.

تويتر