مواقف محرجة تخللت قمة حلف الأطلسي

صورة

كان من المتوقع أن تكون قمة حلف شمال الأطلسي، التي عقدت الثلاثاء، مذهلة وغير عادية. فقد أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب العنان لوجهات نظر مثيرة للجدل حتى قبل بدء اللقاءات الرسمية؛ ليضرب بذلك عرض الحائط في كتاب القواعد الدبلوماسية، ويتمرد على القواعد المعمول بها. ومع ذلك فقد شهدت القمة الحالية، في بروكسل، لحظات طريفة ومحرجة، أيضاً.

ماي عانت نتيجة حادث مؤسف، خلال صعودها الدرج إلى مقر حلف شمال الأطلسي وأمام عدسات الكاميرا، إذ تعثرت وكادت تسقط.

لدى وصوله إلى العاصمة البلجيكية، أجرى ترامب محادثات مع الأمين العام لحلف الناتو، يانس ستولتنبرغ، في مقر إقامة السفير الأميركي. ويتم دعوة الكاميرات التلفزيونية وعدد قليل من الصحافيين بشكل روتيني في بداية هذه الاجتماعات، لتسجيل المجريات التي تقتصر على ملاحظات بدء الجلسة. وعادة ما تكون هذه المهمة مملة لما يتخللها من مجاملات، بينما يعبر القادة عن مدى سعادتهم لرؤية بعضهم بعضاً، وكيف ستكون محادثاتهم جيدة وبناءة.

لكن، هذه المرة، خرج الرئيس الأميركي عن المألوف ووضع البروتوكولات جانباً، وشن هجوماً على الحلف وألمانيا على وجه الخصوص، ووصفها بـ«أسيرة روسيا». وكان ذلك أمام الصحافيين وكاميرات التلفزيون، ووضع الأمين العام للحلف الأطلسي في موقف محرج، بعد أن وجّه له ترامب سؤالاً، «ألمانيا تعتمد على روسيا بشكل كبير لسد حاجاتها من الطاقة، وتقولون لنا احمونا من روسيا»، متابعاً: «كيف يعقل هذا، أجبني؟». لقد كانت هذه اللحظة، في ما يبدو، الأكثر إحراجاً في مسيرة ستولتنبرغ المهنية، إذ لم يجد ما يقوله، سوى التبرير بأن وحدة الحلف مهمة في مواجهة روسيا.

في المقابل، أمضت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التي لم تكن موجودة على «تويتر»، مثل ترامب، ثلاث ساعات للتفكير في كيفية تعاملها مع صخب الرئيس الأميركي. ولا يبدو أنها صدمت كثيراً من الادعاءات أن بلادها «رهينة» روسيا بسبب اعتمادها على الغاز الروسي؛ وقالت وهي تشير إلى طفولتها في ألمانيا الشرقية: «لقد عايشت كيف كان جزء من ألمانيا خاضعاً لسيطرة الاتحاد السوفييتي، وأنا سعيدة للغاية لأننا اليوم متحدون في الحرية، جمهورية ألمانيا الاتحادية».

إلى ذلك، كانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، محل أنظار وسائل الإعلام، إذ مدّت يدها إلى الرئيس الأميركي، في ما يبدو قصد مصافحته، وبمجرّد أن رفع ترامب يده، غيّرت ماي الاتجاه نحو وزيرها الجديد للخارجية، جريمي هانت، لتعرّف ترامب إليه. وفي الوقت الذي يفقد فيه الرئيس أصدقاءه بسرعة في جميع أنحاء العالم، فإن رئيسة الوزراء لم تستغل صدقيتها العالمية لإلحاق ضرر باللقاء، سواء كان عرضياً أم لا. وفي سياق آخر، وعلى الرغم من كونها ترتدي الكعب العالي منذ عقود، إلا أن ماي عانت نتيجة حادث مؤسف، خلال صعودها الدرج إلى مقر حلف شمال الأطلسي وأمام عدسات الكاميرا، إذ تعثرت وكادت تسقط. ومع أنها تداركت نفسها بسرعة، إلا أن عدم الارتياح ظل مرسوماً على وجهها.

تويتر