ترودو المدافع عن حقوق المرأة يقع ضحية ادعاءات بالتحرش

وجد رئيس الوزراء الكندي، جستن ترودو، نفسه في موقف لا يحسد عليه، فعندما كان في مناسبة مع عمال الصلب والألمنيوم في ريجينا غرب كندا، سأله أحد المراسلين عن ادعاءات بأنه انتهك خصوصية امرأة شابة في مهرجان موسيقي، في كولومبيا البريطانية قبل 18 عاماً. ورد ترودو، الذي يصف نفسه بأنه المدافع عن حقوق المرأة، بأنه لا يتذكر ذلك.

وعلى الرغم من وصفه بأن ما قيل عنه لا يعدو أن يكون فرية، إلا أن هذه المزاعم قد تهز من مكانته بوصفه مناصراً لحقوق المرأة، وصريحاً للغاية بشأن سياسة عدم التسامح مطلقاً مع الاعتداء الجنسي، إذ كان ناشطاً لحقوق المرأة منذ بداية مسيرته السياسية، وعلّق نشاط نائبين من التجمع الليبرالي في عام 2014، بعد ظهور مزاعم حول سوء سلوكهما الجنسي، مؤكداً أن موقفه الراسخ ضد العنف الجنسي ينطبق على الجميع، حتى هو نفسه.

ورد ترودو على المراسل مبتسماً للصحافيين: «أتذكر ذلك اليوم في كريستون جيداً، كان حدثاً نظمته مؤسسة افلانش لدعم سلامة الانهيارات الجليدية، إنه أفضل أيامي، ولا أتذكر مطلقاً أي تفاعلات سلبية في ذلك اليوم على الإطلاق».

• على الرغم من وصف ترودو بأنّ ما قيل عنه لا يعدو أن يكون فرية، إلا أن هذه المزاعم قد تهزّ من مكانته بوصفه مناصراً لحقوق المرأة.

ظهرت تلك المزاعم للمرة الأولى بعد أيام قليلة من المهرجان، عندما نشرت صحيفة «كريستون فالي ادفانس» المجتمعية افتتاحية غير موقعة، تتهم ترودو «بالتلمس» و«التعامل بشكل غير لائق» مع مراسلة شابة كانت تغطي مهرجان قمة كوكاني في كريستون. ولم تخض الافتتاحية كثيراً في التفاصيل، لكنها زعمت أن المرأة شعرت «بعدم الاحترام بشكل صارخ»، بسبب أفعاله، أي ترودو، الذي كان في ذلك الوقت يشغل وظيفة مدرس، وكان يبلغ من العمر 28 عاماً. وظل ترودو يواظب على حضور هذا الحدث، لأنه يكرم شقيقه الراحل ميشال، الذي وافته المنية في انهيار جليدي عام 1998.

ويتذكر فاليري بورن، الناشر السابق لصحيفة كريستون فالي أدفانس، الأيام التي تلت الحدث، عندما زارت مراسلة في العشرينات من عمرها مكتبه، لتخبره عن لقاء لها «مقلق» مع ترودو. وقال بورن في مقابلة مع صحيفة «ناشيونال بوست»: «لقد أتت إليّ فقط لأنها كانت حزينة». وأكد بورن أن تصرفات ترودو المزعومة كانت «بالتأكيد غير مرحب بها، وغير مناسبة». وتابع قائلاً: «ليس هناك شك في أن ما تم التلميح إليه في تلك الافتتاحية، حدث بالفعل». وما هو أكثر من ذلك، كما زعمت الافتتاحية، أن ترودو اعتذر للمراسلة المجهولة في أعقاب الحادث، وقال لها إنه لو كان يعلم أنها تكتب لصحيفة وطنية، لما أقدم على ذلك.

وهذا من شأنه أن يحول هذه القصة إلى علامة حمراء كبيرة في مسيرة ترودو المهنية، فخلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء، كان يتحدث بصوت عال عن عمله في جبهة حقوق المرأة، وقال إن من «الضروري أن نصدق النساء عندما يتحدثن عن تعرضهن للتحرش أو الاعتداء الجنسي». وذكر في مقابلة مع إذاعة «سي بي سي» في يناير 2018 حول حركة «وأنا أيضاً» #MeToo أن «أول ما يجب أن نفعله هو أن نصدقها وندعمها»

الأكثر مشاركة