الصحافة الإسرائيلية اتهمته بتجنب مصافحة لاعبي «مكابي تل أبيب»

محمد صلاح.. ابن قرية علَّمت روسيا «الإسلام» وصدَّرت إليها الياسمين

كشف كتاب صدر في القاهرة عن لاعب كرة القدم الأيقونة، محمد صلاح، وحمل عنوان «مو»، أن علاقة قريته (نجريج) بروسيا تاريخية، لم تبدأ بالرياضة وكأس العالم، وإنما بدأت منذ أن أوفد محمد علي ابنها، العالم الأزهري والمفكر اللغوي والإسلامي الذي تخرج على يده عشرات العلماء والمستشرقين، محمد عياد الطنطاوي، إلى روسيا القيصرية، كما تربط القرية علاقة من نوع آخر بروسيا، وهي

صلاح لعب في البداية في بسيون التي تبعد نصف ساعة عن قريته، ثم في طنطا التي تبعد ساعة ونصف الساعة، ثم نادي «المقاولون العرب»، حيث كان يغادر القرية في التاسعة صباحاً فيصل إلى نادي المقاولين في الثانية ظهراً، ليبدأ التدريب الساعة الثالثة وينتهي في السادسة، ليعود بعدها إلى منزله في نحو العاشرة والنصف مساءً، وذلك على مدى خمسة أيام في الأسبوع.

صلاح وقّع أول عقد احتراف وهو في سن الـ14، بعد قرار من رئيس وزراء مصر السابق إبراهيم محلب، الذي ترأس إدارة المقاولين وقتها، بعمل خطة للاحتراف، وذلك لإمداد الفريق الأول بلاعبين، وتهيئة لاعبين لبيعهم إلى أندية أخرى وحصول النادي على ملايين الدولارات.

تصدير الياسمين الذي تشتهر به وتعيش عليه القرية، وسلّط الكتاب، الصادر عن مؤسسة الأهرام، للكاتب الصحافي، رئيس تحرير «بوابة الحضارات» السابق، أحمد خالد، الأضواء على جوانب مختلفة من شخصية وحياة صلاح، مثل معاناته في صباه، حيث احترف الرياضة في سن الـ14، مهدداً حياته الدراسية والعملية بالخطر، ورحلته الشاقة من بسيون إلى القاهرة، وحياته الأسرية المضروب عليها سور من الكتمان، ومحاولة النيل منه من قبل الصحافة الإسرائيلية، والتأثير الذي أحدثه دون تعمد منه في كسر ظاهرة «الإسلاموفوبيا» والتعصب ضد العرب والمسلمين، من قبل بعض القوى العنصرية في الغرب.

الرجل الذي أدار موهبته

وقال مؤلف الكتاب، الكاتب الصحافي أحمد خالد، لـ«الإمارات اليوم» إن «الكتاب ليس مؤلفاً شاملاً، ولا كتاب كواليس، وإنما هو كتاب تقوم فكرته على أن هذا الرجل قد نجح كلاعب كرة قدم، لأنه طبّق باقتدار فكرة إدارة موهبته، وأنه لم تكن في خطة الكتاب الاستفاضة التفصيلية في عوالم أسرته، أو أهالي قريته، أو زوجته، أو أصدقاء طفولته، وإنما فقط أخذ ما يفيد منها فكرة الكتاب الأساسية، الخاصة بالخطوط التي شكلت نجاح صلاح». ونوه خالد إلى أنه «لم يتطرق إلى، ولم يُعنى بدخل صلاح، لأن ما كان يعنيه هو كيفية النجاح، وليس مظاهره». وأن الكتاب سيواكب لاشك تطور ظاهرة صلاح، التي يتواصل صعودها يوماً بعد يوم، وستحتوي الطبعات التالية على أجزاء إضافية جديدة.

القرية التي علَّمت روسيا

وذكر الكتاب أن العالم الأزهري، محمد عياد الطنطاوي، ابن قرية محمد صلاح (نجريد)، التي حُرِّفت حالياً إلى «نجريج»، بمحلة مرحوم التابعة لطنطا محافظة الغربية، قد أوفده مؤسس مصر الحديثة، محمد علي، إلى روسيا القيصرية عام 1840، حيث عُيّن هناك استاذاً للغة العربية بمعهد اللغات الشرقية التابع لوزارة الخارجية الروسية، حيث ذهب إلى «أوديسا» عبر البحر، ومنها إلى كييف وسان بطرسبرج، فأثبت نجاحاً منقطع النظير هناك، وقام بتدريس اللغة العربية، وتعليم مبادئ وأحكام الدين، والترجمة، والخطوط الشرقية، وقراءة المخطوطات، وتاريخ العرب والإسلام، وتتلمذ على يديه المستشرقان الروسيان (موخين) و(مورين)، وعُيِّن مستشاراً للدولة الروسية، ومنحه القيصر وسام ستانسيلان، ووسام القديسة حنا، وواصل مسيرته حتى أصابه الشلل عام 1855، ودفن عند وفاته في مقبرة فولكوفو الإسلامية في 29 أكتوبر 1861.

أما علاقة «نجريد» الثانية بروسيا، فتتمثل في زراعة الياسمين الذي تشتهر به القرية، وتصدره إلى بلدان عدة، في مقدمتها روسيا وأوكرانيا وفرنسا. ونوه الكتاب إلى أن زراعة الياسمين لها طبيعة خاصة وحساسة، حيث يُجمّع ليلاً، ويذبل بعد ساعتين، ويخزن بطريقة معينة، وإن القيراط ينتج من كيلوغرام إلى اثنين، ويحول إلى عجينة وزيت، ويباع الكيلوغرام بما لا يقل عن 3000 دولار أميركي، لكن في المقابل يصيب المحصول زارعيه بحساسية في الصدر.

يسافر أضعاف ما يتدرب

وحول مسيرة صلاح الشاقة، قال مكتشفه، غمري عبدالحميد السعدني، في أحد فصول الكتاب، إنه «اكتشف موهبة اللاعب الأسطورة وهو في الثامنة من عمره، وإن والده وخاله كانا يلعبان كرة القدم». وكشف الفصل أيضاً أن «صلاح لعب في البداية في بسيون التي تبعد نصف ساعة عن قريتهم، ثم في طنطا التي تبعد ساعة ونصف الساعة، ثم نادي (المقاولون العرب)، حيث كان يغادر القرية في التاسعة صباحاً ليصل إلى نادي المقاولين في الثانية ظهراً، ليبدأ التدريب الساعة الثالثة وينتهي في السادسة، ليعود بعدها إلى منزله في نحو العاشرة والنصف مساءً، وذلك على مدى خمسة أيام في الأسبوع، وأن هذا الوضع استمر فترة طويلة، ولم يغيره سوى وقوع حادث دفع بنادي المقاولين إلى إنشاء قسم لمبيت اللاعبين، الأمر الذي اعتبر تطبيقاً غير مقصود للاحتراف».

مصادفة إبراهيم محلب

ويروي الكتاب أن صلاح وقع أول عقد احتراف وهو في سن الـ14، بعد قرار من رئيس وزراء مصر السابق، إبراهيم محلب، الذي ترأس إدارة المقاولين وقتها، بعمل خطة للاحتراف، وذلك لإمداد الفريق الأول بلاعبين، وتهيئة لاعبين لبيعهم لأندية أخرى، وحصول النادي على ملايين الدولارات. ويعلّق صلاح على هذه الخطوة في حياته بالاعتراف الصريح بأنه «لا يعرف ماذا كان سيفعل في حياته، لو لم يصبح لاعب كرة قدم، بعد أن احترف في هذه السن المبكرة».

إسرائيل تطارد صلاح

ويشير الكتاب أيضاً إلى السياسة التي تطارد محمد صلاح، رغم أنه يؤكد طوال الوقت أنه «لاعب كرة فقط».

فقد تعرض صلاح لحملة من صحف إسرائيلية وغربية، اتهمته بتوجيه إساءات لفريق «مكابي تل أبيب» الإسرائيلي، أثناء لعبه لمصلحة فريق بازل السويسري، وهي تهمة كفيلة بتدمير مستقبل صلاح، إذا وضعنا في الحسبان أنه يلعب في أوروبا. وقالت «معاريف» في السادس من أغسطس 2013 إن «صلاح تعمد عدم مصافحة اللاعبين الإسرائيليين، وتحجج بربط حذائه»، ثم تكررت التهمة مرة أخرى حين لم يصافح صلاح اللاعبين الإسرائيليين، مكتفياً بالضرب على أيديهم بقبضة يده.

تويتر