أطلق عليه اللقب الفنان الراحل فريد شوقي بعد أن هزمه في «الدومينو»

«سعد الحرامي».. بائع الفول صديق الساسة والمثقفين وسط القاهرة

صورة

استقر أخيراً «سعد الحرامي»، بائع الفول المصري الأشهر على عربة، صديق المثقفين والفنانين وأصحاب الأفكار السياسية، في وسط القاهرة في محله الجديد بشارع شامبليون، واعتبر «سعد الحرامي» أن استقراره الحالي هو مجرد استراحة محارب في مسيرته الطويلة، التي بدأت من منزله المبني بالطوب واللبن في قريته بالوادي الجديد، وانتهت به اسماً معروفاً في الأوساط الثقافية والإعلام. وكشف سعد الحرامي، الذي يصفه البعض بأنه مؤرخ وسط البلد (وسط القاهرة)، كونه عاصر تقلباتها وأحداثها وصعود العشرات من الفنانين والمثقفين والصحافيين والساسة، منذ مقدمهم حاملين حقائبهم الى القاهرة، وحتى تربّعهم على قمة الشهرة، عن اعتزامه تأليف كتاب يحكي فيه هذه العوالم، مؤكداً أنه يحمل عدداً من المفاجآت.

«الإخوان المسلمون» ركبوا ثورة يناير، وحاولوا أن يوجهوها في طريق آخر وأن يختطفوها.

وقال سعد الحرامي، واسمه الأصلي سعد محمد سيد محمد الميري، لـ«الإمارات اليوم»، التي التقته بمطعمه في القاهرة، إن سبب إطلاق اللقب عليه هو أنه كان يسكن مع مجموعة عاملين في مهن مختلفة، خلف مسرح نجيب الريحاني في كراج بقنطرة الدكة، وأنه كان يتسلى بلعب الدومينو مع أحد العاملين في صناعة الافيش، الخاصة بالإعلان عن الأفلام السينمائية، والتي انقرضت الآن، حيث كانوا يسهرون كل خميس، وأثناء اللعب جاء الفنان الراحل فريد شوقي ومعه مجموعة من الممثلين فاستلفته مشهد اللعب، حيث كان سعد يكتسح من أمامه، وكان الأخير ضخم الجثة وذا جسم رياضي، فاستنفر فريد شوقي، وقال له: «كيف تسمح لهذا الطفل بالفوز عليك؟ أنا من سيلعب معه»، لكن سعد هزم فريد شوقي أيضاً، فاتهمه فريد شوقي ممازحاً بأنه سرق الورق، وأطلق عليه لقب الحرامي، فانتشرت التسمية بعد ذلك في باب الشعرية، وعندما انتقل الى وسط البلد انتقل معه اللقب، وأصبح الجميع ينادونه بذلك، ثم انتقل الى الإعلام والفضائيات بالتبعية.

وقال سعد الحرامي، إنه نزح إلى القاهرة عام 1977، وعمل في البداية في «المستوقد» ضمن فريق إعداد الفول في باب الشعرية، وباب البحر، ثم ارتقى الى تاجر عربة فول في العتبة عام 1979، وعمل بعد ذلك في «مقهى ممر افتير ايت» في الثمانينات، وهو الأهم في مجموعة مقاهي المثقفين والفنانين، والمبدعين والصحافيين، والتي تضم «التكعيبة» و«زهرة البستان» و«الحرية»، وهي المقاهي التي يأتي المثقف من قريتهم اليها، بعد نزوله محطة رمسيس، وينتهي به الحال إما الى الصعود لمراتب الشهرة والمجد وإما التعثر، وقد التقى بالعشرات من هؤلاء، وكثيرون منهم يعتبرونه بمثابة الأب، وبعضهم يعتبر سعد الحرامي هو الذي رباه، وآخرون يرون أنهم تربوا معه، وكانت علاقته بهم ندية، حيث راح يناقشهم ويحاورهم فكرة بفكرة، كما أنه كوّن علاقات انسانية مع الكثيرين منهم واصبحوا أصدقاءه، مثل الفنان المخرج خالد يوسف أو الفنان الراحل خالد صالح، أو الفنان خالد الصاوي، وصبري فواز، وريكو، وسيد عبدالكريم، بطل ليالي الحلمية، وأشرف عبدالباقي، وعلي الحجار، والإعلامي وائل الابراشي، والإعلامي خيري رمضان، والفنانة الإعلامية إسعاد يونس، إضافة الى عشرات الكتاب والصحافيين. وقال الحرامي إنه «بوصفه صاحب مكان وسط القاهرة، ويستضيف يومياً منضدتين أو ثلاث مناضد من المثقفين، ويشتبك معهم في حوارات، فإنه يرى أنه يلعب دوراً في المجتمع، وهو ينتقد بلا تحفظ من أجل المصلحة العامة، وأنه لو طلب منه تلخيص خبرته فيمكن أن يجملها برسالة يوجهها للسلطات، مفادها التركيز على الشباب الذي يواجه الآن عواصف شديدة جداً، خصوصاً مخاطر المخدرات بأنواعها المختلفة. وشدد سعد الحرامي «على أنها تراتيب القدر وحدها هي التي منحته الشهرة»، وكشف عن أن وجوده بوسط البلد واحتكاكه بالجماعات الثقافية، لم يجعلاه بعيداً عن الأحداث السياسية «فقد اشترك في أحداث ثورة 25 يناير، وتصدى لهجوم البلطجية على الشعب في (موقعة الجمل) أثناء المظاهرات، وأصيب يوم 28 يناير 2011 وتم إدراج اسمه في كشوف (مصابي الثورة)، وأن لديه شكوى هي أنه لم يتسلم تعويضاً حتى الآن». وقال سعد الحرامي إن «ثورة 25 يناير ثورة نبيلة وهي شيء جيد لتطهير المجتمع من الفساد، كما إنها خرجت تعبيراً عن إرادة شعبية، ضد التجاوزات التي حدثت في عهد مبارك، لكن (الإخوان المسلمون) ركبوها، وحاولوا أن يوجهوها في طريق آخر وأن يختطفوها، الأمر الذي انتهى بها الى غير أهدافها، وكادت أن تذهب بالمجتمع الى فوضى عامة». وشدد سعد الحرامي على أنه «مؤمن بشعار العدالة الاجتماعية، إذ لابد من إنصاف المهمشين ووضع الفقراء في الاعتبار، آخذاً في الاعتبار أن هذا الشعار لن يتحقق ابداً، لكنه لا يقبل شعار الحرية المجرد لأن البعض من الشباب يريد أن تصبح مجتمعاتنا مثل أوروبا، وأن لا يحاسبه أحد، والبعض الآخر يريد استغلالها لمصالحه، أو يريدها فوضى أو بلا حدود».

تويتر