طالبت ماكرون بالتدخل لإزالة التمثال من «الكوليج دي فرانس»

حملة شعبية مصرية تطالب برفع حذاء شامبليون عن رأس «تحتمس»

صورة

انطلقت الموجة الشعبية الثانية من مطالبة المصريين لفرنسا بإزالة تمثال عالم المصريات الفرنسي شامبليون، الذي يضع فيه حذاءه فوق تحتمس الثالث، من أمام «الكوليج دي فرانس» في فرنسا، وجمع مثقفون توقيعات على عريضة ستترجم الى الإنجليزية والفرنسية، لتفعيل المطالبة التي ستأخذ شكلاً عالمياً، ودعا آخرون لرفع المطالبة الى المستوى الرئاسي، بينما قللت أصوات من أهمية القصة، معتبرة أن دلالات التمثال في فرنسا تختلف عن مثيلتها في مصر، وأن الأمر لا يحتوي على إهانة مقصودة.

الكاتب المصري الراحل أنيس منصور دافع عن وجود

التمثال، حيث قال في مقال له أثناء اندلاع موجة

سابقة تدعو إلى إزالة التمثال: «الحذاء في فرنسا

لا يلقى الاحتقار ذاته في مصر».

وقالت العريضة: «نحن حزانى لهذه الإهانة لمصر وحضارتها، ولم نكن نعلم بوجود مثل هذا التمثال على سطح الأرض، وهل لكم أن تتخيلوا أن يحدث ذلك في فرنسا. واذا كان المبرر أن ذلك كان تعبيراً عن قيام شامبليون بفك أسرار الحضارة المصرية، وهو أمر لا يشكك فيه أحد، كما أن مصر اعترفت له بهذا الإنجاز، وأكرمته كما يجب. لكن ألم تجد فرنسا طريقة أخرى لتكريم عالمها سوى عرضه بحذائه على رأس فرعون مصر؟».

وقال رئيس تحرير «كتاب الهلال» السابق وعضو الحملة، محمد الشافعي، لـ«الإمارات اليوم» إن «هناك في فرنسا من لديه ازدواجية، فهم مغرمون بالمصريات القديمة، وتمثل شيئاً مهماً في ثقافتهم، وهم يدافعون في الوقت نفسه عن تمثال شامبليون الذي يضع حذاءه على رأس ملك فرعوني مصري عظيم، باعتبار أنه تراث فرنسي، فهل كانوا سيقبلون بالأمر لو حدث العكس؟».

وتابع الشافعي: «الأولى لفرنسا، بوصفها ممثلة لقيم الحرية والتنوير والديمقراطية، أن تصنع تمثالاً لأحد قادتها وهو يضع حذاءه على رأس مجرم النازية ادولف هتلر، الذي ارتكب جرائم بحق الشعب الفرنسي، وليس لمن يضع حذاءه على رأس قائد تاريخي ممثل لحضارة، هم أنفسهم يعتزون بها».

وقال الباحث في علم المصريات الدكتور وسيم السيسي، في لقاء مع التلفزيون المصري، إن «الفنان المسرحي هشام جاد المقيم في باريس منذ 30 عاماً، اتصل به وأخبره أن له فيلماً قائماً يجسد واقعة تمثل عاراً وفضيحة للحضارة البشرية اسمه «فرعون في السوربون»، وهو يحكي عن تمثال للفنان الفرنسي فردريك مارتولدي، إذ يجسد العالم الفرنسي شامبليون وهو يقف بقدمه، مرتدياً حذاءه، على رأس تحتمس الثالث، أحد ملوك مصر الفرعونية». وكشف وسيم السيسي أن «سبب صنع التمثال الذي أشار اليه هشام جاد، هو أن الخديوي إسماعيل طلب من الفنان مارتل دي أن يصنع تمثالاً اسمه (الحرية لمصر)، وبالفعل صنعه الأخير، لكنه طلب من الخديوي إسماعيل ثمناً باهظاً له، وصل مع احتساب كلفة نقله إلى 600 ألف دولار، لكن الخديوي إسماعيل رفض ذلك، فاغتاظ مارتل دي، وصنع هذا التمثال المهين، وأرسل التمثال الذي رفضه الخديوي إسماعيل إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أصبح ما هو معروف اليوم بـ(تمثال الحرية)، الذي يلاحظ كل من يتأمل فيه أنه تمثال لفلاحة مصرية».

وكان الكاتب المصري الراحل أنيس منصور قد دافع عن وجود التمثال، حيث قال في مقال له أثناء اندلاع موجة سابقة تدعو إلى إزالة التمثال: «الحذاء في فرنسا لا يلقى الاحتقار ذاته في مصر، كل هدايا عيد الميلاد توضع في حذاء بابا نويل، الحذاء دليل قوة عند الفرنسيين، والمقصود من التمثال أن شامبليون تمكّن بقوة من معرفة كل شيء».

الجدير بالذكر أن الباحث السوري يحيى مير قدّم لمؤتمر المخطوطات العلمية بالاسكندرية بحثاً أكد فيه أن العالم العربي العراقي ابن وحشية سبق شامبليون بـ1000 عام في كشف أسرار اللغة المصرية القديمة، وأن شامبليون اطّلع على كتاب ابن وحشية «شوق المستهام في معرفة الأرقام» الذي تطرّق فيه إلى أسرار هذا الكشف.

تويتر