ضحاياها بلغوا 130 طفلاً في العالم.. ومخترعها رهن السجن

انتحار نجل برلماني مصري بتأثير لعبة «الحوت الأزرق»

صورة

حصدت لعبة «الحوت الأزرق» حياة طفل جديد، في مصر هذه المرة، بعد أن تعرض لأزمة نفسية حادة بحسب مراقبة أشقائه، حيث قادته «اللعبة الشيطانية»، كما يطلق عليها، عبر خطواتها الخمسين إلى الانتحار، بعد أن أفلتت أدلة عن تورطه في اللعبة. ودعت شقيقات الطفل المنتحر الآباء الى متابعة أبنائهم من خطر اللعبة، حتى لو كانوا في أعلى درجات الالتزام الأخلاقي، كما دعا تربويون مدافعون عن حماية الطفولة الى إطلاق حملة مضادة استباقية ضد لعبة «الحوت الأزرق» وأخواتها، بعد أن أصبح خطرها واقعاً تتزايد احتمالاته كل يوم.

ضحايا بالجملة

تسببت لعبة «الحوت الأزرق» في حدوث وفيات واسعة في مختلف دول العالم، منها مقتل طفلين في الأرجنتين و40 طفلاً في البرازيل، وضحايا في تشيلي وكولومبيا وصربيا واسبانيا وفنزويلا والبرتغال وأميركا. وعربياً سقط للعبة ضحايا في السعودية والمغرب ومصر، وكان المتضرر الأكبر من اللعبة في البلد الأم التي ظهرت فيها، وهي روسيا، حيث انتحر هناك 130 طفلاً. ومن أشهر ضحايا اللعبة، الفتاة البرتغالية التي ألقت بنفسها أمام قطار بأوامر من اللعبة.


«(الحوت الأزرق)، تشبه

السحر، الذي يقف

خلفه شياطين حقيقيون،

على درجة عالية

من الحرص والدقة

في إيقاع الأذى».

فقد أعلنت ابنة البرلماني السابق حمدي الفخراني، ياسمين الفخراني، في صفحتها على «فيس بوك» أن سبب انتحار شقيقها خالد الفخراني، البالغ من العمر 18 سنة، هو لعبة «الحوت الأزرق». وأوضحت «شقيقي انتحر بسبب لعبة (الحوت الأزرق)، وهي تشبه السحر، الذي يقف خلفه شياطين حقيقيون، على درجة عالية من الحرص والدقة في إيقاع الأذى، كما قرأت ورأيت».

وأضافت الفخراني «قرأنا عن اللعبة من القلة الضعيفة التي نجت منها، الذين وصفوا بالضبط ما فعله شقيقي خالد، ما يثبت أن القوي فقط هو القادر على أن يكمل، بينما الضعيف يصرخ أحياناً في آخر لحظة، أو ينهار، أو ينقذه أحدهم».

وشرحت الفخراني، بالتفصيل، خطورة «الحوت الأزرق»، قائلة إن «أوامر اللعبة غالباً ما تصدر بالليل، عندما لا يكون أحد موجوداً في البيت، أو عندما ينام الجميع، فيقولون للاعب «اشنق نفسك في عمود خزانة ملابس حجرتك، وليس في النجفة كي لا تسقط»، بعد أن يكون مر بخمسين مستوى، تبدأ بأوامر تافهة وتصل الى الاستحواذ التام، مروراً بأوامر الفرجة على أفلام رعب معينة، وسماع أغانٍ معينة، تبين لي أن شقيقي كتبها بالكلمة، ومن ثم ألقى بالورقة في صندوق القمامة، بمنتهى السرية». وأشارت الفخراني الى أن اللعبة تتضمن احتمال ان يكون آخر أمر، هو الانتحار»، داعية أولياء الأمور الى «أن لا يتركوا الهواتف لأولادهم في الحجرة ليلاً»، وحذرت الفخراني من «لعبة مماثلة اسمها (مريم) شبيهة بلعبة (الحوت الأزرق)».

بدورها، قالت شقيقة خالد الفخراني الثانية، الإعلامية التلفزيونية عبير الفخراني، معلقة: «تحدّث البعض عن لعبة تسمى (الحوت الأزرق) متداولة بين المراهقين، وهي عبارة عن 50 محطة تقريباً، يتم خلالها السيطرة التامة على المراهق من مراحل عدة، حتى تأتي المرحلة الأخيرة وهي الانتحار بالطريقة التي يحددها الضحية. مراحل اللعبة طويلة، وموجودة على (يوتيوب) و(غوغل). لم أكن أصدق ان مثل هذا الكلام يمكن أن يكون حقيقياً، أو ظننت أن البعض يواسينا، خصوصاً أن أخي كان متديناً وعلى خلق، ولكن ما علمته من حالات الانتحار المتشابهة أن كل الضحايا مشهود لهم بالاحترام، وآخرها حالة انتحار مراهقة عمرها 16 عاماً في طنطا بإلقاء نفسها من الدور الخامس، إذ إن جميعهم يدخلون اللعبة من باب التحدي، حتى تتم السيطرة عليهم تماماً». وأضافت عبير «من بين ما طلب من أخي رسم الحوت شعار اللعبة، وبعض الكلمات غير المفهومة وأغانٍ طويلة بالانجليزية عن الموت ليحفظها عن ظهر قلب». يذكر أن لعبة «الحوت الأزرق» تم تصميمها في روسيا عام 2013 على يد تجمع اطلق على نفسه «مجموعة الموت» داخل الشبكة الاجتماعية المسماة «فكونتاكتي»، ويقودهم البلوجر الروسي فيليب بوديكين (21 عاماً)، وقد اشتق مصطلح «الحوت الأزرق» من ظاهرة حيتان الشواطئ، وتعرّف الرأي العام إليها بشكل واسع بعد نشر صحيفة «دوفيا غازيتا» مقالاً عنها في مايو 2016، كشف العلاقة بين «اللعبة» وانتحار ثلاثة شبان روس بسببها، الأمر الذي انتهى بالقبض على مصمّمها وإيداعه السجن.

تويتر