بعد التحقيق مع مخرجه وبطله في النيابة ومثوله أمام «الأزهـــر» وانتقاد ذهابه إلى «الأوسكار»

«الشيخ جاكسون» يدخل معركة جديــدة في حيفا عنوانها «الاتهام بالتطبيع»

أبطال فيلم «الشيخ جاكسون» خلال مشاركة العمل في «مهرجان الجونة السينمائي». أرشيفية

توّج فيلم «الشيخ جاكسون»، العمل الفني الأكثر إثارة للجدل في مصر في الفترة الأخيرة، سلسلة معاركه التي بدأت باتهامه ثم تبرئته من المساس بالمقدس، بمعركة جديدة في حيفا الفلسطينية هذه المرة، متهَماً بالتطبيع مع إسرائيل، بعد الإعلان عن مشاركته في مهرجان سينمائي هناك.

إشادة أميركية

انفرد فيلم «الشيخ جاكسون» بحصوله على اهتمام السفارة الأميركية في القاهرة أثناء جدل الترشيح للأوسكار. وقالت الصفحة الرسمية للسفارة الأميركية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنها تتمنى لفيلم «الشيخ جاكسون» المنافسة على جوائز حفل توزيع الأوسكار. وتابعت الصفحة: «تتمنى السفارة الأميركية بالقاهرة لفيلم (الشيخ جاكسون) حظاً سعيداً، ونتمنى رؤية هذا الفيلم من ضمن الأفلام المرشحة في حفل توزيع جوائز الأوسكار».

وفي حين دان صحافيون وناقد سينمائي معروف مشاركة «الشيخ جاكسون» في المهرجان، طالبت أصوات أخرى بالتحفّظ على التسرع في الإدانة، ووضع معايير للتفرقة بين «التطبيع مع إسرائيل»، ودعم «فلسطينيي الـ48» وفعالياتهم المقاومة، بينما التزمت «نقابة المهن التمثيلية» الصمت منتظرة انجلاء الموقف.

وكانت إدارة «مهرجان حيفا المستقل للأفلام السينمائية»، المقام في إسرائيل، أعلنت قائمة الأفلام المشاركة في دورة المهرجان الثالثة التي تنطلق في الفترة من 22 إلى 27 مارس الجاري، ويُعرض فيها 27 فيلماً، وضمت المسابقة الروائية الطويلة بالمهرجان الفيلم المصري «الشيخ جاكسون» للمخرج عمرو سلامة، كما ضمت قائمة الأفلام التسجيلية فيلم «عايدة» للمخرجة ميسون المصري.

وفور الإعلان عن مشاركة «الشيخ جاكسون»، ثار جدل حول المشاركة، رغم إعلان المهرجان أنه «هيئة فلسطينية مستقلة، لا تقبل الدعم من أي جهة أو مؤسسة إسرائيلية، وتهدف إلى وضع حيفا العربية على خريطة السينما العالمية».

وتدور أحداث الفيلم، الذي كتب 11 مرة، وعرض في مهرجانات عديدة، عن ذكريات يرويها شخص متدين يوم وفاة المغني العالمي مايكل جاكسون، ويركز على فكرة صراع الهوية وتناقضات الإنسان.

وكانت حجة المعارضين الرافضين للمهرجان أنه أياً كانت حجة المؤيدين فإن «المشاركين بالمهرجان من الخارج سيحصلون على ختم إسرائيل على جوازات سفرهم أثناء الدخول إلى فلسطين المحتلة».

وهاجم الناقد طارق الشناوي المشاركة، وقال في تصريحات إعلامية: «إن هناك قراراً بعدم مشاركة الأفلام المصرية في مهرجانات إسرائيلية، وعدم عرض الأفلام الإسرائيلية في المهرجانات السينمائية المصرية، وإقامة المهرجان في حيفا يجعله يحمل الجنسية الإسرائيلية».

وتابع الشناوي: «المشكلة الحقيقية في المهرجانات المقامة في حيفا أو رام الله، هي الحصول على تصريح إسرائيلي للدخول، وهو ما يعتبر، طبقاً لقرارات النقابات الفنية ونقابة الصحافيين، ممنوعاً باعتباره تطبيعاً».

لكن مخرج الفيلم عمرو سلامة علّق على الأزمة قائلاً: «بعيداً عن كل آرائي عن المشكلة الفلسطينية والتطبيع والاستيطان والمقاومة، وغيرها من الموضوعات التي قتلت بحثاً، حدوث لغط على هذه القصة مجرد اصطياد في الماء العكر».

وقال الشاعر زين العابدين فؤاد، المعروف بمواقفه المناصرة للمقاومة والثورة الفلسطينية والرافضة للتطبيع، لـ«الإمارات اليوم»: «يجب أن نميّز بين نوعين من المشاركة في المهرجانات والفعاليات الفلسطينية الثقافية داخل فلسطين المحتلة، الأولى هي المشاركة بالأعمال الإبداعية، التي يمكن إرسالها بأي طريقة الآن في ظل ثورة الاتصالات العالمية، والمشاركة الجسدية لنا كشعراء أو مخرجين أو نقاد أو ممثلين أو مبدعين بأي شكل، التي ستستوجب بالحتم والضرورة الحصول على تأشيرة اسرائيلية لدى دخول فلسطين المحتلة، وبينما المشاركة الأولى مسموح بها، بل ومطلوبة لدعم المقاومة الفلسطينية بالداخل، فإن المشاركة الثانية مرفوضة، وتعتبر تطبيعاً مع إسرائيل وترسيخاً لشرعية الاحتلال الزائفة».

واشتهر فيلم «الشيخ جاكسون» بأنه العمل الدرامي الذي نشبت بشأنه معارك متواصلة في مصر، وتم منعه من العرض ومداهمة دور العرض لوقفه لفترة، بعد أن تقدم محامٍ ببلاغ ضده متهماً إياه بالمساس بالمقدسات، فتمت إحالة بطل الفيلم الفنان أحمد الفيشاوي ومخرجه إلى النيابة العامة للتحقيق معهم.

ورفض صنّاع الفيلم ما نُسب إليهم، مطالبين المتقدمين بالبلاغات والإعلام بمشاهدة العمل قبل إطلاق الاتهامات. وكان الفيلم أحيل إلى الأزهر الشريف لمشاهدته ورفضه أو إجازته، وارتبط الفيلم بمعركة ثانية أثناء عرضه كفيلم افتتاحي في «مهرجان الجونة السينمائي»، حيث تم اتهام أحمد الفيشاوي بالكلام بطريقة غير لائقة، كما تجدد الجدل حول الفيلم مرة ثالثة حين تم ترشيحه ممثلاً لمصر لجائزة «أوسكار»، وحصل على 17 صوتاً مقابل خمسة أصوات حصل عليها فيلم «مولانا» من لجنة اختيار الأفلام، حيث هاجم نقاد ومخرجون الترشيح، ووصفوه بالمحاباة، كما أصدر مخرج «مولانا»، مجدي أحمد علي، بياناً ضد الترشيح، لكن الفيلم بعد دخوله «الأوسكار» لم يتقدم، حيث تم استبعاده من المنافسة، بينما تقدم الفيلمان «القضية 23» للمخرج اللبناني زياد الدويري، و«آخر رجال حلب» للمخرج السوري فراس فياض.

تويتر