بعضهن أخذن استراحة مؤقتة.. وأخريات شققن طريقاً مختلفاً

سياسيات يعتزلن المهنة بعد تغيّر المشهد في فرنسا

صورة

اختارت شخصيات سياسية بارزة في فرنسا الابتعاد طوعاً عن عالم السياسة. ومنذ وصول إيمانويل ماكرون إلى السلطة تغيّر المشهد السياسي بشكل كبير، ما دفع العديد في التفكير ملياً في أفق جديد لحياتهم المهنية. ومن بين أولئك الذين اختاروا الذهاب لرؤية ما يحدث في مجالات أخرى، هناك سياسيون سابقون لايزالون في مرحلة الشباب. ومن هؤلاء وزيرة الدولة السابقة للشؤون الرقمية، أكسيل لومير. وهناك أيضاً وزيرة التعليم السابقة، نجاة فالو-بلقاسم، التي لم ترغب في الانضمام إلى المؤتمر الاشتراكي، وناثالي كوسكيوسكو-موريزيت، التي ذهبت للعمل على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. أما المسؤولة في الجبهة الوطنية، ماريون ماريشال-لوبان، ورئيس الوزراء السابق برنار كازينيوف، وغيرهما، فقد اختاروا الابتعاد عن السياسة ولو مؤقتاً.

فقدت الجبهة الوطنية الفرنسية قيادية رئيسة،

هي ماريون لوبان، حفيدة جان ماري لوبان، مؤسس

الحزب. وقالت إنها لن تعود إلى السياسة، بعد

هزيمة عمّتها مارين لوبان أمام إيمانويل ماكرون.

وتقول أكسيل لومير: «لقد خضت تجربة سياسية، لكنني كنت أعيش تجربة من قبل، وسوف أعيش حياة جديدة بعد السياسة». واختارت الوزيرة الانضمام إلى شركة الاستشارات الاستراتيجية «رولاند بيرغر»، ومن ثم اصبحت شريكاً فيها. وتتابع لومير: «إنها الجهة الوحيدة التي تواصلت معي مباشرة، وأخبرتني أنها تريدني لشخصي، دون التخلي عن قناعاتي». وفي يونيو، تعرضت المسؤولة السابقة في حكومة فرانسوا هولاند، للهزيمة في الانتخابات التشريعية، وكتبت لومير على «تويتر» تقول: «إنه تحدٍّ جديد!».

أما ناثالي كوسكيوسكو-موريزيت فقد كانت وجهتها الولايات المتحدة، بالانضمام إلى مجموعة «كابجيميني» في نيويورك. وقالت الشركة في بيان لها: «إنها (ناتالي) ستقود قسم الاستشارات والبنية التحتية والأمن الرقمي للمجموعة في الولايات المتحدة». وكتبت الوزيرة السابقة للبيئة، على «تويتر» تقول: «آفاق جديدة»، هذه هي آخر رسالة لها على الشبكات الاجتماعية، حيث إنها تقدم الآن نفسها بأنها «مهندس».

في سياق متصل، وبعد أن فندت نجاة فالو-بلقاسم، خبر تزعّمها للحزب الاشتراكي، «من غير المألوف ألا يخضع أحدنا لطلبات زملائه، لكني اخترت أن أستكشف عوالم جديدة عدا السياسة». وعلى الرغم من ابتعاد الوزيرة الفرنسية السابقة عن السياسة، إلا أنها قالت إنها ستتابع عن كثب أخبار المؤتمر السنوي لحزبها، وقد أعلنت تأييدها في وقت سابق للمرشح أوليفييه فور. وذكر أحد أقاربها، أن المسؤولة السابقة ربما تكون في راحة، وقد تعود إلى السياسة مع انتخابات البرلمان الأوروبي، في 2019.

وكانت الانتخابات الأخيرة قد أحدثت زلزالاً سياسياً عنيفاً تضررت منه الأحزاب العريقة في فرنسا، بشكل خاص. فقد شهد الحزبان الجمهوري والاشتراكي تصدعات كبيرة، في حين فقدت الجبهة الوطنية قيادياً رئيساً، وهو في هذه الحالة ماريون لوبان، حفيدة جان ماري لوبان المؤسس للحزب. وقالت إنها لن تعود إلى السياسة، بعد هزيمة عمّتها مارين لوبان في الرئاسيات التي فاز فيها إيمانويل ماكرون. وتعكف ماريون حالياً على إنشاء مدرسة خاصة. ونشرت السياسية الشابة رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، موجهة إلى مؤيدي الحزب القومي، تشرح فيها أسباب تركها للحزب الذي أسّسه جدها، ونيتها خوض تجربة مختلفة بالكامل.

تويتر