امتداداً لموقف المسيحيين العرب الوطني وتصدياً لمحاولات التفرقة

29 مفكراً قبطياً في مصر يتضامنون مع انتفاضة القدس

صورة

أعلن 29 مفكراً وكاتباً قبطياً في مصر تضامنهم مع القدس والمقدسيين وانتفاضة الشعب الفلسطيني في مواجهة الهجمة الاسرائيلية على المدينة التاريخية ومحاولات تهويدها، ودعماً لمقاومة الشعب الفلسطيني، ودفاعاً عن حقه في العبادة وحماية مقدساته الدينية، والذود عن المسجد الأقصى. وضمت التوقيعات نماذج مختلفة كان في مقدمتها الوزير السابق منير فخري عبدالنور، ابن العائلة الوفدية المعروفة بانخراطها الوطني منذ ثورة 1919، والكاتب سمير مرقص أحد الأسماء البارزة بعد ثورة يناير، وقيادي حركة «كفاية» جورج إسحق، والمناضل السابق في صفوف الثورة الفلسطينية سمير غطاس، والناشط والكاتب القبطي كمال زاخر موسى، والمخرج داوود عبدالسيد. وواجه البيان أصواتاً مهجرية سلبية في الولايات المتحدة اعتبرت أن الدفاع عن «مسيحيي الشرق» تجاه التطرف الداعشي والأصولي هو الأولى بالتركيز، لكن موقّعي البيان واصلوا تمسكهم، على شاشات الفضائيات والكتابات الصحافية، برفض تلك النبرة، مؤكدين احتضانهم للموقف الوطني العربي الثابت ضد العدوان الصهيوني، ومعتبرين أن الموقف الحقوقي والديمقراطي كل لا يتجزأ.

سمير غطاس.. مسيحي مصري قاتل مع الثورة الفلسطينية

قال عضو مجلس النواب المصري، سمير غطاس، أحد أبرز الموقعين على البيان، لفضائية «صدى البلد» إنه لا يجب أن يقوم المقدسيون بمواجهة العدوان الصهيوني منفردين، فالمسيحيون الفلسطينيون تضامنوا مع المسلمين بـ«الأقصى»، وأغلقوا الكنائس وتضامنوا مع المسلمين، وصلّوا مع المسلمين، وقاموا بحمايتهم وقت الصلاة، وهو ما يؤكد وحدة النسيج الوطني في فلسطين، وهو ما يجب أن يصل إلى مصر ويزيد الوحدة الوطنية في مصر.

يذكر أن سمير غطاس هو ابن مدينة السويس، تعرّض وأسرته للتهجير منها عام 1967 بسبب العدوان الاسرائيلي، والتحق عام 1977 بصفوف الثورة الفلسطينية، وتحديداً بحركة فتح في بيروت 1977، وترأس تحرير مجلة العسكرية الفلسطينية في بيروت، وحمل اسماً حركياً هو محمد حمزة لتلافي ملاحقة اسرائيل، كما كان يحمل خمسة جوازات سفر عربية مختلفة.

وجاء في البيان الذي حمل عنوان «القدس.. الحق لن يضيع»: «نرسل إلى المقدسيين الأشداء، الذين يدافعون عن الحضور المقدسي الحي بالعبادة لله، وإبقاء مساكن الله مفتوحة تمنحهم كمواطنين أصلاء ولضيوفهم نعمة الحج والتقديس، كل سلام وتقدير. كما نؤكد دعمنا لمقاومتهم كل أشكال الانتهاك والقمع التي يتعرضون لها في دفاعهم عن المسجد الأقصى، في مواجهة تعنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية في منع الصلاة للمقدسيين المسلمين في الرمز المقدسي، ما أدى إلى سقوط شهداء نطلب لهم الرحمة، وإصابة الكثيرين الذين نتمنى لهم الشفاء السريع، واعتقال المقاومين الذين نطالب بالإفراج الفوري لهم. كما نثمن وقفة المقدسيين المسيحيين الذين تضامنوا مع مواطنيهم من المسلمين، معتبرين أن مكانة المسجد الأقصى شانها شأن كنيسة القيامة، ومن ثم لابد من الدفاع عن حق العبادة في كل مكان ولكل الأديان مهما كان الثمن، والتأكيد على المقاومة من أجل الدفاع عن المقدسات المسيحية الإسلامية للقدس، تجاه مخططات سلطة الاحتلال الإسرائيلية في تهويد مدينة القدس، وتفريغها من مواطنيها المسيحيين والمسلمين على السواء دون تمييز، وهو الأمر الذي يطمئن بأن (قضية القدس) لاتزال قادرة على أن تجمع بيننا، وأن مسيحيي ومسلمي المنطقة لا يمكن أن يهنأ لهم بال طالما بقيت القدس رهينة في يد سلطة الاحتلال التي تعمل من أجل إقصاء المختلفين. وعليه، نعلن تضامننا مع أشقائنا المسلمين في القدس؛ وحقهم في الصلاة والحفاظ على مقدساتهم في مواجهة قوة الاحتلال ومخططها التهويدي للقدس».

وقال الكاتب والمفكر القبطي كمال زاخر موسى، أحد الموقعين على البيان، لـ«الإمارات اليوم»، إن «القضية الفلسطينية وقضية القدس ضد انتهاكات سلطة الاحتلال الصهيوني هي قضية عادلة قبل كل شيء، وتستوجب وقوفي معها كقضية وطنية يتعرض أصحابها لجور محتل، كما أن الدفاع عن حق الفلسطينيين في العبادة وحماية مقدساتهم هو جزء من الخطاب الانساني الشامل المدافع عن حقوق الانسان، وتأييد هذا الحق ضرورة، وإلا أصبحنا في تناقض، إذ لا يمكن ان يأتي هذا الخطاب الحقوقي عند أعتاب الفلسطينيين ويتوقف».

وقال القيادي السابق في حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، رأفت نجيب، لـ«الإمارات اليوم»، إن «صدور بيان داعم للثورة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية وضد تهويد القدس والتغول الصهيوني عليها، شيء طبيعي، فغير الطبيعي هو ما يجري في مجتمعاتنا وبلداننا وشرقنا من تصنيف وفرز طائفي، فالحركة الوطنية في مواجهة اسرائيل والصهيونية في الستينات والسبعينات كنا فيها صفاً واحداً بلا نقاش، وصفوف الثورة والمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية ذاتها عرفت أسماء لا أول لها ولا آخر من المسيحيين الفلسطينيين البارزين، من بينهم ادوارد سعيد، وجورج حبش، واميل حبيبي، وحنان عشراوي، ووديع حداد، والاسقف مكاريوس، والاسقف عطالله حنا حالياً، وحتى على الصعيد المصري فإن قائد الجيش الثاني في حرب أكتوبر، اللواء فؤاد عزيز غالي، بل وهادم خط بارليف وصاحب فكرة المدافع المائية هو مسيحي، ومن ثم فإن نقاش البيان من عدمه هو العبث».

وقال الكاتب الصحافي سليمان شفيق: «نحن لا نتضامن مع المقدسيين المسلمين والمسيحيين ضد الاعتداء الصهيوني على المسجد الأقصى، لان من زار تلك المنطقة يعرف أن كنيسة القيامة وقبة الصخرة وحائط المبكى كلها في مربع واحد، الرسالة تضامنية منا كمصريين مسيحيين الى كل المقدسيين، نشد من أزر المسيحيين في تضامنهم مع إخوتهم المسلمين في القدس، مكانة المسجد الأقصى لدينا شأنها شأن كنيسة القيامة».

تويتر