الصحافة والسياسة والصراعات شوشت على الحقائق بعد نقلها من مصر إلى الهند

غموض حول المصير الطبي لـ«أسمن فتاة في العالم»

صورة

أعلن مسؤولون في مستشفى «سيفي» الهندي أن الفتاة المصرية، إيمان عبدالعاطي، المعروفة إعلامياً بـ«أسمن فتاة في العالم»، ويبلغ وزنها بحسب روايات 500 كيلوغرام، قد تلقت علاجاً ناجحاً على يد الطبيب العالمي، مفضل لاكالا دوالا، ما أدى إلى إنقاص وزن الفتاة، بحسب صحيفة «هندوستان تايمز» وصحف هندية، لكن شيماء عبدالعاطي، شقيقة إيمان عبدالعاطي، التي ترافقها حالياً في الهند، أطلقت «يوتيوب» وجهته للرأي العام، نفت فيه وجود تحسن في حالة شقيقتها، مؤكدة أن حالة إيمان الصحية في تدهور، وأن مزاعم نقص وزن فتاة بهذا الحجم، وفي هذه الفترة الوجيزة، أسطورة غير قابلة للتصديق، ودخلت أسرة إيمان في اشتباك إعلامي يتجدد على مدار اليوم في الفضائيات المصرية، منتقدة عملية تسفير إيمان لتلقي العلاج في الهند، التي انتهت إلى غير ما طمحت إليه الأسرة، وتوازى ذلك مع سجالات وانتقادات لشركة السفريات، ولمتنفذين في «طائفة البهرة» التي ساعدت، حسب روايات، على تسفير إيمان إلى الهند.

بدأت قصة إيمان عندما ولدت بوزن خمسة كيلوغرامات بحسب رواية أسرتها، لكنها بعد بلوغ الحادية عشرة بدأ وزنها يتزايد بسرعة، وتدهورت حالتها، حيث لم يعد بإمكانها المشي على قدميها، مستبدلة المشي بالحبو، وفاقم من سوء حالتها إصابتها بجلطة، ووصول وزنها إلى 300 كيلوغرام ثم إلى 500 كيلوغرام. وتعاني إيمان قصوراً في الغدة الدرقية واحتباساً في السوائل، إضافة إلى تواصل زيادة الوزن، والسكري وارتفاع ضغط الدم، في وقت عجز الأطباء عن توصيف كامل لحالتها.

• شيماء: «الطبيب الهندي كان يعرف منذ اليوم الأول أن (إيمان) تعاني جلطة في المخ، وغامر بنقلها من بلدها إلى مومباي، وهو يدرك احتمال تكرار الجلطة أو حدوث مضاعفات نتيجة النقل، وقد كان».

وقال محرر الـ«بي بي سي» العلمي «إذا صحت معلومة أن وزن إيمان 500 كلغ، فإنها ستكون الفتاة الأكثر سمنة في العالم، متوفقة على بولين بوتر من الولايات المتحدة التي تزن 292 كلغ، حسب موسوعة غينيس».

وعرف الرأي العام بحالة إيمان بعد أن أطلقت شقيقتها شيماء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى التضامن معها، انتهت بقدوم الطبيب الهندي، مفضل لاكالا دوالا، متطوعاً، ونقلها معه إلى الهند عبر رحلة شاقة، بعد أن حصل لها على تأشيرة دخول للهند عقب تدخله بنفسه مع خارجية بلاده، وإطلاقه حملة تبرعات باسمها، لكن بعد وصول إيمان إلى الهند والتزامها الصمت، بناء على تعليمات الطبيب، حسب قولها، لم تشعر شيماء بتحسن صحي لشقيقتها، فهاجمت الطبيب والمستشفى وشركة الشحن، بسبب سفر إيمان في شاحنة بضائع معدلة، وإنزالها من الشباك وليس بوساطة المصعد، متهمة الجميع بـ«المتاجرة بشقيقتها».

وقالت شيماء عبدالعاطي في رسالتها على «يوتيوب»: «أنا شيماء أحمد عبدالعاطي، أخت إيمان أحمد عبدالعاطي، البنت اللي تعالج في الهند من السمنة المفرطة، قررت ألا أكون شيطاناً أخرس لا ينطق بالحقيقة، وسرد كل ما حدث منذ أن تعرفنا على الدكتور مفضل، ملاك الرحمة الذي خدعنا كلنا، وضحك علي وعلى عائلتي».

وتابعت: «أول زيارة أجراها الدكتور لإيمان يوم 12 يناير الماضي، ووعدنا أنه لن يتخلى عن إيمان، إلا بعد أن تسير على قدميها، ووالدتي وأهلي وأصدقائي شهود على كلامه، لكنه الآن يصرّح في كل وسائل الإعلام والصحافة، بأنها يستحيل أن تمشي على قدميها، رغم أنه لم يبدأ معها العلاج المكثف إلا منذ أربعة أيام فقط».

وأضافت شيماء: «الطبيب الهندي كان يعرف منذ اليوم الأول أنها تعاني جلطة في المخ، وغامر بنقلها من بلدها إلى مومباي، وهو يدرك احتمال تكرار الجلطة أو حدوث مضاعفات نتيجة النقل، وقد كان»، مؤكدة إصابة شقيقتها بجلطة ثانية في المخ، خلال وجودها في الهند.

واستكملت حديثها: «بقيت إيمان طبيعية لمدة 10 أيام منذ الوصول، وبعدها بدأت تدخل في غيبوبة بالأسبوع، نتيجة لتولد شحنة كهرباء في المخ أو نشاط مجهول الأسباب، وبعد استيقاظها من غيبوبتها بخمسة أيام تقريباً قرر الدكتور أن يجري لها العملية، وتعجل الأمور حتى يقال إنه قد حقق إنجازاً، بغض النظر عن أثر ذلك في المريض، أو التأكد من النتيجة المرجوة، بغرض الظهور الإعلامي والشهرة».

وشكت شقيقة إيمان سوء المعاملة التي واجهتها بعد حفاوة الاستقبال أمام وسائل الإعلام، حسب قولها.

وقال الطبيب مفضل، في تصريحات خاصة لـ«مصراوي» إن عملية علاجها من السمنة مازالت مُستمرة، وإن العلاج أتى بثمار جيدة، وأضاف «العلاج جعلها تفقد كثيراً من وزنها في مدة قصيرة، وبالتالي أين فكرة تخلينا عنها التي يتم الترويج لها». وتابع: «نحن في الهند انتابنا الكثير من الحزن، لأن أختها تعطي فكرة سيئة للمصريين عنا، لكن الحقيقة ستظهر كاملة قريباً».

وكتب مفضل في صفحته على الـ«فيس بوك» «فليُعنكِ الله يا شيماء عندما تدركين ما فعلتِ، أما أنا فسأواصل صلواتي من أجل إيمان».

وقالت صحافية مصرية قابلت إيمان في القاهرة قبل سفرها، وطلبت حجب اسمها، لـ«الإمارات اليوم» «إن إيمان كان وزنها 250 كلغ قبل الجلطة، وكانت تلك آخر مرة وزنت فيها نفسها، وإن رقم 500 كلغ تقديري»، وتابعت الصحافية المصرية «إن قصة إيمان ليست ابيض أو اسود، وكل طرف يروي جانباً من الحقيقة، فشيماء ترى أنه من المستحيل خفض وزن شقيقتها 260 كلغ خلال شهرين، وفي تقديرها أنه تم إنزال 60 كلغ، هي المياه، وعلى الجانب الآخر، جانب شيماء الصواب حين تحدثت عن حصول الطبيب على الشهرة عبر هذه الحالة، لأن التي نالتها فعلاً هي أسرة إيمان، وفي تقديري أن حسم القصة علمي، بمعنى أن يؤكد أو ينفي طبيب غدد على مستوى عالٍ، إمكانية إنقاص وزن بهذا القدر من الأساس».

يذكر أن الدكتور مفضل نجح في إنقاص وزنَي وزيرين هنديين، هما نينتين جادكاري وفينكاي نايدو بحسب «بي بي سي».

من جهته، رفض الإعلامي وائل الإبراشي، أول من أمس في برنامجه «العاشرة مساء» «تسييس» قضية إيمان عبدالعاطي كما درج على ذكر أسماء لم يذكرها، وقال الإبراشي إنه «لا صحة لما يتردد من أن الجهات المصرية الرسمية لم تتدخل في قصة إيمان رغبة في عدم إحراج شخصيات من طائفة البهرة الهندية، التي يقيم معظم أفرادها في شارع المعز، والتي تبرعت لعلاجها في الهند».

تويتر