بهدف تغيير الصورة النمطية عن فتيات محافظات مصر الجنوبية

إطلاق مسابقة «ملكة جمال الصعيد» رغم الانسحابات وتهديدات القتل

بات في حكم المؤكد إقامة مسابقة «ملكة جمال الصعيد»، الإثنين المقبل 10 أكتوبر، رغم انسحاب إحدى منظمات المسابقة، وتهديد أخرى بالقتل، وإعلان نواب وشخصيات عامة وصفحات على «فيس بوك» معارضتهم للمسابقة، باعتبارها، من وجهة نظرهم، لا تتماشى مع أعراف وتقاليد صعيد مصر، رغم إعلان المنظمين أن معاييرهم ستشمل العلم والأخلاق والمبادئ، وليس الجمال الشكلي.

تشارك في المسابقة فتيات من سبع محافظات هي:

بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، أسوان، الوادي الجديد، وتستهدف - بحسب منظميها - تغيير الفكرة النمطية عن فتيات الصعيد

وتشارك في المسابقة فتيات من سبع محافظات في صعيد مصر، هي بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، أسوان، الوادي الجديد، وتستهدف، بحسب منظميها، تغيير الفكرة النمطية عن فتيات الصعيد. وتقام الجلسة النهائية في مدينة اسيوط، حيث تم تصفية 40 متسابقة من إجمالي 50 متسابقة، لتتبقى 10 متنافسات في التصفية النهائية، وقد اعتذرت د. منى المهدي عن الاشتراك في التحكيم «لأسباب خاصة»، كما انسحبت متسابقات في اللحظات الأخيرة بحسب أنباء غير مؤكدة.

وقالت منظمة المسابقة الأولى، خبيرة التجميل فاطمة بكر، إن المسابقة «ستعتمد معايير أكثر تحضراً من المعايير التقليدية، لتلائم المجتمع الصعيدي كالمستوى التعليمي والثقافة، والمعلومات العامة واللباقة، والدور الاجتماعي وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، على عكس المقاييس المتبعة التي تعتمد على المواصفات الجسدية»، وتابعت بكر أنها تلقت تهديدات بالقتل وحرق مقر عملها، وأشعلت النار في مكان إقامة المسابقة، ممن اعتبروها خروجاً على تقاليد الصعيد، ومع ذلك تقدمت 250 فتاة وسيدة إليها. وقالت بكر: «إنها فكرت في هذه المبادرة لتغيير الصورة النمطية عن محافظات الصعيد، التي يعتقد البعض أنها عبارة عن قرى بدائية، أهلها غير متعلمين».

من جهتها، قالت أستاذة الحضارة الاسلامية، الكاتبة د. مها النجار، لـ«الإمارات اليوم»، معلقة: «بحكم صلتي ومعرفتي بالصعيد، فقد جاء رفض أهل الصعيد لموضوع (مسابقة ملكة الجمال) موجهاً لمنظمي الحفل وليس للحفل نفسه، مع احترامي وتقديري الشديد لهم. أعني لو كان من ينظم المسابقة جهة رسمية، مثل المحافظ، أو وزارة الثقافة، أو جهة سياحية، لكان الموضوع سيمر تحت غطاء رسمي، لكن أهل الصعيد دائماً يتعاملون مع الأمور غير الرسمية بتحفظ، كما أنهم يتعاملون مع محال التجميل بحذر».

وتابعت النجار «الفتيات اللواتي استضافتهن الفضائيات كمرشحات أو متحاورات، كن مثقفات وجميلات وعلى قدر من الوعي، كما رأينا، ولو تصورنا أن الجامعة قالت إنها هي التي ستنظم المسابقة، كنت سترى أضعاف هؤلاء، وكان الموضوع سيكون ظريفاً ويمر بسهولة دون ان يلفت اليه الأنظار، لكن أتصور أن وقوف خبيرة تجميل وراء المسابقة أضعفها، وأتصور أنها لو قالت في الصعيد إنها ستنظم مسابقة دينية، وليس مسابقة ملكة جمال لن يتحمس لها أحد، هذه ثقافة مجتمع تتفق أو تختلف معه، مع وافر احترامي وتقديري لمهنة التجميل».

وحول دور مسابقة من هذا النوع في تغيير الثقافة في مجتمعاتنا، قالت النجار: «هذه مسابقة لن تقدم ولن تؤخر، فمصر كلها في أزمة وليست المرأة وحدها»، وتستطرد «في الصعيد المرأة تعيش وتحتل أماكن مهمة في الحياة، لكن في الريف المحافظ الأمر مختلف».

وقالت طالبة صعيدية (تعود جذورها الى مدينة الأقصر) شاركت في المستويات الأولى من المسابقة، وطلبت من «الإمارات اليوم» حجب اسمها: «إن معظم الفتيات اللاتي خضن المسابقة تعرّضن إما لضغوط خارجية، أو لصراع داخلي، فمجتمع الصعيد ليس بالسهل ولايزال مغلقاً، وربما كان لدي تحفظات على شكل او أداء المسابقة، لكن كان لابد ان أخوضها لكسر هذا القالب، والأمور ستتحسن تدريجياً عاماً بعد آخر، ومسابقة تلو أخرى، لجهة نظرة المجتمع إلى هذا النوع من المسابقات».

على صعيد مقابل تعرضت الحملة لهجوم من اطراف مختلفة، فقد شنت البرلمانية الدكتورة إليزابيث شاكر، عضو مجلس النواب عن أسيوط، هجوماً على المسابقة، واعتبرتها «غير ملائمة للمجتمع الصعيدى»، و«تخلق حساسية كبيرة لاعتمادها بقدر كبير على استعراض الجمال»، مؤكدة أن المرأة الصعيدية «جميلة بأخلاقياتها وتمسكها بتقاليدها وسلوكياتها، وكان من الأفضل التركيز على جوانب تثقيف المرأة وتوعيتها، وتنوير المجتمع الصعيدي».

وهاجمها ايضاً النائب مصطفى بكري، مؤكداً أنها مسابقة صادمة للعائلات، «لأن الصعيد له خصوصياته وعاداته وتقاليده».

وقال بكري، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «مانشيت» المُذاع على قناة العاصمة الجديدة، إن مسابقة ملكة الجمال هي استعراض جسدي، متابعاً: «لا أظن أن أبناء الصعيد سيقبلون بذلك».

في الاطار ذاته، أنشأت مجموعة شباب صعيدي صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، بعنوان «معاً لوقف مسابقة ملكة جمال الصعيد»، كما اطلق الحاج الضوي، وهو شخصية صعيدية لها برنامج انتقادي ساخر على «قناة يوتيوب» تتطرق لكل القضايا، حلقة كاملة عن «أم شحتو» زوجته التي هربت واكتشف أنها ذهبت لحفلة «ملكة جمال الصعيد».

تويتر