تضامن مع الأميركيين الأفارقة وناهض عنصرية إسرائيل وحرب العراق وجورج بوش

الممثل داني جلوفر في صعيد مصر يجدّد علاقته بقارة الأجداد

جلوفر زار التجمعات السكانية في الأحياء وأطراف القرى. أرشيفية

اعتبر الممثل الأميركي الإفريقي داني جلوفر وجوده في «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية»، الذي يشارك فيه للمرة الثانية، فرصة استثنائية لتمتين علاقته الإنسانية بأرض الجذور، وبلاد أجداده من سكان القارة السوداء، فخرج عن اطار المهرجان التقليدي، وزار التجمعات السكانية في الأحياء وأطراف القرى، كما زار مستشفى الأورمان للسرطان في الأقصر لعلاج ابناء الصعيد، مؤكداً انه سيفعل كل ما في جهده لدعم المستشفى، كما لفت جلوفر الأنظار بلقاءاته الحميمية بأبناء المدينة في المناطق المختلفة، ولمس مشاعر الناس حين توقف عن الكلام دون أن يطلب منه ذلك أحد، حين علا صوت المؤذن بأذان الظهر من مسجد ابوالحجاج الملاصق لمعبد الأقصر، أثناء المؤتمر الصحافي لافتتاح المهرجان، في بادرة احترام الأديان وثقافة مجتمعاتنا.

وقال جلوفر الذي التقته «الإمارات اليوم» أثناء خروجه من عرض الصوت والضوء بمعبد الكرنك بالأقصر، حيث التفت حوله جموع حاشدة من طلبة جامعة القاهرة، بلقاء مفتوح بمدخل المعبد، انه حضر الى مصر وقبل دعوة المهرجان، رغم انشغاله بفيلم بلغاري عن انتهاء الحضارة الإنسانية، وإن حضوره مرتبط بايمانه العميق بفكرة انتاج الدول لأعمال مشتركة، حيث اعادت له الفكرة قراءاته ومتابعاته، وأجواء تعاطفه مع حركة التحرر الوطني في الستينات والسبعينات. مؤكداً «أنه لم يتقاض أي مقابل مادي لوجوده في المهرجان، إحساساً منه بقيمة دوره في تقريب الأفكار بين شعوب القارة الإفريقية، والمساهمة في توحيد الرؤى نحو القضايا التي تعانيها».

يذكر أن داني جلوفر، المولود في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا عام 1946، هو واحد من أهم رموز «حركة الحقوق المدنية»، التي ناضلت من اجل تحرير السود، حيث كان زعيم «اتحاد الطلاب السود»، الذي خاض مع «جبهة تحرير العالم الثالث» و«اتحاد المدرسين الفيدراليين» إضراباً مفتوحاً استمر خمسة أشهر، من اجل انشاء مدرسة لدراسات اوضاع السود في الجامعات الأميركية، كما دعم اتحادات الفلاحين الأميركيين في معاركها المختلفة، ودخل في مواجهة مع الرئيس الأميركي جورج بوش ووصفه بـ«العنصري»، وأعلن ايضاً رفضه للحرب الأميركية على العراق، ورفضه للسياسات العدوانية الإسرائيلية، كما وقع أخيراً وثيقة حملت توقيع 12 سينمائياً عالمياً آخر، تعلن اننا «نعلن تعاطفنا مع الشعب الفلسطيني ومقاطعتنا الأكاديمية والثقافية لإسرائيل». وذلك بعد ان قامت اسرائيل بعرض فيلمهم «الثورة الأميركية» في مهرجان تل أبيب للسينما التسجيلية دون علمهم، ما دفعهم لسحب الفيلم وإصدار البيان بما أثار معركة عالمية من قبل التجمعات العالمية الموالية لإسرائيل، وإطلاق رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لودر تصريحاً يدين فيه البيان، ويقول «انه ليس غريباً ان يتخذ داني جلوفر هذا الموقف، لأنه يدعو لمقاطعة اسرائيل منذ زمن، لكن على صناعة السينما الأميركية ان تتخذ موقفاً من المقاطعة، لأنها تماثل حملة معاداة السامية».

وأضاف الفنان العالمي في تصريحات على هامش زيارته لمعبد الأقصر أمس (الثلاثاء الماضي)، انه يحلم بتجسيد شخصية رمسيس الثاني بعدما قام بتوحيد مصر، وأعقب ذلك بتكوين إمبراطورية ضخمة، ومن ثم فهو رمز للقوة إلى جانب تحقيق العدل في إمبراطوريته الكبيرة.

 

وحول الموقف من الإرهاب قال جلوفر، الإرهاب ليس نابعاً من شخص أو دين، والمبتغى منه هو فرض العنف والسيطرة على الأشخاص والثروات، لافتاً إلى أن أي دين سماوي جوهره التسامح والحب والفهم بين الناس، وقال «إن الحل هو تحقيق السلام على مستوى العالم، وإرساء قيم العدل، فضلاً عن علاج مشكلة الفقر وتراكم الثروات لدى البعض على حساب إفقار آخرين، وبالتالي إذا قمنا بحل هذه المشكلات فنستطيع أن نقضي علي الإرهاب ونعيش جميعاً في أمان».

 

 

تويتر