مصر.. حيرة شعبية في «قضية ميريهان» بين إدانة الضابط أو الفنانة

تحولت واقعة القبض على الفنانة ميريهان حسين في كمين للشرطة، إلى مادة للتجاذب بين «الداخلية» التي أصرت على ان الضابط الذي أوقفها لم يخطئ، وان من حقه القانوني إنزالها من السيارة وتفتيشها، وأن ميريهان حسين، بشهادة مارة ومواطنين مصريين، هي التي تعدت فعلاً، وكانت تحوز زجاجات مشروبات كحولية بسيارتها، وبين جبهة الفنانين التي قادها نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي والفنان خالد الصاوي، واللذان اعتبرا أن «التجني على الفنانين» انعكاس لتوجه موجود في مجتمعاتنا، وان ميريهان حسين تلقت معاملة غير كريمة.

كانت الشرطة المصرية قد ألقت القبض على الفنانة ميريهان حسين، أول من أمس، وهي عائدة من العمل، وأودعتها بقسم الهرم، وقالت «إن ميريهان تعدت على رجال الشرطة في كمين مروري بطريق المنصورية، دائرة قسم الهرم، لرفضها إبراز رخصة القيادة الخاصة بها، واقتحمت السواتر الحديدية، وتعدت على ضابط بالصفع، وعلى آخر بالخدش والسب».

وقالت «الداخلية» إنه «بتفتيش السيارة عثر على زجاجتي خمر، وسجائر تحتوي على مخدر الحشيش، وقد تم إيداعها بقسم الهرم، وإخطار النيابة لمباشرة التحقيق معها، والاستماع إلى أقوال ضباط وأفراد الكمين الأمني. وبالتحدث معها تبين أنها في حالة سكر».

من جهتها، قالت المطربة «أميرة اش اش»، ابنة خالة ميريهان، في تصريحات إعلامية «إن الضابط طلب من ميريهان النزول من السيارة، وحين رفضت سحبها وسحلها على الأرض، وأصابها بكدمات في وجهها وقدمها، وكان طبيعياً ان تتعدى عليه لفظياً».

في الإطار ذاته، قاد الفنان خالد الصاوي، حملة تضامن واسعة مع الفنانة ميريهان، واعتبار ما تتعرض له عدواناً على الفنانين شبيهاً بمعركة الأطباء مع أمناء الشرطة.

وقال خالد الصاوي على حسابه الشخصي على «فيس بوك»: «الزميلة ميريهان حسين مخطوفة في أحد الأقسام ومضروبة، واخذت وهي عائدة من عملها، وأجرت معي نصف مكالمة قبل ان تأخذها الشرطة، وعندما سألت سيتم أخذها الى أي قسم شرطة، جاءت الاجابة بتهكم «اسم النبي حارسك»، وتابع الصاوي «مشكلة الفنانين مع السلطة تحل بسيادة القانون، اما مشكلتنا مع الناس المتربصة بالفنانين، فلا يحلها الا عيادة المعالجين النفسيين». وقد استفزت حملة خالد الصاوي الإعلامي سيد علي، فهاجمه في برنامجه «حضرة المواطن» المذاع على قناة «العاصمة»، وقال إن «ميريهان لم يتم اختطافها، ولكن تم القبض عليها، عندنا لغط في الاطلاق على بعض الاشخاص انهم مثقفون وفنانون».

وقالت الفنانة مي كساب «ميريهان فتاة محترمة، وطنطاوية على خلق، وهي لا ترتكب الخطأ، وكل ما قيل هو افتراء وتلفيق».

بدوره، قال نقيب المهن التمثيلية، الدكتور أشرف زكي، لقناة «دريم» إنه شاهد الفنانة ميريهان حسين «مبتلة» داخل مقر الشرطة بالهرم، وعندما سألتها ما هذا، اجابتني بان ضابط الشرطة أغرقني بسطل البول الموجود داخل حمام الحجز»، وتابع زكي، أن ضابط الشرطة حاول الاعتداء عليه وعلى الفنانة، مستخدماً أقذع الألفاظ، كما انه سب الفنانة ميريهان بلفظ «العاهرة»، ووصف فنانات مصر بالعاهرات أثناء وجودي بمقر الشرطة. واستطرد زكي قائلاً:«الفنانة ميريهان حسين قالت لي إن ضابط الشرطة أخرج «(أندر وير) خاص بها من شنطتها، وأخذ بالتلويح به أمام المارة، وقالت لي أيضاً إن الضابط أدخلها حمام الحجز، وجاء بسطل البول وأغرقها به».

وقال حسين بسيوني، والد الفنانة ميريهان حسين، إن ابنته تعرضت للتحرش الجنسي من قبل أفراد الكمين، وهو ما دفعها إلى سبّهم».

على الطرف المقابل، قال المحقق القضائي سيد السوهاجي لـ«الإمارات اليوم»، إن «الشق الاول من واقعة القبض على ميريهان، يؤكد انها كانت مخطئة، حيث طلب منها الضابط النزول من السيارة، وابراز هويتها ورخصة قيادتها، وتفتيش السيارة، وهذا حقه، وان هناك مواطنين مصريين عاديين لا مع هذا الطرف ولا ذاك تقدموا للشهادة بذلك في المحضر رقم 16862، وان الذي تعدى باللفظ والصياح، ولم يستوعب صلاحية رجل الامن، كانت الفنانة ميريهان، اما الشق الثاني من الواقعة، وهي معاملة الشرطة داخل القسم، وما يقوله نقيب الفنانين أو والدها أو آخرون، فمن الصعب الحكم عليه، ويستوجب التحقيق بشأنه للوصول الى الحقيقة».

وقال الناشط بالجمعية الوطنية لحقوق الانسان، أحمد ساهر، لـ«الإمارات اليوم» إن «واقع التجاوزات في مصر مركب، وهو قد ينتج من واحد من طرفين، أولهما من يسيء استخدام سلطة موكلة اليه كأمين أو ضابط شرطة، وثانيهما من شخص متميز من المشاهير او أصحاب المال أو النفوذ، ممن يعتقد في نفسه التمتع بوضعية فوق القانون، وفي واقعة ميريهان نجد الحقيقة تائهة لوجود الطرفين».

الجدير بالذكر أن نيابة الهرم أمرت الليلة قبل الماضية بإخلاء سبيل ميريهان مقابل كفالة 5000 جنيه، وبإخلاء سبيل ضابطين بضمان وظيفتهما، لاتهامهما بالاعتداء على الفنانة. ووجهت النيابة للفنانة الشابة تهمة التعدي بالضرب على موظف أثناء تأدية مهام وظيفته، والسب والقذف والسكر أثناء القيادة، كما اتهمت الضابطين بالاعتداء على الفنانة وهتك عرضها.