البعض يعتبر تصريحات بدران «صادمة»

رئيسة اتحاد نساء مصر تدعو إلى نسب الطفل إلى أمه

آراء بدران أثارت جدلاً في وقت تعاني المرأة المصرية من مشكلات أهم من نسب الأطفال. من المصدر

أثارت رئيسة الاتحاد العام لنساء مصر وممثلها السابق في «اليونسيف»، د.هدى بدران، ضجة في الوسطين النسائي والسياسي، بعد أن دعت إلى نسب الطفل إلى أمه بدلاً من أبيه عند الولادة، وأطلقت بدران تصريحات «صادمة» في محاور عدة تتعلق بالمرأة، واعتبرت ناشطات نسائيات طروحات بدران قافزة على الواقع، وامتداداً لآراء د.نوال السعداوي المتأثرة بالثقافة الغربية.

وقالت هدى بدران، في حوار مع مجلة «روز اليوسف» المصرية، إن حملة اتحاد نساء مصر المسماة «نساء من أجل النساء»، الرامية إلى دعم دخول 100 امرأة إلى البرلمان، لم يحالفها التوفيق، وإنه في ما يبدو أن «المجتمع غير مبالٍ تجاه البنات بالذات منذ طفولتهن، وبالتالي لا يتعلمن الروح الجماعية في العمل، والمشاركة كالأولاد الذين يتربون على لعب الكرة»، ودعت بدران إلى وضع «ضوابط لتعدد الزوجات» كما صدمت جمهورها أكثر حين دعت صراحة إلى نسبة الطفل إلى الأم وقالت «النظام المسيطر الآن نظام سلطوي أبوي؛ لكن الحقيقة الوحيدة الثابتة هي الأم، وهو كان أمراً متبعاً قديماً بنسب الطفل لأمه؛ كما أن ذلك لو حدث سيعالج العديد من القضايا».

من جهتها انتقدت الناشطة النسوية، المحامية ماجدة رشوان، تصريحات بدران، وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن «هذه الآراء قافزة ومتجاوزة للحظة، وهي امتداد لآراء د.نوال السعداوي، حتى لو احترمناها في حد ذاتها، كحق في التفكير، وربما هناك في ثقافتنا ما يعزز هذا، لكن المرأة في الوقت الراهن لها قضايا أخرى ملحّة، مثل التحرش أو التمييز، فهل من المعقول أن نترك هذا كله ونهتم بنسب الطفل للأم؟ كذلك فإن المرأة لن تتحرر إلا إذا تحرر الوطن، وحالياً كل من المرأة والرجل مقهوران مجتمعياً، بحكم ضغط الظروف، فلنبحث عن تحريرهما معاً».

وقالت الناشطة النسائية، أشرف بحراوي، للصحيفة «هذه قضية تهم شريحة قليلة، لكن الأهم للناس وللمرأة هو قضايا تبحث عن حل مثل قضية المرأة المعيلة، وظروف المطلقة، ومشكلة الغارمات».

وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، أحمد بهاء شعبان، لـ«الإمارات اليوم» في تعليق له على المسالة «أتحدى أن تذكر لنا بدران دولة واحدة في الغرب، قلعة الديمقراطية والتحرر كما يتطلع أنصار حقوق الإنسان، يتم فيها نسب الطفل لأمه، هل يحدث هذا في الولايات المتحدة أو أوروبا ؟ مصر تواجه حالياً مشكلات قاتلة في الحريات والعدالة الاجتماعية، وهي أولى بتركيز جهودنا وطاقاتنا فيها، بدلاً من تلك الزوابع التي تثيرها الطبقة المخملية وتجرنا وراءها».

وقالت عضو مجلس نقابة المهندسين، غادة عماد «عموماً سأناقش الفكرة مباشرة وعملياً من دون أن أستهجنها أو أمتدحها، ربما كان نسبة الطفل إلى أمه أضمن، لكن كيف سيتم إثبات الإخوة بين أبناء أمّ ارتبطت بأكثر من زوج؟». وقالت الكاتبة والفنانة حياة الشيمي «دخلنا في الثمانينات معركة شبيهة تتعلق بإعطاء الجنسية عن طريق الأم للأشخاص الذين ليسوا من أبوين مصريين، وفي إطار ضرورات كهذه يمكن التعاطي مع القضية».

تويتر