جائزة سنوية تُمنح لأكثر السياسيين مرحاً

شهدت الساحة السياسية في فرنسا تحولاً لافتاً في السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت الجدية تطغى على السياسيين، خصوصاً خلال تصريحاتهم أو لقاءاتهم مع الصحافيين، بات العديد منهم يخفف من حدة النقاشات بالنكت والفكاهة. ويقال إن الكثير من الفرنسيين كانوا لا يحبون الرئيس السابق، فرانسوا ميتران، لجديته وابتساماته النادرة. إلا أن الجيل الحالي غير استراتيجيته، وقال بعضهم إن الظروف تغيرت، وأن الجدية المبالغ فيها غير مجدية، فعمد سياسيون إلى الفكاهة والطرافة، في حين بالغ آخرون في المزاح مع الصحافيين وأثناء اللقاءات مع الناخبين. ويعمد هؤلاء إلى كسر التابوهات للتقرب من الناخبين وكسب الشعبية. وحسب استطلاعات الرأي، فإن عمدة مدينة بوردو ورئيس الوزراء السابق ألان جوبيه (69 عاماً)، يعدان من الشخصيات المحبوبة لدى الفرنسيين، وذلك بسبب تعليقاته المرحة وتصريحاته المثيرة. وجاء جوبيه على رأس قائمة أكثر السياسيين الفرنسيين مرحاً وتندراً هذا العام، وفي المقابل جاءت برناديت شيراك، زوجة الرئيس السابق جاك شيراك، في آخر القائمة، ووصفت بأنها شخصية «باردة جداً». واشتهر عمدة بوردو بمقولة «في السياسة لا ننتهي أبداً.. أنظروا لي!» في إشارة إلى اختفائه من المسرح السياسي تارة وظهوره تارة أخرى. وكان المسؤول الفرنسي قد واجه مشكلات في عام 2000 اقتادته إلى المحاكم.

وحصل الوزير السابق، جيرار لونغيه، على جائزة أكثر الشخصيات مرحاً، العام الماضي، وهي جائزة تمنحها لجنة إعلامية مستقلة، بعد تعليقه على تصريحات الرئيس، فرانسوا هولاند، قائلاً «هولاند يشجع الجميع على الزواج ويستثني نفسه». وفي 2012 فاز بالجائزة رئيس مجلس مقاطعة موربيان، فرانسوا غولار، وقال حينها «أن تكون وزيراً يعني الجلوس في المقعد الخلفي للسيارة، وأن تدرك أنها لن تتحرك»، وقبل سنوات استقطب القيادي في اليسار الفرنسي، لوران فابيوس، وسائل الإعلام، من خلال سخرية أطلقها في مناسبة انتخابية قائلاً «اليوم يكنّ الفرنسيون حباً شديداً للرئيس، فرانسوا ميتران، على الرغم من أنه كان موضع كراهية من قبل الأغلبية، الأمر الذي يترك أملاً بالنسبة للكثير منا»، في إشارة إلى أن السياسيين غير محبوبين في فرنسا. أما سيغولين رويال التي تعتزل السياسة أحياناً ولا تظهر إلا نادراً، ثم تعود بقوة إلى المشهد السياسي، فقد اعتبرها إعلاميون وسياسيون شخصية مرحة رغم جديتها في الظاهر، وقالت في إحدى المناسبات «حتى عندما لا أقول شيئاً فذلك يثير ضجيجاً ونقاشا!».