تتضمن إسقاطات على قضية فلسطين والحروب الراهنة

«هذا اللحم لحمي».. معالجة بريطانية ـــ فلسطينية معاصرة لـ «الإلياذة»

صورة

تشهد لندن حالياً مسرحية «ذس فليش از ماين»، أي (هذا اللحم لحمي)، المستوحاة من «الإلياذة» للشاعر والمؤرخ الإغريقي هوميروس، في نسختها المعاصرة، التي تتضمن معالجة حديثة من إنتاج بريطاني ــ فلسطيني مشترك، وتتضمن إسقاطات على القضية الفلسطينية، والحروب والنزاعات الراهنة. وعالج النص الكاتب الإنجليزي بريان وودلاند بأزياء وإكسسوارات حديثة، وإشارات عصرية تستنكر أعمال العنف والتفجيرات والحروب ومن يشعلونها، وترفض قيم التعصب وعدم التسامح، وعدم تقبل الآخر.

ويشارك مسرح عشتار في رام الله مع مسرح بوردر كروسينغ البريطاني في لندن، في إنجاز المعالجة المعاصرة للملحمة التاريخية التي تؤرخ لحرب طروادة. وفي المرحلة التحضيرية التي سبقت بدء العرض، قام وفد من مسرح بوردر كروسينغ بزيارة لمسرح عشتار في رام الله، وللأراضي الفلسطينية، ضمن جولة له في الشرق الأوسط، باعتبار أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يشكل أهم الخيوط الرئيسة للمسرحية. وفي بيروت التقى الوفد البريطاني مع القائمين على مسرح «زقاق» الذي يبدي اهتماماً خاصاً بمعاناة الشعب اللبناني والشعوب العربية بشكل عام، وكيفية السيطرة على أعمال التفجيرات، ومحاربة التعصب والنزعات الطائفية.

ويقول المخرج مايكل والنغ ومؤسس مسرح بوردر كروسينغ «كان لمسرح عشتار دور رئيس وكبير في رصد الحياة اليومية للفلسطينيين الذين تتطرق إليهم المسرحية، وإن الذهاب الى المخيم والحديث عنه علامة اعتزاز وإشارة فخر عن الفلسطينيين». ويضيف أن المسرحية تشير الى المتطرفين، الذين ينزعون إلى العنف المفرط وغير المبرر، وما يفرزونه من ثقافة الكراهية، إضافة إلى معاناة اللاجئين وطموحاتهم، وتكيفهم مع الواقع اليومي الذي يعيشونه. كما أوضح والنغ أن المؤلف استوحى اسم المسرحية من أفكارها السياسية، التي تدور حول الجسم البشري والحياة اليومية، وما يكتسبه الإنسان من هذه الأفكار، وتفاصيل هذه الحياة اليومية من خبرة. وأثناء عرض المسرحية أصيب شقيق الممثلة والمخرجة الفلسطينية إيمان عون، الذي لا يتجاوز الـ15 من عمره، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين فتحوا النار على المتظاهرين الفلسطينيين في ذكرى النكبة، قرب سجن عوفر، في الضواحي الخارجية لرام الله.

ويتضمن أحد مشاهد المسرحية أماً فلسطينية تضيء الشموع تحت صور عدد من أبناء الشهداء المعلقة على جدران الغرفة، كما هو الحال المألوف في مخيمات اللاجئين في فلسطين ولبنان، وهي تتحدث عن جنون الحرب، وتقول ان أي عاقل يدرك مدى جنون الحرب وعبثيتها ويرفض ذلك.

تويتر