بعد الكشف عن علاقة سرية للرئيس

جدل حول مسمى «السيدة الأولى» في فرنسا

صورة

لاتزال تداعيات الكشف عن علاقة سرية للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مع ممثلة شابة، تلقي بظلالها على الحياة السياسية والعامة في فرنسا. وتسلطت الأضواء على الحياة الخاصة لهولاند، إثر كشف مجلة «كلوزر» عن العلاقة المزعومة مع الممثلة جولي غاييه، وبعدها أعلن عن دخول السيدة الأولى فاليري تريرفيلر المستشفى لإصابتها بحالة حزن شديد. إلا أن القضية أخذت بعداً آخر، فقد تساءل الكثيرون عن مسمى «السيدة الأولى» وأهميته في الحياة السياسية، وقال آخرون إن المسمى مستورد من الولايات المتحدة. ولا تمتلك السيدة الأولى أي وضع خاص في فرنسا، إلا أن زوجات الرؤساء فرضن أنفسهن في الساحة العامة وبات احترامهن ضمن التقاليد الجمهورية، إذ خُصص لكل واحدة منهن مكتب في قصر الإليزيه بالقرب من مكتب الرئيس، وما إن تدخل السيدة القصر حتى تضع لمساتها الخاصة وتحدد طريقة معينة للتعامل مع الرأي العام. وفي الوقت الذي تخلت السيدة الأولى سابقاً، كارلا بروني، عن مشوارها الفني وتفرغت للعمل بجانب زوجها، رفضت تريرفيلر ترك عملها الصحافي. وارتكبت الأخيرة عدداً من الأخطاء قبل أن تستقر على وضعها الجديد. وبعد الكشف عن العلاقة السرية بين هولاند وغاييه، دعا البعض إلى إلغاء هذا التقليد - تسمية السيدة الأولى. في حين طلب زعيم كتلة النواب الاشتراكيين، فرانسوا ريبسمان، من وسائل الإعلام ترك الرئيس وشأنه، ليعيش حياته بالطريقة التي يراها مناسبة. في حين رأى فرنسيون أن هذا المسمى «لفظ مهجور» من بقايا العقود الماضية. وكانت بريندات زوجة شيراك تحظى باحترام كبير من قبل عامة الشعبية الفرنسي إلا أنها لم تكن تتدخل في القضايا السياسية وكان دورها بارزاً في الحياة الثقافية. في المقابل عرفت الناشطة الحقوقية دانيال ميتران (زوجة الرئيس السابق فرانسوا ميتران) بدفاعها عن الأقليات، كما أسست وترأست جمعية «فرنسا الحرية» في الثمانينات. ومن أشهر مواقف دانيال التي أصبحت سيدة فرنسا الأولى في 1981، دفاعها عن نظام كاسترو في كوبا، ومحاربي السلفادور المكسيك. وتسببت بعض مواقفها في حرج كبير للحكومة الفرنسية آنذاك. ومن ناحية أخرى، كانت مجلة المشاهير الفرنسية «كلوزر» قد كشفت عن علاقة تربط هولاند مع غاييه قبل أيام. وتضمن ملف القضية سبع صفحات عرضت صور العلاقة بين رئيس الدولة والممثلة. وتصدر غلاف المجلة صورة للرئيس تحت عنوان عريض «فرانسوا هولاند وجولي غاييه - الغرام السري للرئيس». ومن النادر في فرنسا أن يتم التدخل في حياة شخصية لرئيس الدولة بهذا الشكل المثير. ودأب الفرنسيون على عدم التدخل في حياة الآخرين الشخصية، إلا أن وسائل الإعلام المعارضة لا تفوت فرصاً مثل هذه لتحقيق مبيعات خيالية وشهرة غير مسبوقة. ويذكر أن اهتمام الصحافة الصفراء والمجلات المتخصصة بزوجة الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، لم يخرج عن نطاق المسموح به إلا نادراً.


 تقاليد الصحافة

تتبّع الشخصيات السياسية ومحاولة معرفة أسرارها الشخصية ليس من تقاليد الصحافة الفرسية بوجه عام، إلا أن الاتجاه العام في العالم شجع بعض وسائل الإعلام على السعي وراء مكاسب معينة من دون مراعاة لأخلاقيات المهنة، من خلال التركيز على الفضائح الأخلاقية. ويرى مراقبون أن ما قامت به مجلة «كلوزر» قد يفتح الباب أمام صحف ومجلات أخرى كي تحذو حذو الصحف الصفراء البريطانية، التي تقتات على فضائح المشاهير من السياسيين والشخصيات العامة.

 

 

 

تويتر