دفعت وممثلون آخرون ثمناً باهظاً لانتقادهم النظام السوري

مي سكاف بطلة قضية المعارضة السورية

صورة

لكونها أول الممثلين السوريين الذين انتقدوا الرئيس السوري بشار الأسد، تعد مي سكاف بطلة قضية المعارضة السورية، وهو الدور الذي كلفها ثمناً باهظاً. وأصبحت الآن تعيش في شقة في منفاها في الأردن، منذ أن وضعتها الحكومة السورية على قائمة الأعداء. وهي تتذكر الحشد الذي خاطبته عام 2011، ورجال أمن النظام الذين جاؤوا لتفريق الحشد. وهي تقول «ضربونا بالهراوات وبالبيض كي يصبح الشارع زلقاً ويقبضون علينا جميعا، ومن ثم بدأوا بضربنا بالعصي بهدف تكسير أطرافنا ومعنوياتنا. وانتشر الدم في كل مكان».

وتتذكر سكاف أنه تم اعتقالها مرات عديدة، وعصب عينيها وتقييدها، والتحقيق معها، وكان هاتفها النقال مراقباً كل الوقت، وفي نهاية المطاف تم اتهامها بالخيانة، لأنها كانت تدعم المعارضة، وحذرها اثنان من كبار المسؤولين الحكوميين أنه اذا لم تهرب فسيتم قتلها، وهذا ما فعلته، حيث تركت خلفها أمها وطفلها البالغ عمره 15 عاماً.

وتعد سكاف (44 عاماً)، ذات الشعر الداكن والحضور الآسر، نجماً شعبياً لمسلسلات الدراما التاريخية في سورية، والتي كانت تقدم خطوات ناجحة حتى حدوث الثورة السورية.

وثمة 1800 ممثل ومنتج وعامل مسجل لدى نقابة الممثلين السوريين المؤيدة للنظام أصبحوا الآن بلا عمل، وبعضهم أصبح مشتتاً عبر الدول العربية ، حسب مسؤول في صناعة الدراما السورية الذي تحدث هاتفيا من دمشق، ولم يكشف عن هويته. وانتقل العديد مثل سكاف إلى الأردن المجاورة، لكن صناعة الدراما الأردنية صغيرة وغير قادرة على استيعابهم، كما يقول ساري أسد نائب رئيس نقابة الممثلين الاردنية التي تضم 1400 ممثل. والذي قال «نحن بالكاد قادرون على إيجاد العمل للممثلين الأردنيين»

ويقول أصدقاء سكاف إن أجرها كان من أعلى الأجور التي يحصل عليها الممثلون السوريون. وهي تقول بصوت حزين «أنا عاطلة عن العمل الآن، وأعيش على التبرعات التي يقدمها لي أصدقائي»، وتعيش في شقة متواضعة، في عمان. وإضافة إلى الأعمال الدرامية الناجحة أصبحت سورية مركزاً مهماً لـ«دبلجة» الأعمال التركية وترجمتها إلى اللغة العربية، والتي نخص منها مسلسل «حريم السلطان»، حيث حققت هذه الصناعة عشرات الملايين من الدولارات للفنانين السوريين، حسبما ما قاله مسؤول سوري من نقابة الممثلين، الذي أوضح أن الحرب القائمة في سورية دفعت بالعديد من المنتجين إلى دول عربية، خصوصاً لبنان، للحفاظ على أعمالهم في الإنتاج.

وكان الممثل السوري مروان الحكيم (58عاماً)، الذي شارك في مسلسل باب الحارة الشهير، قد هرب في يناير الماضي إلى الأردن مع زوجته وثلاثة من أطفاله. وهو يقول «لم يعد من الممكن تحمل الحياة في سورية في ظل هذه القيادة».

وهناك أيضاً الممثلة السورية من أصول فلسطينية، التي شاركت أيضاً في باب الحارة،أناهيد فياض، قد غادرت سورية بعد أسابيع من اندلاع الثورة، حيث تقول «على الرغم من أنني لم أعمل منذ ثلاث سنوات، إلا أنني أشعر بالحرية لأقول ما أشاء من دون خوف».

تويتر