عاشت حياة بائسة كلها معاناة
فوزية كوفي تتطلع إلى رئاسة أفغانستان
فوزية كوفي، ربما تكون أول امرأة في تاريخ أفغانستان الحديث والقديم، تتطلع لتصبح رئيساً لبلاد تتوارى فيها النساء في الظل، وتتعرض المتطلعات منهن الى مثل هذه المناصب للتهديد بالقتل ومحاولات التصفية.
عندما كانت طفلة وضعتها والدتها في احد الحقول وتركتها هناك لتموت تحت الشمس الحارقة، معتقدة بأنها فشلت لأنها لم تنجب ولداً ذكراً يكون وريثاً لزوجها الذي تشاركه الحياة مع ثلاث زوجات اخريات. كوفي هي الطفلة التاسعة عشرة في عائلتها، وبالنسبة لوالدتها فإن انجاب طفلة ما هو إلا «فم إضافي يحتاج الى الطعام، ومهر يتطلب اعداده في المستقبل». تلك الطفلة التي تركتها والدتها في الحقول، اعادها شخص آخر من خارج الاسرة اليها، والتي قررت الاحتفاظ بها على علاتها.
وتحمل اسرة هذه النائبة البرلمانية، كل جروح هذا البلد الذي يعيش دوامة من عدم الاستقرار، فقد تعرض والدها النائب البرلماني للقتل من قبل المجاهدين الافغان قبل الغزو السوفيتي عام 1979، وقضى كل من شقيقيها في حادث اغتيال سياسي، وتوفي زوجها عام 2003 في سجون «طالبان»، تاركاً اياها وابنتيها الاثنتين.
وتقول: «بوصفي امرأة فقد تعرضت للظلم والتمييز، وأود الآن أن أهيئ ظروفاً جيدة لابنتي والنساء الاخريات، حتى لا يعانين ما عانيته».
اضطرت الاسبوع الماضي لتدعيم حراستها، حيث وضعت جنوداً على اسطح منازل جيرانها، بعد أن اخبرتها ادارة الامن الوطني بأن 30 من مقاتلي «طالبان» متجهين الى كابول لمهاجمتها. وتقول عن تلك الحادثة: «لم أنم لثلاث ليال حتى مع وجود حراسي الثلاثين على البوابة، مستعدين للتضحية بانفسهم».
وتظهر على بوابة منزلها بشكل منتظم منشورات تهدد باختطاف ابنتيها، وعندما تسافر الى الخارج تحمل هماً كبيراً على سلامتهما. وتقول: «في كثير من الاحيان تراودني رغبة في ترك السياسة، ولكن عندما ارى الكثير من الناس يحتاجون إليّ لكي أحل مشكلاتهم فانني استمر في مسعاي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news