«النور» ينجح في إفشال تعيين عبدالدايم والسعدني.. وشرف الدين تمر بعد وعد بإلغاء وزارتها عقب ‬4 أشهر

‬3 نساء أخّرنَ تشكيل الحكومة المصرية

صورة

أخرت ثلاث نساء تم ترشيحهن لمقاعد وزارية في مصر، إعلان الحكومة الاخيرة التي شكلها رئيس الوزراء حازم الببلاوي. وفيما نجحت واحدة منهن، هي الدكتورة درية شرف الدين، في تجاوز الازمة المثارة حولها، وحصلت على حقيبة وزارة الإعلام، أخفقت اثنتان، هما عازفة الفوليت العالمية ورئيسة الأوبرا السابقة، إيناس عبدالدايم، والمعمارية العالمية أيضاً، داليا السعدني، في مزاملة شرف الدين في الحكومة.

فقد شهدت مساعي تشكيل الحكومة المصرية الاسبوع الماضي تجاذباً بين جماعة المثقفين الذين يواصلون اعتصامهم في الزمالك، رغم اقالة وزير الثقافة السابق علاء عبدالعزيز من جهة، وحزب النور السلفي، الذي عارض اختيار عبدالدايم، لفرضه المحاصصة والاقصاء حسب بياناته. ووصف الروائي بهاء طاهر ترشيح عبدالدايم بأنه «إنهاء لتهميش المرأة»، واعتبره الصحافي صلاح عيسى في تعليق له لـ«الإمارات اليوم»، «انها صفحة جديدة تعكس توجهات جديدة نحو المرأة»، وقالت الصحافية سكينة فؤاد «انه اختيار يؤكد ان الثورة غيرت رؤيتها التقليدية للمرأة»، وقالت الكاتبة فتحية العسال للصحيفة «ان اختيار عبدالدايم خطوة حضارية، وهي فضلاً عن انها مثقفة وفنانة موهوبة، فإنها تمتلك قدرات إدارية تؤهلها للموقع».

وكانت عبدالدايم قد برزت خلال اعتصام المثقفين الأخير بشكل لافت، كما كانت اقالتها من رئاسة الاوبرا نقطة تحول في علاقة المثقفين بوزير الثقافة السابق علاء عبدالعزيز.

في الطرف المقابل، تمكن حزب النور الذي شن هجوماً ضارياً على اختيار عبدالدايم، من ايقاف تعيينها وزيرة في اللحظات الاخيرة. وقالت عبدالدايم بعد استبعادها على صفحتها على «فيس بوك» انها «لم تعتذر عن الوزارة، لكنها تلقت اتصالاً هاتفياً يعلمها بعدم اختيارها في التشكيل الحكومي».

وقال منسق اعتصام وزارة الثقافة الناشر محمد هاشم لـ«الإمارات اليوم»: «ان ما حدث اهانة، وان المثقفين سيواصلون اعتصامهم ضد استمرار سياسات ما قبل ‬30 يونيو».

يذكر ان عبدالدايم درست في كونسرفتوار القاهرة، وحصلت على البكالوريوس عام ‬1990، وسافرت الى فرنسا حيث حصلت على الماجستير والدكتوراه، وقدمت حفلات موسيقية في كل من مصر، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وألمانيا، وإسبانيا، والولايات المتحدة.

على صعيد موازٍ، تم تخطي ترشيح الدكتورة والمعمارية داليا السعدني لحقيبة وزارة البحث العلمي، والتي لفتت الانظار إلى «جمالها الفائق، وأناقتها الزائدة»، طبقا لصحف مصرية رصينة، ومنها جريدة الوفد اليومية.

وظهرت السعدني، التي تخرجت في جامعة عين شمس، واستكملت دراستها في ايطاليا، ودخلت قائمة اشهر ‬100 مهندس معماري في العالم، على قناة «اون تي في» الليلة قبل الماضية، مفسرة تخطيها في اختيارات الوزارة، بالقول ان «مصر تملك العديد من الكفاءات، والبلد في حالة اضطراب، ورئيس الجمهورية اختار الأصعب لهذه المرحلة».

أما الدكتورة درية شرف الدين، التي اشتهرت بتقديمها برنامج «نادي السينما» في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فقد اعلن اسمها في التشكيل الوزاري، رغم معارضة قوى سلفية، وقوى ثورية، باعتبار عضويتها السابقة في الحزب الوطني المنحل.

وقال الصحافي المتخصص في شؤون مجلس الوزراء، أشرف أنور، لـ«الإمارات اليوم»: ان «حزب النور تمكن من عرقلة عبدالدايم والسعدني، لكن في حالة درية شرف الدين، قيل له ان وزارة الاعلام سيتم الغاؤها خلال ثلاثة او أربعة أشهر، وان وضعها انتقالي».

ورداً على سؤال بشأن الاعتراض على داليا السعدني، رغم أنها تملك خلفية سياسية، ضحك انور، وقال «ان الضجة الاعلامية المثارة حول السعدني وتسميتها من قبل صحف بـ«مس ايجبت»، علاوة على ادائها القريب من الارستقراطية المصرية، لعب دوراً عكسياً في ظل الاجواء التقليدية والمحافظة».

واستطرد أنور «ان حزب النور تضاعفت اهميته بعد الأزمة الجارية مع (الاخوان)، وأصبح لكلمته وزن، حتى لا تبدو الازمة مواجهة لتيار بأكمله».

يذكر ان سيدات اخريات مثل الدكتورة ليلى اسكندر، والتربوية بثينة كشك، تم تداول اسمائهن في المشاورات الوزارية، لكن على عكس عبدالدايم والسعدني، لم يتم الاتصال بأي منهن لإبلاغها بشأن ترشيحها للمنصب.

تويتر