«باب العزيزية» يتحول إلى ملهى عائلي

مجمع باب العزيزية كان سكناً حصيناً للقذافي وأسرته. أرشيفية

تزمع السلطات الليبية تحويل مجمع باب العزيزية، السكن الرسمي للزعيم الليبي السابق معمر القذافي، الى حديقة ملاه شعبية تلجأ اليها العائلات للترفيه عن نفسها. ولا يقل هذا المجمع، الذي يقع جزء كبير منه تحت الأرض، في وصفه عما صاغه الكاتب الإنجليزي، أيان فيلمنغ، في رواياته عن الشخصية السينمائية جيمس بوند. ففي هذا المجمع تجوب السيارات شبكة من الأنفاق المضاءة، وفوقه على الأرض تنتشر دوريات الحرس الشخصي على مساحة ستة كيلومترات من الحدائق الغناء.

وكانت عائلة القذافي محجوبة عن العالم الخارجي بحوائط من الخرسانة المسلحة على أسطحها أسلاك شائكة، ووحدات من الحرس المسلح. وفي أغسطس ‬2011، بعد سقوط نظام القذافي، تعرض المجمع للسلب والنهب، ومن بين الأشياء المنهوبة بنادق رشاشة مطلية بالفضة، وحلل حريرية مصممة في باريس، وأحذية إيطالية غالية الثمن.

ويجري الآن العمل على تحويله إلى مكان ترفيه عائلي بعد التخلص من الحطام، كما تقول وزيرة السياحة الليبية، إكرام باشا إمام، حيث أصبح باب العزيزية نقطة سوداء في العاصمة طرابلس، ومصدر اهتمام للأهالي.

هذا المجمع أنشأه الملك إدريس السنوسي، الذي انقلب عليه القذافي في الـ‬69 من القرن الماضي، هذا المجمع، الذي كان يضم في جزء منه ثكنات الجنود، وفي الجزء الآخر سكناً رئاسياً، تم تطويره وتقويته من قبل مقاولين أوروبيين في ثمانينات القرن الماضي.

ويرتبط سكن عائلة القذافي تحت الأرض بشبكة من الأنفاق وشبكة اتصالات، وطرق تحتية مكلفة للغاية، حيث كان القذافي يستخدم سيارات خاصة لقطع المسافة بين الأماكن المختلفة على الشبكة تحت الأرض.

وكثيراً ما يفضل القذافي أن يترك عالمه المترف هذا ويظهر فوق الأرض لينصب خيمة بدوية مكيفة الهواء على الحدائق الموجودة على السطح. وكانت المقاتلات الأميركية هاجمت باب العزيزية عام ‬1983، رداً على تفجير عملاء القذافي ملهى ليلياً أميركياً في برلين. وتعرض باب العزيزية أيضا لضربات متكررة من قبل قوات حلف شمال الاطلسي (ناتو)، التي تدخلت لصالح الثوار الليبيين، وتأثرت الأنفاق تأثيراً بالغاً.

وفي ‬23 أغسطس عندما اقتحم الثوار أبواب المجمع ليستولوا عليه. وتقول وزيرة السياحة إن ثماني شركات خاصة تم التعاقد معها لبناء المجمع الجديد.

تويتر