العائلات السياسية تثير جدلاً في أميركا وبريطانيا

في الوقت الذي بدأت فيه عائلة كلينتون التعبئة من أجل ترشيح وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، لمنصب رئيس الولايات المتحدة، فاجأت ابنتها شيلسي الرأي العام بدخولها السياسة الأسبوع الماضي، من خلال انخراطها في مؤسسة والدها الخيرية.

وقالت شيلسي انها تعتزم اتباع خطوات والدها بيل كلينتون، في تقديم المساعدات الصحية داخل الولايات المتحدة وخارجها، إلا نشاطها تعدى الحدود الإنسانية إذ التقت بعدد من الناشطين والمعارضين السياسيين أثناء جولتها في شرق آسيا، بما في ذلك المعارضة البورمية أنغ سان سوكي.

ويذكر أن تشيلسي، ‬33 عاماً، نادراً ما كانت تظهر أو يسمع عن قيامها بأي دور في واشنطن، لكن صوتها بدأ يعلو في السنوات الأخيرة، اذ أسهمت في الحملة الانتخابية التي قادتها والدتها في الانتخابات المنصرمة، وهي الآن مراسلة خاصة لإحدى القنوات التلفزيونية الشهيرة، وأخيراً عبرت تشيلسي، في لقاء شعبي، عن تأييدها لعمدة نيويورك وحاكم الولاية، في إشارة إلى دخول رقم جديد في اللعبة السياسية.

وينتقد بعض المراقبين احتكار السياسة من قبل عائلات معينة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان حقبة العائلات السياسية التي تتصدرها آل كينيدي، إذ واصلت البقاء في الواجهة السياسية على مدى ‬64 عاماً. أما عائلة بوش فيبدو أن طموحها انتهى عند جاب بوش حاكم فلوريدا، إذ لا تعتزم العائلة ترشيحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستجرى بعد نحو أربع سنوات. وفي حال ترشحت تشيلسي لأي من الانتخابات المقبلة، فسيكون ذلك بداية حقبة مهمة تتمتع فيها النساء بنفوذ كبير. ولقيت تحركات شيلسي صدى كبيراً في الأوساط الإعلامية والسياسية.

على الجانب الآخر من الأطلسي، وفي بريطانيا انتقد صحافيون وشخصيات عامة العائلات السياسية، ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأ نجم أماندا، ابنة رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر، يلوح في الأفق. إضافة إلى إد وديفيد ميليباند اللذين يعتبران أول شقيقين يجلسان في مجلس العموم بعد إدوارد وأوليفر ستانلي في الثلاثينات. وشبه بعض المعلقين البريطانيين هذه الحالة بحالة احتكار السلطة في كوريا الشمالية من قبل عائلة كيم أونغ. أما بوريس جونسون فقد غادر مجلس العموم ليصبح عمدة مدينة لندن قبل أن ينضم شقيقه جو إلى البرلمان، إلا أن بريطانيين لا يتوقعون بوريس في منصب رئيس الوزراء من دون أن يخلفه شقيقه جو في منصب عمدة لندن.