حقيبة يدها تختزل قدراً كبيراً من أسلوبها الســياسي
تاتشر «امرأة حديـدية» في ثياب أنيقة وذوق رفيع
سيتذكر العالم رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، البارونة مارغريت تاتشر، التي توفيت الاثنين الماضي، بوصفها «سيدة حديدية» صعبة المراس، إلا ان عشاق الموضة سيتذكرونها أيضا كامرأة لها أسلوبها الخاص وذوقها الرفيع في اختيار ما ترتديه أو تحمله من حقائب يدوية.
يعرف عشاق الموضة السيدة تاتشر بتنانيرها المحافظة، التي ترتديها مع مجموعة متنوعة من البلوزات الحريرية. حيث ذكرت ذات مرة «أنا دائما آمنة في تلك التنانير»، كما أنها كانت مولعة باللؤلؤ، وترتديه على شكل أقراط في الأذن، أو قلائد، أو دبابيس على صدر فساتينها.
إلا أن كمالياتها الأكثر شهرة كانت حقيبة يدها الجلدية السوداء، كان لها إصدارات كثيرة من هذه الحقائب، من بينها حقيبة «آسبري»، التي احتفظت بها 30 عاما، وبيعت بمزاد كريستي عام 2011 بقيمة 39 ألفا و800 دولار أميركي، ونظمت السيدة الحديدية المزاد بنفسها وتبرعت بالمبلغ للعديد من الجمعيات الخيرية. وتدعي بعض المصادر أن رئيسة الوزراء حملت حقيبة «أسبري» معها لحضور لقاءات رسمية عدة، في ثمانينات القرن الماضي، من بينها مقابلة مع الرئيس الأميركي السابق، رونالد ريغان، والزعيم السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف.
ويعتقد المحللون السياسيون أن تلك الحقيبة وغيرها من الكماليات، التي تظهر في الكثير من صور تاتشر، ترمز إلى مثابرتها وأسلوبها التفاوضي القوي. ويقول بعض الظرفاء إن «خلف كل سيدة حديدية حقيبة يد عظيمة»، فكل حقيبة تحملها تختزل قدرا كبيرا من أسلوبها السياسي، وتدرك تاتشر ذلك جيدا، وتستخدمه لغاياتها السياسية، لدرجة ان عبارة handbagging أصبحت تعني «التعامل الخشن» وصارت مصطلحا في قاموس «أكسفورد»، وأطلق تلك التسمية المراسل السياسي السابق لتلفزيون «بي بي سي»، جون سيرجنت، عندما تعاملت معه تاتشر وفريقها بخشونة في نوفمبر 1990 أثناء خروجها من السفارة البريطانية في باريس، بعد أن علمت أن منافسها مايكل هازلتاين حصل على 152 صوتا من حزب المحافظين، وأدركت ان نجمها السياسي قد غاب، يقول سيرجنت «كنت مقتنعا بأنها لن تقبل إجراء أي مقابلات بعد هذه الضربة الخطيرة، وعلى الرغم من ذلك انتظرتها مع فريق التصوير الخاص بي خارج السفارة البريطانية في باريس، ولم أتنبه لها عندما خرجت من السفارة، لأن الارتباط بمركز التلفزيون في لندن كان رديئا للغاية، ولم أسمع نداء فريق الـ«بي بي سي» في لندن وهم يهتفون: جون، رئيسة الوزراء وراءك»، ودفعني سكرتيرها الصحافي، بيرنارد إينغام بيده بعيدا، وصارت هذه اللحظة تعرف بلحظة handbagging وفي وقت لاحق أدركت ان 13 مليون شخص شاهدوا هذه الحادثة في تلفزيوناتهم كانوا يصرخون «إنها وراءك» وشهدت تلك اللحظة صعود نجم سيرجنت وأفول نجم تاتشر.
وتقول رواية «خرى أن عبارة handbagging ظهرت عام 1982، عندما علق أحد المحافظين بأن تاتشر لا تنظر الى أي مؤسسة بريطانية دون أن تضربها بحقيبة يدها.
ويروي سكرتيرها السياسي، جون ويتنغديل من 1989 إلى 1992، «أن تاتشر تستخدم حقائبها كدعامة وتضعها أمامها في الاجتماعات الكبيرة لتكون مرئية للجميع ولتخبرهم بأنها تعني الأعمال التجارية».
من الأخطاء الفادحة التي ارتبطت بتاتشر، ان أحد مصادر الأخبار التايوانية أورد خطأ أن «الملكة تاتشر» توفيت، اما القناة الخامسة في تايلاند، فنشرت صور الممثلة الاميركية، ميريل ستريب، التي مثلت دور تاتشر في فيلم «السيدة الحديدية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news