زعماء إفريقيا يفشلون في الحصول على جائزة قيمتها 5 ملايين دولار
موي إبراهيم صاحب الجائزة. غيتي
لم يستطع أي من الرؤساء الأفارقة الفوز للعام الثالث على التوالي بالجائزة المالية الكبيرة التي رصدها ملياردير بريطاني ـ سوداني للزعيم الإفريقي الذي يلتزم بالحرية والديمقراطية والنزاهة والشفافية، ويساعد على تماسك مجتمعه، ويوفر لشعبه الحقوق الأساسية والخدمات، ويتخلى طواعية عن منصبه، وفشلت هيئة التحكيم التي شكلها الملياردير، موي ابراهيم، السوداني المولد، البريطاني الجنسية، في العثور على الرئيس الافريقي الذي تنطبق عليه هذه المواصفات ليستحق الجائزة البالغة قيمتها خمسة ملايين دولار اميركي، والتي تم اطلاقها قبل ست سنوات.
ويعتقد البعض ان هذه الجائزة لو تم طرحها بالمعايير نفسها لرؤساء اوروبا واميركا وحتى آسيا فلن يستطيع احد منهم الفوز بها لشروطها الصعبة، فضلاً عن فشل الزعماء الدوليين في حل الازمات الكبيرة التي تواجهها الانسانية التي طرحت في مؤتمر ريو بشأن ازمة المناخ العالمي، وأيضا بشأن التجارة العالمية.
وعلى الرغم من ذلك يرى بعض المحللين ان من بين القادة الأفارقة من يحمل هذه المواصفات، إلا ان الجائزة تجاهلته لسبب او آخر، ومن بين هؤلاء الرئيس الغاني السابق، جون كوفور، والرئيس الزامبي السابق، روبيا باندا، الذي اعترف بهزيمته امام الرئيس ميكاييل ساتا العام الماضي، إلا ان سمعة هذا الزعيم تلطخت عندما حاول التستر على فساد سلفه فردريك شيلوبا.
هناك ايضا الزعيم الجنوب افريقي، ثامبو إمبيكي، الذي ادار بحنكة ازمة مرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز) في جنوب افريقيا، ويحاول الآن ان يستعيد امجاده من خلال مهامه لإرساء دعائم السلام في السودان.
في اوائل هذا الشهر قدم ابراهيم جائزة استثنائية للقس الجنوب افريقي، ديزموند توتو، بوصفه احد «الاصوات العظيمة»، المنادية بالعدالة والديمقراطية والحرية.
ويعتقد البعض ان عدم وجود فائز بالجائزة للمرة الثالثة قد يمتد لعام آخر، في ظل عدم وجود رئيس افريقي بهذه المواصفات. آخر مرة ذهبت فيها هذه الجائزة لزعيم افريقي كان عام ،2011 عندما فاز بها الرئيس السابق لكيب فيردي، بيدرو فيرنوما بايرس، الذي استطاع إنهاء عامين من الجفاف في البلاد، وأشادت الجائزة بفيرنوما لنجاحه في تحويل المستعمرة البرتغالية السابقة، التي تتكون من مجموعة من الجزر في غرب افريقيا، من دولة ذات حزب واحد الى متعددة الاحزاب، ما جعل الحياة فيها افضل مما كانت عليها الحال من قبل.
عانت هذه الجائزة منذ اطلاقها الكثير من الصعوبات، حيث تشترط في الرئيس المرشح ان يتخلى عن منصبه طواعية بعد نجاحه في تحسين الوضع في بلاده، فبعد الجائزة التشريفية التي تم منحها للزعيم الافريقي، نيلسون مانديلا عام ،2006 وجائزتين أخريين للزعيمين البتسواني، فيستوس موغاي، والموزمبيقي، جواكيم شيسانو، كافحت المؤسسة من اجل الحصول على مرشح يحمل المواصفات التي رصدتها.
ويقول ابراهيم ان الجائزة تهدف الى تحفيز الزعماء الافارقة الشباب لإنهاء عهد «الرجل القوي» الذي يموت في منصبه، فالجميع يعرف الكثير عن زعماء افارقة مثل روبرت موغابي، لكنهم لا يعلمون شيئا عن زعماء افارقة يتحلون بالنزاهة، اذن فالجائزة تعمل على رسم صورة للجانب الجيد من افريقيا، ولهذا فإن «إفريقيا ليست بالضرورة ان تكون دائما المكان الموحش».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news