البيت الأبيض أشعـــل الشيب في رؤوس 4 رؤســـاء أميركيين

يعتقد كثير من المحللين أن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين: بيل كلينتون، وجورج بوش، وباراك اوباما، قد إشتعل الشيب في رؤوسهم بسبب الهجمات الإرهابية في الـ،11 من سبتمبر، والأزمة الاقتصادية، وإعادة الانتخاب. وبغض النظر عن الحزب الذي ينتمون اليه او أي احداث شهدوها، فإن رؤوس هؤلاء القادة اشتعلت شيبا خلال فترة رئاستهم. يعزو بعضهم ذلك الى الأزمات، اما الآخرون فينسبون السبب الى ان الرؤساء الاميركيين يدخلون البيت الابيض وهم في سن الـ40 او الـ50 عاماً، وهو الوقت الذي تبدأ فيه الخلايا الجذعية المسؤولة عن اللون الاسود في التناقص، وان بعض الشيب الظاهر للعيان جاء بسبب التقدم في السن، إلا ان العلماء يقولون ايضا ان هذه الخلايا الجذعية حساسة وتتأثر بالعوامل النفسية.

عندما سأله احد الصحافيين في احد المؤتمرات الصحافية عن الشيب الذي يعلو رأسه بسرعة، أرجع الرئيس الاميركي، باراك اوباما، السبب الى الجينات المسؤولة عن اللون الأسود في شعره بدلاً من الضغوط التي يعانيها خلال ادائه وظيفته، وعقب على ذلك قائلاً «صار رأس جدي اشيب عندما بلغ الـ29 من عمره». وفي مناسبة اخرى رد اوباما مازحاً على سؤال مماثل «إنكم تعتقدون أن شعري صار اشيب لانني اصبحت رئيساً، كلا بل السبب هو ان بناتي بلغن مبلغ النساء». ويقول علماء الاحياء ان عبارة اوباما قد تكون صحيحة، لان الوراثة هي العامل الطاغي الذي يسيطر على عملية الشعر الاشيب، حيث تشير بعض الدراسات الى ان الشيب يبدأ في الظهور في الجنس الابيض اعتبار من منتصف الثلاثينات، وعند الآسيويين في اواخر الثلاثينات، أما الافارقة ففي منتصف الاربعينات (اوباما من والدة بيضاء وأب اسود، بدأ يظهر الشيب على رأسه في الأربعينات من عمره).

وبما ان الحديث عن الشعر الابيض، ما يعني التقدم في السن، فقد اثبتت بعض الدراسات ان الرؤساء يعيشون عمراً اطول من غيرهم من مواطنيهم، عكس ما هو متوقع في مثل ظروفهم، وفقا لأحد البحوث التي اجرتها مجلة الجمعية الاميركية الطبية، حيث يقول المؤلف، إس جي اولشانسكي «تعلمنا من الحكمة التقليدية، وليس التحليل العلمي، ان الرئاسة تؤثر في الرئيس وتجعله يشيخ اكثر من غيره من مواطنيه ويموت سريعاً، إلا ان الدلائل العلمية تشير إلى خلاف ذلك».

ويقول المؤلف انه لم يكن بصدد البحث في اعمار الرؤساء الاميركيين الى ان زار اوباما مدينة شيكاغو للاحتفال بعيد ميلاده الـ،50 وبدأ الناس يتحدثون عن انتشار الشيب في رأسه بسرعة، حتى ان احد المعلقين ذكر أن أي رئيس يتسارع عمره ضعفين خلال وجوده في الرئاسة.

ويشير الباحث الى ان هناك علاقة ايجابية وثيقة بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي الراقي الذي يتمتع به الرئيس والخدمات الصحية التي ينعم بها وبين طول العمر. إلا ان الحقيقة الماثلة للعيان هي ان 23 رئيساً اميركياً من بين 34 عاشوا مدداً اطول مما كان متوقعاً لهم.