خصوم ساركوزي يبدأون محاربته قضائياً بعد هزيمته

غلاف الكتاب. أرشيفية

ما إن خرج الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من الحكم حتى بدأت جهات رسمية في تحريك قضايا ضده تمهيداً لمحاكمته على المخالفات التي ارتكبها في الماضي، بعد أن رفعت الحصانة عنه. وإضافة إلى المسائل القانونية، تتهيأ دور النشر لإطلاق كتاب جديد يتناول جوانب من حياة الرئيس الذي أثار جدلاً حول العديد من القضايا. وتروي الوزيرة السابقة روزلين باشلو في كتاب جديد تفاصيل عن زيارات ساركوزي إلى دول صديقة، على رأسها ألمانيا. وشارك ساركوزي الوزيرة التي كانت ترافقه تعليقات ساخرة حول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتقول المسؤولة السابقة، «خلال إحدى رحلاتنا الرسمية أسر لي (ساركوزي) مازحاً ما جرى في كواليس لقائه مع ميركل، قائلاً «أتعلمين أن أنجيلا إنسانة رائعة، عندما يعجبها فيلم تبعثه لي، فضلاً عن ذلك، إنها ترتدي تلك السترات، لكنها ليست قبيحة». وتروي باشلو أن ساركوزي قال لها إن ميركل تفضل تناول الأكل في غرفة الطعام، لأن هناك الكثير من الطعام، كما أنها تدعوه لشرب الخمر رغم أنها تعلم أنه لا يتناول الكحول.

وفي ما يخص تنقلات ساركوزي تقول باشلو، إن الرئيس السابق كان يحتكر الحديث ولا يترك أحداً يتكلم ليبدي رأيه، وكان الحاضرون يحملون في أيديهم أسئلة ولكن لا يجدون وقتاً لإلقائها على ساركوزي، حسب مؤلفة الكتاب. وخلال خمس سنوات -فترة رئاسة ساركوزي - تحولت تنقلات هذا الأخير إلى مجرد لقاءات عقيمة لا مجال للعفوية فيها، حسب الوزيرة السابقة. وفي ما يخص أعضاء الحكومة السابقين، تروي باشلو، أن ساركوزي فرض سياسة حكومية خاطئة وبالتالي فقد «أطلق رصاصة على قدمه، ووضع الوزراء الأوفياء له وغير الأوفياء في حالة الفشل».

وتضيف ان المرشح عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية همش وزراءه أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة كأنهم يعانون من «طاعون قام هو نفسه بالتلقيح ضده». وتضيف باشلو، «الآن أفهم بشكل أفضل ما لمسني كثيراً، فقد أظهر وجهه الحقيقي الذي كان قد تلاشى تدريجيا منذ عام .2007 عاد أخيراً نيكولا ساركوزي.

في وقت مضى، كان يدعو لفرنسا منفتحة ومتنوعة، من أجل إسلام فرنسي وتمييز إيجابي، إلا أنه أخفق في تجسيد هذه المبادئ على أرض الواقع».

وتعتقد المسؤولة السابقة، أن «السياسة سم عنيف، وأن عدداً من رجال السياسة في بلادها لا يتركون السياسة إلا بعد إخفاقات كبيرة. أما هي فلا تريد أن تلقى هذه النهاية بل تفضل أن تخرج من السياسة بكرامة.

يذكر أن باشلو لم تترشح في دائرتها خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، إلا أنها ستظل في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية من أجل دعم رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون لزعامة الحزب خلفا لساركوزي.

وفي سياق آخر، رفعت عائلتان فرنسيتان لضحايا هجوم كراتشي الذي قتل فيه 11 موظفاً فرنسياً، أول دعوى قضائية بحق ساركوزي تتهمه بانتهاك سرية التحقيق في القضية، وذلك بعد انتهاء حصانته الرئاسية. وبات بالإمكان ملاحقة ساركوزي قضائياً بعد مرور شهر على تسليمه مهامه الرئاسية.

تويتر