نظراؤهم الأميركيون والبريطانيون يفضلـون المال والأعمال الحرة
رؤسـاء فـرنسا مــدمنو سياسة حتـى بـعـد انتـهــــاء ولايتهم
خلافاً للزعماء في بريطانيا وأميركا، يفضل الرؤساء الفرنسيون الاستمرار في العمل السياسي بشكل أو بآخر بعد انتهاء عهدهم، في الوقت الذي يتساءل الفرنسيون عن نوايا الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، الذي شوهد وهو يمارس الرياضة أثناء إجازة يقضيها بعيداً عن الأضواء، عقب تسليمه مقاليد الحكم لخلفه فرانسوا هولاند. ونصح مقربون الأخير بالعمل في ما يهم المصلحة العامة، إن كان يريد العودة إلى السلطة، وتوخي الحذر في حال قرر دخول عالم الأعمال، وأن يستفيد من تجربة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي جنى أموالاً طائلة من وراء المحاضرات التي ألقاها والاستشارات التي قدمها. وفي السياق ذاته أنشئت «جمعية أصدقاء ساركوزي» من قبل أقطاب في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي أنشأه ساركوزي قبل سنوات، تحسباً لعودة محتملة لهذا الأخير للسياسة في يوم ما. وظل الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان يخوض في السياسة، الذي قال إنه من الصعب أن يدع ماضيه جانباً ويقضي بقية عمره بين منزله وأماكن الاستجمام. أما الرئيس السابق جاك شيراك فيقول في مذكراته، إنه فكر ملياً في تخليه عن شغل مسؤوليات سياسية بعد أن قضى أكثر من 40 عاماً في السياسة. وأضاف أنه لم يكن مهيأ تماما للتخلي على السياسة، كأنها باتت تجري في عروقه كما يسري الدم. والواقع ان قلة هم الزعماء الذين يستعدون للرحيل عن السلطة أو يولون اهتماماً لمن سيخلفهم وتنظيم عملية انتقال السلطة، لأن ذلك يعني إلقاء السلاح قبل انتهاء المهمة. ويستعيد جيسكار ديستان ذكريات خسارته في انتخابات ،1981 بكثير من الألم والحزن، وبعد 30 عاماً من ذلك، تمر عليه ذكرى 10 من مايو (يوم تنصيب الرئيس الجديد) لتذكره بمرارة الهزيمة، وتركه منصبه لمصلحة فرانسوا متران، وفي ما يتعلق بالوعود التي قطعها شيراك عندما ترك الحكومة في ،1976 بأنه لن يعود للسياسة أبداً وأنه كان يفكر في إقامة مشروعات خاصة، يقول أحد أصدقائه إن الوعود السياسية لا تلزم إلا من يصدقها. يذكر أن شيراك صرح في 1976 قائلاً: «على كل حال هناك شيء أكيد، لن تسمعوا بي مجدداً ولا أرغب في أن تكون لي أي علاقة بالسياسة». ويقول جان لويس دبري الذي يترأس المجلس الدستوري حالياً، إنه سمع شيراك يقول لأحد أصدقائه في 1994 «إذا خسرت في الانتخابات فسوف نفتح وكالة سفريات، أنت ترأسها وأنا أسافر».
في المقابل اعتزل الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون السياسة عقب انتهاء ولايته الثانية وتفرغ لكتابة مذكراته التي حملت عنوان «حياتي» التي حققت أعلى المبيعات، في حين جنى بلير الكثير من مذكراته التي طبع منها مئات الآلاف من النسخ. أما الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر فقد تفرغ للعمل الخيري والسعي لحل مشكلات العالم، وصنفته مجلة «تايم» بأنه أفضل رئيس سابق في أميركا. ويعد كلينتون من أكثر الرؤساء الأميركيين تحصيلاً للمال، فقد وصل دخله إلى 109 ملايين بين 2001 و.2007
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news