أحمد آدم يسخر من احتمالات وضع الفنانين في أقفاص

نشطاء: حبس عـادل إمام نهاية خفة الظل المـصرية

عادل إمام في لقطة من أحد أفلامه مع الفنانة ميرفت أمين. أ.ف.ب

تخوف ناشطون وممثلون وقطاعات في الشارع المصري من حكم قضائي صدر بحبس الفنان عادل امام، بعد دعوى ازدراء اديان رفعها محامٍ، معتبراً انتقادات من يراهم إمام «متشددين»، في اطار كوميدي، هو هجوم على الدين ذاته، وفيما شدد هولاء على عدم وجود تعارض بين الفن والدين، حذروا من ان يكون هذا الحكم بداية هجمة واسعة باسم الدين ضد الفن والفنانين.

وقال بيان تضامني من أحباء عادل امام نشر على الـ«فيس بوك»، «ان على الفنان الكبير القيام بتمثيل مسرحيات سوداء تبكي مشاهديها بدلا من محاولاته العابسة لإضحاك الناس وإدخال السعادة والسرور إلى قلوبهم»، كما طالبته بيانات اخرى «بارتداء جلباب قصير كي يرضى (المتشددون)»، وتوالت المطالبات الساخرة لاهل الفن بالتوبة وإغلاق المسارح ودور السينما والاستديوهات باعتبارها رجساً من عمل الشيطان، واعتبر الناشط في حركة 6 ابريل حسن الشوركي، ان هناك اجندة خفية لثوار يناير، وقال لـ«الإمارات اليوم» ساخراً: «ان من اهداف الثورة السرية القبض على جميع الفنانين والمبدعين واعتقالهم، اضافة الى نبش قبور المبدعين الموتى، واخراج جثثهم من مصر». وكان الحكم بتأييد حبس الفنان عادل إمام ثلاثة أشهر وكفالة 100 جنيه بتهمة ازدراء الأديان عن اعمال سينمائية ومسرحية، قد اثار موجة من الغضب في اوساط الفنانين والمثقفين والنشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا الحكم بداية لإطلاق ثقافة معينة على كل المصريين.

وقال الناقد الفني، طارق الشناوي، إن مصر اكبر من ان يحكمها ويديرها تيار واحد وبلون واحد، مؤكدا لـ«الإمارات اليوم»، «ان الحكم اظهر وعي وثقافة المصريين بمختلف فئاتهم، ووقوفهم مع حرية الابداع، وعدم التضييق على عمل الفنان»، وقال «ان الاستسلام لهذه الحالة سيكون بداية للتسليم بالتضييق على حرية الناس في التظاهر والاعتصام، لانه سيخرج من يقول غدا إنها خروج على الحاكم»، مطالبا النقابات الفنية والمثقفين بإظهار تضامنهم مع الفنان عادل امام قبل فوات الاوان.

وتوافد، امس، إلى مقر محكمة شمال الجيزة مئات الفنانين، على رأسهم نبيل الخلفاوي، وجيهان فاضل، وعدد من شباب الممثلين والنشطاء السياسيين، تضامنا مع الفنان عادل إمام فى القضية التي صدر فيها حكم ضده بالحبس ثلاثة أشهر بتهمة ازدراء الأديان. وأكد الفنانون أن الحكم اعتداء على حرية الإنسان في التعبير، وأعلنوا تضامنهم ومساندتهم لعادل إمام، وحمل الفنانون شعار «لا لمحاكم التفتيش، لا لطيور الظلام، لا لمحاكمة المبدعين».

وسخر الفنان الكوميدي احمد آدم، من عقاب الفنان على عمله، وقال «يبدو ان الاخوة قرروا وضعنا في اقفاص». وقال لـ«الإمارات اليوم»، «ان قيمة الفن ان يكون بلا سقف سوى، ارادة الجمهور وقناعة الناس»، موضحا «ان كل انسان حر في ان يشاهد ما يشاء من انواع الفنون او يغلق تلفزيونه»، مؤكدا «ان من اقاموا الدعوى ضد عادل امام يرفضون دخول التلفزيون إلى بيوتهم، ولا يشاهدون عادل امام او محمد هنيدي، فلماذا يحرمون على الناس متعة الضحك والسعادة؟». وقال آدم «ان الفنان يعكس حالة من مجتمعه، وعادل امام هاجم في (الارهابي) و(الارهاب والكباب) و(طيور الظلام) الذين يستخدمون العنف ويقتلون الابرياء ولم يهاجم الدين».

وأصدرت النقابات الفنية بيانات أكدت فيها تضامنها الكامل معه، وأكدت خلالها أن الحكم يشكل سابقة خطيرة قد تفتح الباب أمام أحكام أخرى مماثلة لفنانين ومبدعين. وفي بيانها أكدت جبهة الإبداع المصري إيمانها بعدم التعارض بين الفن والدين، و«أن الفنان عموماً والمصري خصوصاً، كان ولايزال جزءًا لا يتجزء من ضمير الوطن، وأن الحكم على الأعمال الإبداعية يجب أن يتم من قبل أهل التخصص، بعد أن تتم الإحاطة بكل مكوناتها».

كما نددت منظمة العفو الدولية، بالحكم على الفنان عادل إمام، وقالت المنظمة إن هذا القرار يوجه رسالة مفادها أن البلد لم تقطع مع إرث عهد الرئيس السابق حسني مبارك، في مجال حرية التعبير. وأكدت المنظمة في بيان «أن عادل إمام والمخرجين الخمسة للأفلام التي مثل فيها، يجب ألا يعاقبوا لتعبيرهم عن الرأي بشكل سلمي».

وقال المخرج وعضو جبهة الإبداع المصري أمير رمسيس، «إن هذا الحكم يعد أعجب لنا من قضايا فيلم (الأفوكاتو)، الذي قام ببطولته عادل إمام ذاته، لأن الممثل أداة يوظفها مخرج ومؤلف، والتمثيل هو أن تكون طوع خيال المؤلف والممثل». وتساءل رمسيس، «أي تهمة تلك يمكن أن تلصقها بشخص لأنه حمل فكرة أو قال كلمة، ألا يعرف أحدهم أن الدستور يكفل حرية الرأي والتعبير»، وتابع «اذا نظرنا للدين الإسلامي فسنجده يترك للبشر حرية الإيمان أو الكفر حتى، إلى هذا وصلت سماحة الدين الإسلامي، وإلى هذا وصل تشدد من يحكمون باسمه».

وكان نشطاء قد طالبوا عادل امام على الـ«فيس بوك» بتمثيل فيلم جديد بعنوان «المطارد»، يحكي قصة مجموعات من العالم الآخر تطارد كل من يضحك او يبتسم او يقول نكتة، معلنة ان زمن خفة الدم المصرية قد انتهى بالحكم على عادل امام بالسجن.

تويتر