أسماء الأسد.. زوجة مخلصة وكنّة غير محبوبة
تبدو قصة كيفية زواج أسماء الأخرس، ابنة الطبيب "الحمصي" من أحد أفراد عائلة الأسد "اللاذقانية" أمراً مقصوداً، ربما لأهداف سياسية.
عريس الغفلة
لم يتحدث بشار الأسد يوماً عن كيفية تعرفه إلى أسماء، إلا أن بعض السوريين المقيمين في بريطانيا يذكرون أن هذا التعارف تم خلال وجوده في لندن بين الأعوام 1992- 1994، خلال معرفته بوالدها الدكتور فواز الذي تردد أنه عمل وإياه في مستشفى واحد لفترة معينة.
وأمضت أسماء التي تعرف لدى أصدقائها البريطانيين باسم "إيما" سنواتها الخمس والعشرين الأولى في "نورث اكتون" والتحقت بمدرسة "كوينز كوليدغ" للفتيات ودرست علوم الكمبيوتر في الكلية الملكية بلندن.
وكانت نجمة صاعدة في بنك "جيه.بي مورغان"، عندما قابلت بشار الذي درس طب العيون في لندن، لكن أعيد إلى بلاده لإعداده لتولي الرئاسة بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل في حادث سير، عام 1994.
وقالت أسماء لمجلة فوغ الشهيرة، "كنت جادة دائماً في العمل، وفجأة بدأت في أخذ عطلات في نهاية الأسبوع أو الاختفاء، ولم يستطع الناس تفسير ذلك. ماذا أقول لهم.. (هل أقول) أواعد نجل رئيس؟".
وتزوج الاثنان في عام 2000، وكانت حياتهما بعد ذلك مليئة بالتألق. وتناولا العشاء ذات يوم مع انجيلينا جولي وبراد بيت في سورية. وذكرت مجلة فوغ، أن بشار قال مازحاً "أراد براد بيت إرسال حراسه الأمنيين إلى هنا للحصول على بعض التدريبات".
كنّة غير محبوبة
ويظهر الزوجان (بشار وأسماء) في صورة، وهما يلعبان مع أطفالهما واللعب متناثرة على السجادة. لكن عائلة الأسد لم تحب أسماء، لأسباب عدة، من بينها "أصولها".وقالت جايا سيرفاديو، الكاتبة والمؤرخة، والتي أمضت وقتاً مع عائلة الأسد في سورية قبل الثورة لرويترز في لندن، "من المؤكد أن عائلة الأسد لا تحبها .. وهذا بعبارة مهذبة ... كانت تحت المراقبة باستمرار، ..هاتفها، كانت شديدة الحذر."
وأضافت "كانوا يصرخون في وجهها. كم هو غريب صراحة أن تعامل إمرأة اختيرت لتكون زوجة الرئيس وهو حاكم مطلق بهذه الطريقة." وتابعت "كان الأمر يشبه سلطة من العصور الوسطى .. أمراء حرب .. وأحد ضد الآخر."
زوجة داعمة
وقبل بدء الثورة عام 2011، كانت هناك آمال في إمكانية حدوث تغيير في سورية. ورأى السوريون اختياره لزوجته دليلاً على أن الأوضاع توشك أن تتغير. وأعطت رسائل إلكترونية سربتها المعارضة السورية، لمحة تقشعر لها الأبدان لأسلوب حياة الترف الذي يتمتع به الزوجان حتى في الوقت الذي تقصف فيه قوات الأسد معاقل المعارضة. وفي إحدى الرسائل الإلكترونية يستخف الأسد بالإصلاحات التي طرحها ويصفها بأنها "هراء".
وكتبت أسماء فيما يبدو رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت فيها لزوجها "ان كنا قويين معا فسنتجاوز هذه المحنة معاً...أحبك."
ومع انتشار الثورة، بدأت أسماء تتوارى تدريجياً عن الأنظار، لكنها كسرت صمتها في فبراير الماضي، قائلة في بيان، إن الرئيس هو رئيس لسورية وليس لفصيل من السوريين وإنها تدعمه في ذلك الدور.
وفي مقابلة أجرتها معها شبكة "سي.إن.إن" عام 2009، بدت أسماء عصبية، وقالت "الوقت ينفد. نعمل ضد عقارب الساعة. أصيب ثلاثة آلاف وثلاثمئة شخص. والأكثر من ذلك شرد 22 ألف شخص من منازلهم... إنه القرن الحادي والعشرين. أين يمكن حدوث ذلك في أي مكان بالعالم؟".
وكانت أسماء تتحدث عن عدوان إسرائيلي على غزة في ذلك الوقت. ويعتقد البعض أن أسماء أداة دعائية لعائلة الأسد وغير قادرة على التحدث أو الهرب.
وقالت سيرفاديو "إنها أسيرة فعلياً... سأتهمه (الأسد) بكل تأكيد بأنه جبان ...أعتقد انه دمية. "بالنسبة لها (العائلة) من الرائع ان يكون لديها كبش فداء.. هذان الشخصان على القمة اللذان ينالان كل الكراهية".
وبالنسبة للمواطنين السوريين العاديين، فإن أسماء الأسد أصبحت الآن شخصية مكروهة. وقال شخص يدعى فواز شارك في اجتماع لجمع الأموال للمعارضة في لندن "لقد سرقوا الأموال السورية، وتبعثرها (أسماء) هنا في لندن."
وأضاف "هي ووالدها شريكان في هذه الجريمة. لم يتعلما شيئاً من الديمقراطية هنا في المملكة المتحدة."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news