بوش لم يهزّه إعصار كاترينا.. وبلير تجاهل موجات «تسونامي»
سياسيون يواصلون إجازاتهم السنوية رغم مفاجآت الأحداث
ليونيد بريجينيف. غيتي
بسبب الأزمات الساخنة غالبا ما يضطر كثير من قادة الدول والسياسيين إلى قطع إجازاتهم الخاصة، لكن هل يتصرف كل السياسيون بالوتيرة ذاتها؟ وكيف يتعامل الفريق الثاني مع الأحداث؟ وما خلفيات قراراتهم بإكمال الإجازة؟
يعد الصيف الموسم المفضل لإجازات السياسيين، وبالتالي الأكثر إثارة لاستيائهم أو غضبهم، بسبب اضطرارهم لقطع تلك الإجازات بسبب أزمة أو حدث طارئ، ويلقي الناس عادة باللوم على وسائل الاعلام، لما تقوم به من دور ضاغط في دفع السياسيين الى التخلي عن استكمال اجازاتهم، فقد اضطرت أحداث الشغب الأخيرة في بريطانيا وزيرة الداخلية تيريزا ماي، إلى قطع إجازتها الصيفية. كما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اضطر، أخيرا، إلى إلغاء اجازته الأسبوعية مرتين، بسبب انهماكه في المناقشات الصعبة مع الكونغرس، للتوصل الى اتفاق مع خصومه الجمهوريين حول قضية الديون والعجز في الميزانية، كما وجد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني نفسه مضطرا إلى إلغاء اجازته في اغسطس من العام الماضي، للتعامل مع الأزمة الناجمة عن تورط وزيرين ومسؤول كبير بالخزانة في قضايا فساد.
لكن في طرف مقابل، لم تدمر كارثة إعصار كاترينا الذي اجتاح لويزيانا عام ،2006 إجازة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، الذي كان يقضيها في تكساس، واكتفى بالتحليق بطائرة الرئاسة «ايرفورس ون A» فوق مناطق لويزيانا المنكوبة وهو يردد «إنها كارثة مدمرة»، كما ان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير رفض قطع أو إلغاء اجازته التي كان يقضيها في مصر بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، إثر تلقيه انباء كارثة زلزال وموجات «تسونامي»، التي ضربت السواحل الجنوبية لقارة آسيا في ديسمبر ،2004 رغم الدعوات والمطالبات المتكررة له بالعودة الى لندن. في وقت قطع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومعظم اعضاء حكومته إجازاتهم في الصيف الماضي، للتعاطي مع تطورات فاقمت الأزمة الاقتصادية، إذ اجتمعوا لوضع خطة لتقليـص العجز في الميزانية الفرنسية.
وإذا عدنا قليلا بضعة عقود الى الوراء، لوجدنا ان رئيس الوزراء البريطاني العمالي السابق هارولد ويلسون لم يكن بعيدا عن اية ازمة طارئة أو غير طارئة حتى اثناء قيامه بإجازة شخصية، لكنه اختار عام 1965 قطع اجازته للتعامل عن كثب مع إضرابات عمالية في صناعة السيارات، ألحقت أضرارا ملموسة بالاقتصاد، ما زاد من شعبيته.
وفي عام ،1978 لم يقطع أمين عام الحزب رئيس الوزراء ورئيس الدولة ليونيد بريجينيف وزملاؤه في المكتب السياسي إجازاتهم، رغم وفاة رجل الدولة والحزب في الاتحاد السوفييتي ثيودور كولاكوف، إذ كان كثير منهم يفضل البقاء بعيدا عن تطور الأحداث بعد رحيل كولاكوف، تحسبا لمؤامرة كان يتردد أن رئيس جهاز المخابرات «كي جي بي »، يدبرها في الخفاء، ما جعلهم يؤثرون السلامة بالبقاء بعيدا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news