تنظر بطموح إلى الكرملين
فالنتيـنـا ماتفينكـو..«تاتشر» روسية في مواجهة ميدفيـــدف وبوتين
ماتفينكو طموحة.. ولكن تحت جناح بوتين. غيتي
ثمة تساؤلات كثيرة بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة في روسيا التي تتعلق بإمكانية ترشح الرئيس الحالي ميدفيدف نفسه لفترة رئاسية ثانية او ترشيح رئيس الحكومة الحالي فلاديمير بوتين نفسه للرئاسة من جديد. ولكن الامر المؤكد ان الرجلان لن يتنافسا امام بعضهما بعضاً، وانما سيكون هناك مرشحة ثالثة هي فالنتينا ماتفينكو، التي يمكن ان تمنح روسيا تاتشر او ميركل الروسية. وهي الآن في منصب حاكم بطرسبورغ. وخلال السنوات السبع الماضية كانت ماتفينكو، (61 عاما)، هي الرئيس التنفيذي الفعلي في المدينة، ما ادى الى تغير المدينة نحو الافضل.
وأدى استثمار الحكومة المركزية مبالغ كبيرة في المدينة الى تحسين وضعها خلال التحضير للذكرى المئوية الثالثة لتأسيسها وذلك في عام .2003 ولكن التغيير الحقيقي حدث عندما تم تشييد مشروعات سكينة وتجارية ضخمة فيها، والامر الاكثر جلاء هو تغير أمزجة سكان المدينة. وللمرة الاولى منذ ثلاثة عقود يبدو سكان بطرسبورغ واثقين بأنفسهم وراضين عن حياتهم.
وبدت الحاكمة في مقابلة أجريت معها اكثر ثقة بالنفس من سكان المدينة، كما أنها اكثر بعداً عن الزي السوفييتي واكثر عصرية مما كانت عليه قبل خمس سنوات عندما ظهرت في برنامج مماثل. وحتى ان مظهر الحاكمة كان مختلفا بعد تغيير في تسريحة شعرها وفقدانها بعض وزنها، وزيادة عفويتها، وفوق كل ذلك النفس القيادي الجديد الذي تتحدث به. وشقت ماتفينكو طريقها بقوة في المجال السياسي فبعد ان كانت قائدة الشبيبة الشيوعية تحولت الى احد المقربين من آخر رئيس للاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، ومن ثم اصبحت دبلوماسية وبعد ذلك نائبة وزير ومن ثم حاكمة لمدينة بطرسبورغ التي تعتبر العاصمة الثانية لروسيا، رغم انها ولدت وترعرت في اوكرانيا وهي عالمة في الكيمياء الطبيعية.
ولم تكن روسيا من قبل متحمسة لدخول النساء الى معترك السياسة، وحتى في أيام الاتحاد السوفييتي عندما كانت النساء تقود الجرارات، ورغم تباهي الحزب الشيوعي بالحقوق المتساوية بين الجنسين، فإن وجود النساء في المؤسسات الاساسية كان بشكل رمزي وليس أساسيا. وتعترف السيدة ماتفينكو بهذه المشكلة وتتحدث كيف ان خصومها غطوا شوارع المدينة باللافتات التي تقول ان «منصب حاكم المدينة ليس لامرأة»، وذلك قبل ان يتم انتخابها. ولكنها تقول إنها تعارض الطريقة الاسكندنافية في توزيع المناصب بين النساء والرجال، وتقول على النساء ان يتعلمن حتى يصبحن قادرات على منافسة الرجل.
وتحدثت الحاكمة عن تأييدها لبرج نورمان فوستر الذي تنوي شركة غازبروم بناءه في المدينة، ولكنها كانت متوازنة فقد أبدت تفهمها لمعارضة جماعات البيئة. وتحدثت عن الوضع السكاني في المدينة وكيف ان معدل الولادات ارتفع بسرعة خلال السنتين الماضيتين، بعد أن انخفض كثيراً في التسعينات، وان الناس انتقلوا الى مدن روسية أخرى مثل موسكو من اجل مستوى معيشة أفضل. وتعتبر ماتفينكو من السياسيين القليلين في روسيا الذين يعالجون الفساد، وهي تبث معظم اجتماعات مجلس المدينة بصورة حية على الانترنت، إضافة إلى المزادات المتعلقة بالأراضي التي سيتم تشييد المباني عليها. وبغض النظر عن كفاءتها الإدارية في الحكم عندما تتحدث فإن حماسها غير محدود لمدينتها .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news