قميص رئيس وزراء اليابان يقلّص شعبيته

عندما فتح رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما ابواب منزله لاستضافة افراد عاديين من الشعب الياباني لحضور حفلات شواء على الطريقة اليابانية أو ما يطلق عليه «مقهى هاتو الحقيقي»، كان يتوقع ان يكسبه مثل هذا العمل مزيداً من القبول لدى الناخب الياباني، لكن بدلاً من ذلك تراجعت شعبيته 24٪ في آخر استفتاء نظمته صحيفة «يوميوري شمبيون» بسبب قميص كان يرتديه لم يعجب كثيراً من أفراد الشعب الياباني.

ويقول منتقدوه إن هاتوياما كان يرتدي قميصا تعود موضته إلى عهد الثمانينات من القرن الماضي، حيث يتكون من ألوان الاحمر والاخضر والبني والازرق. ويعتقد ناقد خطوط الموضة دون كونيشي ان ما يلبسه يعتبر جريمة، وصرح بتلك العبارات عبر وسائل الاعلام المختلفة، ويشير كونيشي إلى ان ذلك يعني ان افكار وفلسفة رئيس الوزراء قديمة تعود الى ذلك العهد، وان «اليابان تواجه ازمات كبيرة ولن نستطيع ان نواجهها برئيس وزراء مثل هذا». ويضيف كونيشي «ألم يستطع احدهم ان يمنع هذا الرجل من ارتداء ملابس مثل هذه؟ أليس له اسلوبه وذوقه الخاص؟» ويرى ان «هذا القميص سيضع نهاية للحزب الديمقراطي الياباني الحاكم».

ويقول موقع قناة «سي.سي.ان». الامر لم يقف عند هذا الحد، فقد تمثلت آخر «جرائمه في الموضة» في ارتدائه بدلات بنفسجية اللون فاتحة وتمثلت «أم أخطائه» في ارتدائه سترة رياضية وردية ملونة بقلوب «كيوبيد».

وتقول مستشارة شؤون الحكومات بمؤسسة آسيا استراتيجي، كيث هنري «بوصفه سياسيا ينبغي ان يركز هاتوياما على سياسته وأجندته، واعتقد ان الصحافة اليابانية والشعب الياباني، فقدا صبرهما حياله، للحد الذي لم يبديا فيه أي اهتمام لمقترحاته السياسية، لانه لم يعد احد يثق بقدرته على تنفيذ تلك السياسات».

وتقول هنري ان الناس بدأت تنسج على منوال هذا القميص اشياء ليست بذات اهمية، وتعتقد هنري ان هذا النهج سيتواصل، وتضيف ان جميع الامور المتعلقة بلباسه وذهابه مثلا لمطاعم لا تليق به أو انفاقه بسخاء على غدائه أو نوعية الملابس التي ترتديها زوجته، فإن ذلك جميعه سيتحول من مجرد مواضيع سياسية ليصب في شخصيته السياسية، وان ذلك لن يكون في مصلحة اليابان. المدونة الثقافية اليابانية، سارة نورباخش، تعتقد ان الخطأ هو خطأ زوجته وتقول «نريد ان نعرف ما اذا كانت زوجته ميوكي هي التي اختارت له تلك الملابس؟». في تطور مفاجئ ألهم قميص هاتوياما المصممين، حيث اطلق بعضهم نسخة من هذا القميص يوم الاربعاء الماضي يباع الواحد منها بـ45 الف ين (500 دولار)، ويعتبر انتاجه محدودا، بحيث تم انتاج 50 قميصا فقط، واذا كان اصبح الطلب كبيرا فسيتم انتاج المزيد منه. ويعتقد موقع «شيرتس ما وي دوت كوم» المختص بالملابس ان القميص يظهر الروح الحرة ويبرز الشجاعة المطلوبة في القادة الدوليين.

ويقول مؤسس الموقع مايكل يانغ «إننا لا نضحك على هاتوياما وإنما نؤازره».