ذكرياتها وخصوصيتها تجعل شقتها أثمن من «داوننغ ستريت»

بيت الحكومة البريطانية لا يروق لعائلـة كاميرون

كاميرون وأسرته يبدآن رحلة جديدة في «داوننغ ستريت». أرشيفية

يستعد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون وزوجته سامانثا وأولادهما للتضحية ببعض خصوصيتهم بعد الانتقال من شقتهم الحالية للعيش في «10 داوننغ ستريت». ولم يكن لديهم خيار، على الرغم من ذكرياتهم الحميمة في شقتهم الحالية للانتقال الى المكان الجديد، من بينها ذكرى ابنهم المتوفى ايفان، الذي أصيب بالكساح وتم تعديل الشقة وفقاً لاحتياجاته، ثم أدركته المنية، ولم يطرأ عليها أي تغيير لاحق منذ وفاته.

في الشقة الرئاسية في «داوننغ ستريت» تنحسر الخصوصية الاسرية او تكاد تنعدم، ثم لا تخفي الأسرة ضيقها من الخطوة الانتقالية.

وتقول السيدة الاولى السابقة، شيري بلير، في مذكراتها «يستطيع المسؤولون الدخول إلى الشقة والخروج منها وقتما شاؤوا حتى ليلاً».

وتتذكر ميري زوجة رئيس الوزراء الاسبق هارولد ويلسون، أنها استيقظت ذات مرة في الثالثة صباحاً لتجد وزيراً في غرفة نومها يأخذ التعليمات من زوجها. وتسترجع نورما ميجر زوجة رئيس الوزراء السابق جون ميجر ذكرياتها، حيث تقول إنها كانت تصحو عند انبلاج الفجر لتجد المسؤولين على الطرف الآخر من سريرها.

وبدأت العائلة الرئاسية في جمع أشيائها وحزم حقائبها للانتقال الى الشقة الكئيبة وسط المدينة كما يعتقدون. والادهى من ذلك أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من معاينة هذا المكان الذي سيعيشون فيه خمس سنوات مقبلة، وذلك لان عائلة رئيس الوزراء السابق غردون براون، بدأت في إجراءات المغادرة لتوها، ومن الطبيعي ان يسمحوا لهم بيومين لكي يتمكنوا من حزم حقائبهم وترك المكان. ويقول متحدث باسم براون إن العائلة الرئاسية السابقة سترحل في وقت ما من الشهر المقبل.

ويتوقع آل كاميرون أن تكون غرف الشقة متسعة نسبياً، ذات سقف عال، بعضها يطل على ما يسمى (هورس غاردس باريد) «ساحة استعراض خيول الحرس»، كما أن بها حديقة. عندما رحلت عائلة رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير الى هذه الشقة عام 1997 كانت هناك رائحة سيجار لاتزال تحوم في أجواء غرفها، وتلك الرائحة كانت من ضمن ما خلفه وزير الاعمال السابق في حكومة الظل، كينيث كلارك، الذي ترك المكان يفوح منه ما يشبه روائح مراقص البوب.

ولم تكن بالشقة مساحات تخزين كافية، كما أن حنفيات المياه قديمة، يعود تاريخها الى إدارات سابقة عدة، أما المطبخ فأمره فظيع. وليس هناك دش استحمام، والحمام الارضي وصفه القيمون على الشقة بأنه لا يصلح للسيدة الاميركية الاولى في ذلك العهد هيلاري كلينتون، التي زارت البلاد بصحبة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وأقامت في الشقة. بيد أن ابنة بلير كانت معجبة جداً بجمال ممرات الشقة والسلالم والحديقة التي وصفتها لإحدى صديقاتها بـ«المتسعة في حجم المنتزه». ويضطر آل كاميرون للانتقال للشقة الرئاسية، لان منزلهم الحالي غير مناسب من الناحية الامنية، ويقول المسؤولون الذين عاشوا سابقاً في «داوننغ ستريت» إن الحل الوحيد لكي يمارس رئيس الوزراء واجباته ويشرف في الوقت نفسه على أطفاله هو ان يعيش في المنزل الرئاسي». ويقول بلير إن «داوننغ ستريت» هو من اكثر الاماكن التي كان يقضي فيها وقتاً اطول مع أبنائه. ويقول إنه كان يستطيع ان يعمل من الشقة نفسها.

 

تويتر