وزيرات ساركوزي «الثائرات» يتمرّدن عليه‏

‏بعد إخفاقه في الانتخابات الإقليمية الاخيرة، يرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن عليه الآن التعامل بحزم لتدجين وزيراته الثائرات، فقد كن من قبل أحب الشخصيات لديه، لكنهن الآن أصبحن حملاً ثقيلاً عليه بسلوكهن المحرج وعدم إذعانهن وانتقاداتهن اللاذعة. وفي الوقت الذي هبطت فيه شعبية ساركوزي إلى أدنى درجة الاسبوع الماضي، تمردت عليه وزيرة الاقتصاد الرقمي، ناثالي كوسكيوسكو-مورزيت، التي ذكرت في التلفزيون «إنني أتضامن بشدة مع شانتال»، وأضافت أنها تعرضت للتوبيخ، بعد أن نعتت زملاءها الحكوميين من الرجال بـ«الجبناء»، لفشلهم في معارضة المحاصيل المعدلة وراثياً. كما أن الانتقادات الكثيرة التي توجهها وزيرة الرياضة، راما يادي، لساركوزي كثيراً ما تضعها في ماء ساخن، آخر تلك الانتقادات كان يتعلق بترويج ساركوزي لابنه «جين الامير»، ليترأس مديرية أعمال مهمة في باريس.

ويستأنس ساركوزي للنساء أكثر من الرجال، ويتحدث بعض وزرائه من الرجال بأن رأس الدولة يتلفّظ في بعض الاحيان بألفاظ نابية ضد كل من هب ودب، فقد شتم أحد المارين بجانبه، الذي رفض أن يصافحه، شتمه بأن قال له «لقد ضللت الطريق أيها الغبي».

ويبدو أنه سامح يادي، بعد أن أرسلت إليه صندوقاً على هيئة قلب من الشيكولاته.

أما رشيدة داتي وزيرة العدل السابقة، وهي الآن عضو في البرلمان الأوروبي وعمدة لإحدى مناطق باريس، التي اغضبت ساركوزي فكانت أقل حظاً من يادي، فبمكالمة هاتفية واحدة جردها ساركوزي من سائقها الخاص وأربعة حراس شخصيين آخرين، بعد أن أصدرت تعليقات غير موالية لساركوزي عشية الانتخابات الاقليمية، وبدلاً من أن تقر بعدم هزيمة ساركوزي، كما أمر هو نفسه، صرحت داتي بأن النتيجة تلزم ساركوزي بالضرورة «العودة مرة أخرى إلى الاساسيات».

ووفقاً لبعض التقارير الفرنسية فإن ساركوزي غاضب عليها من قبل، لأنه يعتقد بأنها وراء نشر إشعات بأنه على علاقة غرامية مع جوانو، وأن كارلا بروني (زوجته) تلتقي المغني بنجامين بيولي، إلا أن داتي أنكرت أنها وراء تلك الشائعات، حيث ذكرت خلال برنامج إذاعي أن «الإشاعات والنميمة عن الحياة الشخصية أمور غير مقبولة وبغيضة»، وتضيف «إنها تماما مثل الفضيحة التي اشيعت عني».

ويصف ساركوزي الاشاعات عن علاقته الغرامية بجوانو بأنها «خيالات متوحشة»، ووصفتها جوانو بالبغيضة، فقد تعاونت مع ساركوزي سنوات عديدة، إلا أن هناك إشاعات ظهرت الاسبوع الماضي بأنها على وشك تقديم استقالتها بسبب تعامله مع موضوع التلوث البيئي. واستطاعت هذه السيدة التي توصف بـ«بطلة الكاراتيه» أن تستقطب رضا «الخضريين» الفرنسيين، لمواقفها المعارضة للتلوث. ولم تكن جوانو القبضة الوحيدة المرفوعة في وجه الاليزيه، بعد الهزيمة الانتخابية التي يلام عليها ساركوزي، بسبب إهماله قاعدته المحافظة، حيث إنه يواجه الكثير من الثورة في حزبه المسمى «الاتحاد من أجل حركة شعبية» في ما يتعلق بالأخطاء التي أدت الى انحدار شعبيته.

‏

‏