سيقلب جميع سياسات أميركا في حال عودته إلى البيت الأبيض

ترامب يَعِدُ ناخبيه باعتقال المهاجرين وضرب اللصوص بالنار وإعدام تجار المخدرات

صورة

خلال حملته الانتخابية عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى التركيز على السياسة التي قادته إلى الرئاسة في عام 2016 من خلال وضع الهجرة في قلب حملته لعام 2024. كما تعهد بالعودة إلى الاقتصاد المنخفض التضخم، الذي شهدته ولايته الأولى، لجذب الناخبين الغاضبين من الارتفاعات الحادة في الأسعار، وأسعار الفائدة خلال السنوات الأربع التي قضاها الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض. وعلى عكس حملة إعادة انتخابه الفاشلة عام 2020، عندما لم يكن لديه حتى أي بيان رسمي، وضع ترامب، العديد من الخطط السياسية التي تعطي الناخبين معنى حقيقياً لطموحاته لفترة ولاية ثانية.

ويبدو أن نطاق ما وعد به ترامب واسع، ويشتمل على اعتقال المهاجرين غير الشرعيين في معسكرات وإطلاق «أكبر عملية ترحيل داخلي في التاريخ الأميركي»، وإنهاء الحرب في أوكرانيا في أول يوم له في منصبه، وبناء «درع دفاعية صاروخية متطورة من الجيل التالي» للولايات المتحدة، وتبني نظام اعتماد مركزي للمعلمين، لإظهار «تبنيهم القيم الوطنية»، والتدخل العسكري للسيطرة على الاحتجاجات الداخلية، وإطلاق النار على سارقي المتاجر، وتطبيق عقوبة الإعدام بحق تجار المخدرات والمتاجرين بالأطفال.

الهجرة والجدار الحدودي

ويمكن القول إن وعده بـ«بناء الجدار» على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وإجبار المكسيك على دفع كُلفته هو اقتراحه الوحيد الأكثر لفتاً للانتباه خلال السباق الرئاسي لعام 2016. ويتعهد هذه المرة بإكمال المهمة، بعد أن أوقف بايدن بناء الحاجز على طول الحدود التي يبلغ طولها 1954 ميلاً في عام 2021. وتحت رئاسة ترامب، تم بناء أو تجديد نحو 459 ميلاً من الجدار، بما في ذلك 49 ميلاً لم يكن بها أي حاجز في السابق. ويعيش ما لا يقل عن 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة، ويعمل نحو ثمانية ملايين منهم في قطاعات تشمل الزراعة والضيافة. وقال ترامب إنه سيطردهم.

وقال استراتيجي الهجرة الخاص بترامب، ستيفن ميلر، إنه سيتم إرسالهم إلى معسكرات إلى حين النظر في أي طعون، وأضاف: «أي نشطاء يشككون في عزم الرئيس ترامب على أقل تقدير يرتكبون خطأً فادحاً، سيطلق ترامب العنان لترسانة هائلة من السلطات الفيدرالية، لتنفيذ حملة قمع الهجرة الأكثر إثارة، ولن يعرف النشطاء القانونيون المعنيون بالهجرة ما يحدث».

الاقتصاد والتجارة

ورداً على سؤال لشبكة «فوكس نيوز» عمّا سيفعله لخفض التضخم، قال ترامب إنه سيرفع جميع القيود على إنتاج الوقود الأحفوري التي فرضها بايدن، للتخفيف من تغير المناخ. وقال المستشار الاقتصادي السابق للبيت الأبيض، ستيفن مور الذي يقدم الآن المشورة لحملة ترامب إن «تعزيز الطاقة الأميركية فكرة جيدة في ما يتعلق بخفض أسعار كل شيء، كما أن العودة إلى استخدام كل طاقتنا هي أولوية قصوى بالنسبة لترامب وجميع الجمهوريين»، مختتماً بقوله إنها حقاً إحدى القضايا الفاصلة بين اليسار واليمين اليوم.

وطرح ترامب خططاً لفرض تعريفة جمركية عالمية بنسبة 10% على جميع الواردات، وما يصل إلى 60% على جميع السلع الصينية. وقال أيضاً: «سوف نقوم بإلغاء الوضع التجاري للدولة الأكثر رعاية للصين، واعتماد خطة مدتها أربع سنوات، للتخلص التدريجي من جميع الواردات الصينية من السلع الأساسية، كل شيء من الإلكترونيات إلى الصلب إلى الأدوية».

ويحذر أغلب خبراء الاقتصاد من أن هذه الكُلف سوف تنتقل في نهاية المطاف إلى المستهلكين في الولايات المتحدة، وتؤدي إلى تفاقم التضخم. وقال ترامب على موقعه على الإنترنت «سنطبق تدريجياً نظاماً للتعريفات الأساسية العالمية على معظم المنتجات الأجنبية»، مضيفاً: «علاوة على ذلك، ستزداد التعريفات الجمركية المرتفعة بشكل تدريجي اعتماداً على مقدار تخفيض الدول الأجنبية لقيمة عملتها، إنهم يخفضون قيمة عملتهم للاستفادة من الولايات المتحدة».

الطاقة والبيئة

ولخص ترامب نهجه في التعامل مع الطاقة بشعار: «احفر يا عزيزي، احفر». وهذا يعني إعفاءات ضريبية لشركات النفط والغاز والفحم، وفتح الأراضي العامة، لاستغلال الطاقة. كما أن ترامب يخطط لمطالبة الكونغرس بإلغاء جزء كبير من قانون بايدن لخفض التضخم بقيمة 369 مليار دولار، وهو أكبر إجراء مناخي في التاريخ، بما في ذلك حوافز لمشاريع الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، وسوف يسحب الولايات المتحدة من «اتفاقية باريس لخفض الانبعاثات»، بعد أن تراجع بايدن عن انسحاب ترامب الأصلي.

سيوقف ترامب على الفور جميع سياسات جو بايدن في ما يتعلق بأسواق الطاقة، ويحد من خيارات المستهلك، ويزيد الكُلف على المستهلكين، بما في ذلك إعانات دعم الرياح الجنوني، ولوائح وزارة الطاقة، ووكالة حماية البيئة التي تمنع الأميركيين من شراء المصابيح المتوهجة، ومواقد الغاز، وغسالات الصحون و«رؤوس الدش عالية الجودة»، وغير ذلك الكثير. كما سيلغي أهداف استخدام السيارات الكهربائية، وسينهي أيضاً معايير بايدن للاقتصاد في استهلاك الوقود والتي ستكلف صناعة السيارات ما يقدر بنحو 200 مليار دولار، وترفع متوسط كُلفة المركبات إلى أكثر من ألف دولار.

التعليم والحروب الثقافية

إن وعد ترامب بإغلاق وزارة التعليم الفيدرالية من شأنه أن يسمح للولايات الفردية بتشغيل الخدمة بالكامل. وفي الوقت نفسه، يريد من الولايات أن تركز التعليم على إعداد الأطفال للعمل، «بدلاً من تلقين الشباب مواد عنصرية وجنسية وسياسية غير مناسبة، وهو ما نفعله الآن» كما يقول. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب سيكون قادراً على فرض أي من سياساته الخاصة بالفصول الدراسية دون وزارة التعليم، خصوصاً في الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون، لكن هذا لم يمنعه من تحديد مطالبه.

وينص موقعه على الإنترنت «أجندة47» على أن «الرئيس ترامب سيضمن أن يعرف أطفالنا الحقيقة حول تأسيس أميركا، وأن يتعلموا قصص أبطالنا الرائعين، ويكتشفوا أمجاد الحضارة الغربية، ويقدروا الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الأكثر حرية وازدهاراً، والأكثر فضيلة في تاريخ العالم».

العدالة والحرب على المخدرات

وتعهد ترامب بالعفو عن جميع المُدانين في ما يتعلق بأعمال الشغب التي قام بها أنصاره في مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير 2021، ووصفهم بـ«الرهائن». وأكد أنه سيطلب «من الكونغرس التأكد من أن أي شخص يتم القبض عليه وهو يتاجر بالأطفال عبر حدودنا سيتلقى عقوبة الإعدام على الفور، وهذا يشمل النساء، لأن النساء كما تعلمون هم رقم واحد في الاتجار بالأطفال». وقال إنه سيفرض «حظراً بحرياً كاملاً على عصابات المخدرات، وينشر أصولاً عسكرية، لإلحاق أكبر قدر من الضرر بعمليات الكارتلات». وسيطلب أيضاً من الكونغرس تمديد عقوبة الإعدام، لتشمل تجار المخدرات.

السياسة الخارجية: أوكرانيا و«الناتو»

يبدو أن تعهد ترامب بإنهاء حرب أوكرانيا في أول يوم له في منصبه، يعتمد على إيمانه بنفسه كمفاوض. وفي سبتمبر سيقوم بإدخال كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلنسيكي غرفة منفصلة، ثم يجمعهما معاً. ويقول في ذلك «سأتوصل معهما لاتفاق» ويتبنى ترامب وجهة نظر عملية تجاه بوتين، الذي رفض إدانته بسبب وفاة المعارض الروسي، أليكسي نافالني. وفي فبراير قال ترامب إنه لن يدافع عن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي لا تفي بالتزاماتها المالية بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكنه «سيشجع روسيا على القيام بكل ما تريده». وفي قاعة «سي إن إن» في شهر مايو، رفض تحديد الجانب الذي يأمل أن يفوز في الحرب. ويتحدث ترامب عن «السلام من خلال القوة» ويريد سحب القوات الأميركية من ألمانيا.

الحكومة و«الدولة العميقة»

يقول الرئيس السابق إنه «سينظف الدولة العميقة» من خلال إعادة أمره التنفيذي في عام 2020، الذي ألغاه بايدن، لوضع الموظفين الفيدراليين على عقود جديدة حتى يسهل فصلهم. وسينصب تركيزه الأساسي على إبعاد كبار الموظفين من الأجهزة الأمنية التي يلقي باللوم عليها في التحقيق في روابط حملته الانتخابية لعام 2016 بروسيا. وقال إنه سيشكل «لجنة الحقيقة والمصالحة، لرفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بتجسس الدولة العميقة والرقابة وإساءة استخدام السلطة ونشرها».

ويريد نقل «ما يصل إلى 100 ألف منصب حكومي خارج واشنطن عن طريق نقل بعض الوكالات». وقد تعهد بإضفاء الطابع الفيدرالي على عاصمة البلاد، وإلغاء صلاحيات المسؤولين المنتخبين محلياً. ويقول: «أصبحت المدينة فخاً قذراً ومملوءاً بالجريمة، ويجب الاستيلاء عليها وإدارتها بشكل صحيح من قبل الحكومة الفيدرالية».

• تعهد ترامب بالعفو عن جميع المُدانين في ما يتعلق بأعمال الشغب التي قام بها أنصاره في مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021، ووصفهم بـ«الرهائن».

• لخص ترامب نهجه في التعامل مع الطاقة بشعار: «احفر يا عزيزي، احفر». وهذا يعني إعفاءات ضريبية لشركات النفط والغاز والفحم.

تويتر