نجح فيما فشل فيه والده

دانييل نوبوا أصغر رئيس تنتخبه الإكوادور

صورة

أصبح دانييل نوبوا، رجل الأعمال والسياسي وابن أغنى رجل في الإكوادور، أصغر رئيس لبلاده، حيث وعد نوبوا، الذي سيكمل الفترة التي شغرها الرئيس غييرمو لاسو، بمعالجة مستويات الجريمة غير المسبوقة التي تفشت في البلاد. ونجح دانييل نوبوا في القيام بما فشل فيه والده خمس مرات عندما حاول أن يصبح رئيساً للإكوادور.

واستطاع نوبوا أن يفوز بالمنصب في 15 أكتوبر في جولة الإعادة ضد المحامية اليسارية، لويزا غونزاليس. وهو شاب يبلغ من العمر 35 عاماً ينتمي إلى النخبة، تلقى بعضاً من تعليمه في الولايات المتحدة، ومارس الأعمال ثم انخرط في السياسة.

والآن يتعين عليه أن يستجيب للمطلب العالمي بأن يجعل الإكوادور آمنة، وهو المطلب الذي حث عليه الناخبون كل المرشحين وسط تصاعد أعمال العنف غير المسبوقة المرتبطة بتجارة المخدرات. وكان أحد مقترحات نوبوا لمعالجة هذه القضية الحاسمة هي تحويل السفن إلى سجون عائمة لاحتجاز المجرمين.

وبينما حصل على فترة زمنية مقتطعة، يواجه نوبوا مهمة شاقة. ويقول زميل دراسات أميركا اللاتينية في مجلس العلاقات الخارجية، ويل فريمان «أعتقد أن هذه الفرصة ضئيلة للغاية لكي يتمكن حتى الرئيس الأفضل تجهيزاً من معالجة الأزمة الأمنية في الإكوادور في غضون 18 شهراً، وهي فترة زمنية قصيرة للغاية» ويضيف. مختتماً بقوله «بالتأكيد لم يكن نوبوا كذلك، فقد كانت مقترحاته بشأن الأمن غير منتظمة، وأعطت إحساساً بأنه كان يرتجل».

ستستمر ولاية الرئيس المقبل حتى مايو 2025، وهو ما تبقى من فترة ولاية الرئيس غييرمو لاسو. وكان لاسو قد قطع فترة ولايته عندما حل الجمعية الوطنية في مايو، واستطاع المشرعون عزله بسبب مخالفات حكومية مزعومة.

ومع فرز جميع الأصوات تقريباً، قال مسؤولو الانتخابات إن نوبوا حصل على ما يزيد قليلاً على 52%، مقارنة بنحو 48% لغونزاليس، حليفة الرئيس المنفي السابق، رافائيل كوريا. واعترفت غونزاليس بالهزيمة لكنها حثت نوبوا على الوفاء بوعوده الانتخابية.

وبعد أن أظهرت النتائج فوزه، شكر نوبوا الإكوادوريين على إيمانهم بـ«مشروع سياسي جديد.. مشروع سياسي شاب.. مشروع سياسي غير محتمل». وقال إن هدفه هو «إعادة السلام إلى البلاد، وتوفير التعليم للشباب مرة أخرى، ليكونوا قادرين على توفير فرص العمل للعديد من الأشخاص الذين يبحثون عنه». ولتحقيق هذه الغاية، قال نوبوا، إنه سيبدأ على الفور العمل على «إعادة بناء بلد تضرر بشدة من العنف والفساد والكراهية».

وظهر عجز الحكومة عن معالجة الأزمة الأمنية في أغسطس مع اغتيال المرشح الرئاسي والمناضل المناهض للفساد فرناندو فيلافيسينسيو. ومنذ ذلك الحين، تعرض سياسيون وزعماء سياسيون آخرون للقتل أو الاختطاف، وانفجرت سيارات مفخخة في مدن عدة، بما في ذلك العاصمة كيتو، وقام السجناء بأعمال شغب في السجون. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قُتل سبعة رجال كانوا محتجزين بوصفهم مشتبهاً بهم في مقتل فيلافيسينسيو داخل السجون.

افتتح نوبوا شركة لتنظيم الفعاليات عندما كان عمره 18 عاماً، ثم انضم إلى شركة نوبوا التابعة لوالده، حيث شغل مناصب إدارية في مجالات الشحن والخدمات اللوجستية والتجارية. وبدأ مسيرته السياسية عام 2021، عندما حصل على مقعد في مجلس الأمة وترأس لجنة التنمية الاقتصادية فيه.

والده، ألفارو نوبوا، هو أغنى رجل في الإكوادور بفضل تكتل أسسه ينشط في زراعة وشحن الموز، المحصول الرئيس في الإكوادور، ويضم الآن أكثر من 128 شركة في عشرات البلدان. وترشح ألفارو نوبوا للرئاسة خمس مرات دون جدوى.

لن يحصل حزب دانييل نوبوا على مقاعد كافية في الجمعية الوطنية ليتمكن من الحكم بمفرده، ولهذا يصبح حشد الدعم من المشرعين المعارضين أمراً أساسياً لتجنب الصعوبات التي ابتليت بها فترة ولاية لاسو.

واشتبك لاسو، وهو مصرفي سابق محافظ، باستمرار مع المشرعين بعد انتخابه في عام 2021 وقرر عدم الترشح في الانتخابات الخاصة. وفي 15 أكتوبر دعا الإكوادوريين إلى إجراء انتخابات سلمية والتفكير فيما هو «الأفضل لأطفالهم وآبائهم وبلادهم».

وخلال فترة لاسو، ارتفعت الوفيات الناجمة عن العنف، حيث وصلت إلى 4600 في عام 2022، وهو أعلى معدل في البلاد في التاريخ وضعف العدد الإجمالي في عام 2021. وأحصت الشرطة الوطنية 3568 حالة وفاة ناتجة عن العنف في النصف الأول من عام 2023.

ويرتبط تصاعد العنف بتهريب الكوكايين المنتج في كولومبيا وبيرو المجاورتين. وقد نشطت العصابات المكسيكية والكولومبية والبلقانية في الإكوادور وتعمل بمساعدة العصابات الإجرامية المحلية.

ويقول المهندس خوليو ريكورتي في شمال كيتو: «لا أتوقع الكثير من هذه الانتخابات» ويبرر ذلك بقوله «أولاً، لأن الرئيس لن يكون لديه سوى القليل من الوقت لفعل أي شيء، وثانياً لأن المجلس الوطني في بلادنا هو منظمة تمنع أي شخص يصل إلى السلطة من الحكم بصرامة».

ووصل نوبوا وغونزاليس إلى جولة الإعادة بعد أن تقدما على ستة مرشحين آخرين في الجولة الأولى من الانتخابات في 22 أغسطس. واحتل بديل فيلافيسينسيو المركز الثالث. ولم تكن غونزاليس معروفة لدى معظم الناخبين حتى اختارها حزب كوريا، معلمها، مرشحة للرئاسة. وشغلت العديد من الوظائف الحكومية خلال رئاسة كوريا التي استمرت عقداً من الزمن وكانت نائبة في البرلمان عام 2021.

في بداية الحملة، قالت إن كوريا سيكون مستشارها، لكنها سعت أخيراً إلى النأي بنفسها عنه قليلاً في محاولة لجذب الناخبين الذين يعارضون الرئيس السابق، الذي لايزال يمثل قوة رئيسة في الإكوادور على الرغم من إدانته بارتكاب جرائم فساد عام 2020 وحكم عليه غيابياً بالسجن ثماني سنوات. ويعيش في بلجيكا موطن زوجته منذ عام 2017. وتقول بائعة الفواكه والخضروات، روزا أماغوانا، «إن الأمن هو أول شيء يجب إحلاله من قبل الرئيس المقبل». وتضيف أماغوانا: «آمل أن تتغير البلاد» مضيفة بتفاؤل «نعم إنها تستطيع أن تتغير يجب أن يكون الرئيس المقبل قادراً على القيام حتى ولو بجزء صغير».

• يتعين على نوبوا أن يستجيب للمطلب العالمي بجعل الإكوادور آمنة مرة أخرى، وهو المطلب الذي حث عليه الناخبون كل المرشحين الذين انخرطوا في السباق الرئاسي وسط تصاعد أعمال العنف غير المسبوقة المرتبطة بتجارة المخدرات.

• لم تكن غونزاليس معروفة لدى معظم الناخبين حتى اختارها حزب رافائيل كوريا، مرشحة للرئاسة. وشغلت العديد من الوظائف الحكومية خلال رئاسة كوريا التي استمرت عقداً من الزمن وكانت نائبة في البرلمان عام 2021.

تويتر