تسعى إلى إطالة الصراع واستنفاد الإرادة السياسية الغربية

محلل أميركي: استراتيجية روسيا تمديد الحرب وجعلها مكلفة

مايكل كوفمان. أرشيفية

في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل»، قال المحلل العسكري الأميركي مايكل كوفمان، إنه يعتقد أن القوات الأوكرانية لديها فرصة واقعية لتحقيق تقدم في هجومها المضاد على افتراض عدم نفاد الذخيرة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:

■ إلى أي مدى وصل هذا الهجوم المضاد الأوكراني؟

■■ أعتقد أنه من العدل أن نقول إن العملية الهجومية تدخل المرحلة الأكثر حسماً، ومن الصعب تقدير متى قد تبلغ ذروتها أو تنتهي، فهذه الأمور لا تميل إلى السير بشكل خطي، لكن من الواضح أننا نقترب من المراحل الأخيرة من هذه العملية.

■ كيف يكون ذلك واضحاً؟

■■ يبدو أنه في هذه المرحلة تم نشر الاحتياطي الأوكراني والاحتياطي الاستراتيجي الروسي، ومن ثم فإن هذه المعركة تتجه نحو توازن الاستنزاف النسبي، فمن سيكون الأقدر على إدارة قواته مع الحفاظ على القوة القتالية والذخيرة؟!

■ هل سيتمكن الأوكرانيون من اختراق الخطوط الدفاعية الروسية الثلاثة خلال الأسابيع المقبلة؟

■■ في الوقت الحالي تحرز القوات الأوكرانية تقدماً مطرداً، ما أدى إلى توسيع اختراق الخط الدفاعي الروسي وتوسيع التقدم الحالي، وهناك قدر لا بأس به من الجدل حول التأثير المحتمل لطقس الخريف ومتى يبدأ ذلك بالفعل في التأثير على العمليات القتالية، والغرض من هذا الهجوم ليس فقط اختراق الخطوط الدفاعية الروسية، فهي وسيلة في خدمة الهدف الاستراتيجي الأوسع، المتمثل في إلحاق هزيمة بالقوات الروسية، وتحرير مساحات كبيرة من الأراضي.

■ هذا يعني تحقيق مكاسب كبيرة؟

■■ الأمر يعتمد على ذلك، ولا أعرف كيف ستُقيّم الحكومة الأوكرانية والدول الغربية ذلك، ولكن يبدو أن الأهداف الأصلية للهجوم كانت الوصول إلى ميليتوبول، وتعطيل خطوط الاتصال الأرضية الروسية الممتدة بالقرب من الساحل، ومن الناحية المثالية الوصول إلى بحر آزوف، وهذه هي على الأرجح الأهداف القصوى.

■ نقلت الصحافة أخيراً عن بعض المسؤولين الأميركيين، دون الكشف عن هويتهم، انتقاداتهم للطريقة التي يقاتل بها الأوكرانيون.. ما تعليقك؟

■■ قدر لا بأس به من الانتقادات يأتي من عدم فهم كيفية عمل القوات الأوكرانية أو الظروف في ساحة المعركة، وواقع هذه الحرب. إن ظروف العمليات لا تسمح بحشد فعال للقوات، كما أن عوامل التمكين ليست موجودة لدعم ذلك، وتساءل البعض عن توزيع القوات بين المحاور الثلاثة، وعن القرار بأن تكون هناك أفضل الألوية وأكثرها خبرة تقاتل حول باخموت مع وحدات أحدث وأقل خبرة تقاتل على المحور الرئيس في أوريخيف.

■ ما هي الاستراتيجية الروسية في هذه المرحلة من الحرب؟

■■ الاستراتيجية الروسية هي تمديد الحرب لجعلها مكلفة، ومع بداية العام المقبل سيحاولون التركيز على تدمير قدرة أوكرانيا على البقاء كدولة، وهم يأملون أن يتمكنوا ببطء من استنفاد الإرادة السياسية الغربية، ولا تملك روسيا استراتيجية جيدة للفوز بالحرب، وتفتقر إلى الإمكانات الهجومية في هذه المرحلة. إن احتمال الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية منخفض للغاية حتى من أجل تحقيق الحد الأدنى من أهداف الحرب المتمثلة في الاستيلاء على دونباس.

■ هل لديهم الوسائل اللازمة لمواصلة هذه الحرب فترة طويلة؟

■■ من الواضح أن الروس سيكونون قادرين على مواصلة هذه الحرب خلال العام أو العامين المقبلين، ويحاولون الحصول على العتاد والذخيرة من دول أخرى مثل إيران وكوريا الشمالية. إن وضع العتاد على الجانب الروسي ليس جيداً، لكنه كافٍ ليتمكنوا من مواصلة القتال.

■ هل كان المفهوم الخاطئ الرئيس هو المقارنة بالهجوم المضاد الناجح في خاركيف العام الماضي؟

■■ اتفق الخبراء جميعاً على أن الأمور لن تسير كما حدث في خاركيف، ولكن كانت هناك فئة من المعلقين الذين أشاروا باستمرار إلى أن الهجوم الأوكراني سيتجاوز كل التوقعات، وأنهم سيخترقون الدفاعات الروسية كما يفعل السكين بقالب الزبدة.

• إن احتمال الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية منخفض للغاية حتى من أجل تحقيق الحد الأدنى من أهداف الحرب المتمثلة في الاستيلاء على دونباس.

تويتر