ارتفاع عدد الضحايا إلى 2901 قتيل و5530 مصاباً

زلزال المغرب.. تواصل عمليات البحث رغم تلاشي الأمل في العثور على ناجين

مغربي ينظر بحسرة إلى منازل قريته المدمرة في جبال الأطلس الكبير. أ.ف.ب

أعلنت وزارة الداخلية المغربية، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق متفرقة بالبلاد يوم الجمعة الماضي إلى 2901 قتيل و5530 مصاباً، فيما تواصلت عمليات البحث رغم تلاشي الأمل بالعثور على ناجين.

وقالت الداخلية المغربية، في بيان، «في حصيلة محدثة أن عدد الوفيات بلغ 1643 بإقليم الحوز، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في بقية العمالات والأقاليم المعنية»، وفقاً لوكالة المغرب العربي للأنباء (ماب).

وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.

وواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفاً صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها أمس بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء، كما أن رجال الإنقاذ لم يصلوا بعد إلى قرى جبلية نائية عانت بعضاً من أسوأ مشاهد الدمار.

وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين، بينما قالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.

وقالت وزارة الخارجية في الجزائر، أمس، إن نظيرتها المغربية أبلغتها بأنها ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المقترحة من قبل الجزائر، تضامناً مع المنكوبين جراء الزلزال.

وتتلاشى الآمال في العثور على ناجين تحت الأنقاض، لأسباب منها أن الكثير من المنازل القديمة المبنية بالطوب اللبن والمنتشرة في القرى الجبلية انهارت وتحولت إلى أكوام تراب ليس بينها مسام تسمح بمرور الهواء. ومع وقوع المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال في أماكن وعرة ومعزولة، كان المشهد أمس غير واضح المعالم مع إقامة بعض المخيمات بصورة منظمة ونقل الإمدادات جواً، بينما لم تصل مساعدات مطلقاً لمواقع أخرى بسبب إغلاق الطرق جراء الصخور والانهيارات الناجمة عن الزلزال.

وخيَم بعض الناجين في العراء ومعهم متاعهم، الذي جمعوه على عجل، على طول طريق تيزي نتاست الذي يربط وديانا نائية بمراكش بعد فرارهم من قراهم المدمرة.

وقال حميد آيت بويعلي (40 عاماً) الذي كان ينتظر على جانب الطريق «هناك بعض القرى مازال الموتى فيها تحت الأنقاض».

يعاني كثير من سكان القرى انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة دون أي مساعدة.

وفي بلدة تلات نيعقوب المتضررة بشدة، يبحث عشرات من أفراد القوات المغربية وعمال البحث والإنقاذ والعاملين في المجال الطبي عن جثث مدفونة ويساعدون الناجين.

وتطوع مواطنون أيضاً لتقديم يد العون، مثل إبراهيم الدالدالي (36 عاماً) الذي جاء من مراكش على دراجته النارية لتوزيع طعام وماء وملابس وأغطية تبرع بها أصدقاؤه.

وقال «ليس لديهم شيء والناس يتضورون جوعاً».

وفي قرية أمزميز التي تقع عند سفح جبل وتحولت إلى مركز للمساعدات، زودت السلطات بعض الأشخاص الذين شردهم الزلزال بخيام، لكن آخرين مازالوا يعيشون تحت بطانيات. وقال نورالدين بوعكيروان، وهو نجار يخيم مع زوجته ووالدتها وولديه «أنا خائف للغاية. ماذا سنفعل إذا هطل المطر؟». ويعاني أحد أبنائه من التوحد وهم جميعاً يعيشون في خيمة عشوائية من البطاطين.

وقال عمر أنفلوس، الذي يعمل خياطاً، إنه حتى أولئك الذين لاتزال منازلهم قائمة يشعرون بخوف شديد من العودة لها بسبب خطر انهيارها.

وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غربي مراكش، حيث تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الـ12.

ونجت مناطق أكثر حداثة في مراكش إلى حد كبير، منها موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقرر عقدها الشهر المقبل.

وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يشارك ما يزيد على 10 آلاف شخص في الاجتماعات التي ترغب الحكومة المغربية في المضي قدماً فيها.

تويتر