الاحتلال أعد مخططاً لجدار يصادر 637 دونماً من أراضيها

«السواحرة الشرقية».. هدم من دون إنذار يشرّد سكانها وبؤرة جديدة تقضم أرضها

صورة

إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس الشريف، تقع بلدة السواحرة الشرقية، التي تتعرض في الوقت الحالي لهجمة إسرائيلية لا تتوقف، تفاقم معاناة أهلها، وتضيق الخناق عليهم، في خطوة تمهد لإبعادهم عن محيطهم الفلسطيني.

ففي منتصف يوليو الماضي، هدمت سلطات الاحتلال من دون سابق إنذار تسع منشآت سكنية وزراعية وخزانات مياه تعود للبدو في السواحرة، التي يقطنها 8000 مقدسي.

ويأتي هذا الهدم، تزامناً مع المعاناة القاسية التي يتجرع مرارتها سكان السواحرة الشرقية، جراء النقص الحاد في البنى التحتية في ظل الاكتظاظ السّكاني، إلى جانب تعنت قوات الاحتلال في منح تراخيص البناء للسكان، واستمرارها في مصادرة الأراضي، ومنع البناء فيها أو زراعتها بالأشجار.

بؤرة استيطانية جديدة

عملية الهدم التي نفذت دون إنذار أصحاب المنازل والمنشآت في وقت سابق، تُعد غيضاً من فيض الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تتعرض لها السواحرة الشرقية، وذلك بحسب رئيس بلدية السواحرة الشرقية، عيسى جعفر.

ويقول جعفر لـ«الإمارات اليوم»، إنه «في بداية الأسبوع الثالث من يوليو الماضي شرع مستوطنون بتشجيع من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ببناء بؤرة استيطانية جديدة في محيط المدخل الرئيس لبرية السواحرة».

ويضيف أن «البؤرة الاستيطانية الجديدة أقيمت على مساحة يبلغ قدرها 250 دونماً، داخل منطقة تسمى سطح الغزالة عند المدخل الرئيس لبلدة السواحرة الشرقية، وتعود ملكيتها لعائلة أبوحسين المقدسية، إذ وضع المستوطنون مسرحاً لألعاب الأطفال، ومباشرة عملية تأسيس البنية التحتية، فيما لاتزال أعمال الإنشاء متواصلة».

ويبين رئيس بلدية السواحرة الشرقية أن هدف الاحتلال من إقامة البؤرة الجديدة، هو الربط بين مستوطنتي «كيدار» و«بوعز» الجاثمتين فوق أراضي بلدتي أبوديس والسواحرة المقدسيتين.

توسعة الجدار

ويوضح رئيس البلدية أن «السواحرة الشرقية هي جزء من منطقة عرب السواحرة، والتي تشمل بلدتي جبل المكبر والسواحرة الغربية، وحي الشيخ سعد، وتُعد امتداداً لبادية المدينة المقدسة، الممتدة من بلدة السواحرة حتى البحر الميت، والبالغ مساحتها 70 ألف دونم، وجميعها مهددة بالمصادرة لمصلحة التوسع الاستيطاني».

ويضيف جعفر: «إلى جانب جدار الفصل العنصري القائم حالياً داخل أراضي السواحرة الشرقية بطول أربعة كيلومترات، والذي يعزلها خارج حدود القدس، يعد الاحتلال مخططاً يستهدف شرق البلدة المقدسية، ليصادر 637 دونماً من أراضيها، ضمن المنطقة التي سيعزلها الجدار، وتشمل جزءاً من المنطقة العمرانية بالبلدة، والأراضي الزراعية والرعوية».

ويشير إلى أن قوات الاحتلال صادرت 1000 دونم من أراضي السواحرة الشرقية، لإقامة مستوطنة «كيدار» شرق البلدة، بالإضافة إلى مستوطنة «كاليا» الواقعة على امتداد أراضيها قرب البحر الميت، إذ يقطنهما 1250 مستوطناً، إلى جانب مصادرة ما يقارب 2000 دونم، لإنشاء قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي، داخل أراضي البلدة المقدسية.

وإلى جانب هذا الطوق الاستيطاني، تحكم السلطات الإسرائيلية قبضتها على أهالي السواحرة الشرقية من خلال حاجز عسكري وبوابات حديدية تُقام على مدخل البلدة الرئيس، إذ يمنع الجنود حركة تنقل سكان البلدة المقدسية تجاه القرى والبلدات المقدسية، فيما يقيد الاحتلال ذلك بالحصول على تصاريح للدخول، والتي ترفض في غالب الأحيان.

إحكام السيطرة

من جهة ثانية، يؤكد الباحث في شؤون القدس فخري أبودياب بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال سيطرته على بلدة السواحرة الشرقية، إلى إحكام السيطرة على القدس، بواسطة مشروعه الاستيطاني المسمى «غلاف القدس».

ويقول أبودياب لـ«الإمارات اليوم»، إن «قوات الاحتلال تحاول الاستيلاء على أراضي بادية القدس المحيطة بالمدينة المقدسة بشتى السبل، لتوسعة تلك المنطقة استيطانياً، وربطها بمستوطنة (معاليه أدوميم) كبرى المستوطنات الجاثمة على أراضي المقدسيين، وكذلك بشبكة المواصلات الإسرائيلية».

ويلفت إلى أن عمليات التوسعة الاستيطانية داخل السواحرة الشرقية، تعزل سكانها عن مدينة القدس، وبلداتها، كما تعدم مشاهد التطور العمراني داخل بلدة تشهد كثافة سكانية عالية، لاسيما مع رفض الاحتلال منح الأهالي تراخيص البناء فوق أراضيهم.

تويتر